قالت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية: إن تجربة ميدانية لاختبار بعوض معدل وراثيا أنتجته شركة إنتريكسون بغرض مكافحة فيروس زيكا لن يكون لها تأثير مهم على البيئة. وتسعى الشركة لإجراء تجربة في منطقة فلوريدا كيز لتحديد مدى فعالية البعوض المعدل وراثيا في تقليل أعداد بعوضة أيديس التي يمكنها أن تنشر أمراضا منها زيكا وحمى الدنغ والحمى الصفراء. وبدأت فلوريدا الخميس الماضي في قتل البعوض في منطقة ميامي مع أول انتشار لفيروس زيكا في الولاياتالمتحدة. وقد رصدت السلطات الصحية 15 حالة إصابة بزيكا وتتوقع المزيد. والتعديل الوراثي الذي أدخلته الشركة على البعوض يجعل سلالتها تموت قبل أن تتكاثر.وأظهرت تجارب أجريت في البرازيل وبنما وجزر كايمان أن البعوض الذي أنتجته إنتريكسون يمكنه تقليل أعداد البعوض من فصيلة أيديس إيغبتاي بنسبة تجاوزت 90 بالمئة. يذكر أن أول تفشي لفيروس زيكا في الوقت الراهن تم رصده في البرازيل حيث ارتبط بأكثر من 1700 حالة صغر رأس، وهي الحالة التي تؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة لدى الأطفال الرضع. في شأن آخر، رجح فريق من العلماء توقف انتشار فيروس زيكا في غضون ثلاث سنوات لأنه لن يكون هناك الكثيرون ممن يمكن انتقال العدوى إليهم. وقال العلماء في مقال نشر في دورية العلوم: إن من المحتمل انقطاع انتشار العدوى لمدة 10 سنوات. لكن خبيرا متخصصا في فيروس زيكا قال: إن من المستحيل التنبؤ بدقة حول الموضوع. وبحسب تقدير العلماء، لن تعود العدوى للانتشار بشكل واسع قبل أن يولد جيل جديد لم تصبه العدوى. وقال العلماء: إنهم اعتمدوا للوصول إلى هذه النتيجة على نماذج لحالات عدوى فيروسية سابقة. وفي وقت سابق من العام، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس زيكا يشكل حالة طوارئ صحية عالمية، بسبب الخطر الذي يشكله على الأطفال. وبالرغم من أن العدوى التي يتسبب بها الفيروس خفيفة وقد لا ينتج عنها أي أعراض إلا أن من المعروف أنه يتسبب بولادة أطفال برأس أصغر من المعتاد.ويمكن أن يموت الطفل في بعض الحالات الخطيرة، أو يعيش بإعاقة عقلية. وقال البروفيسور نيل فيرغيسون رئيس فريق الأبحاث الذي أعد الدراسة: إنه لا يمكن إبطاء انتشار الفيروس حاليا. وأضاف: إن هناك أسئلة تتعلق بالفيروس لم يتوصل الباحثون إلى إجابة عنها. من جهة ثانية بدأ باحثون بالحكومة الامريكية أول تجربة سريرية على لقاح مضاد لفيروس زيكا، في الوقت الذي تزايدت فيه المخاوف من الفيروس الذي ينقله البعوض وذلك بعد تسجيل أول حالات انتقال الفيروس داخليا في الولاياتالمتحدة. وحتى الآن لا يوجد لقاح أو علاج معتمد للقضاء على الفيروس، الذي ينتشر بسرعة في الأمريكتين ويمكن أن يؤدي إلى عيوب في الأطفال حديثي الولادة تظهر في صغر حجم الرأس والتي من الممكن أن تتسبب في مشاكل نمو خطيرة عند الأطفال.ويتسابق عدد من الشركات والمجموعات الأكاديمية لتطوير لقاح ضد زيكا، ومن غير المتوقع أن يكون جاهزا للاستخدام على نطاق واسع قبل عامين أو ثلاثة أعوام. وقال المعهد الوطني لأمراض الحساسية والأمراض المعدية، جزء من المعاهد الوطنية للصحة: إن تجربته السريرية الأولية تشمل 80 متطوعا بصحة جيدة تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 35 سنة في ثلاثة مواقع للدراسة. وأضاف المعهد في بيان له: إن «التجربة تقيم سلامة اللقاح التجريبي وقدرته على تحفيز استجابة جهاز المناعة».وقال الدكتور أنتوني فوسي، مدير المعهد: «وجود لقاح آمن وفعال لمنع عدوى فيروس زيكا والعيوب الخلقية المدمرة التي يتسبب بها أمر واجب للصحة العامة». وحازت شركة اينوفيو فارماستيكالز، لصناعة اللقاحات في الولاياتالمتحدة، على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لبدء اختبار لقاح زيكا على البشر، في يونيو الماضي. وبدأت التجارب السريرية الشهر الماضي، بهدف تسجيل 40 متطوعا بالغا بصحة جيدة في ميامي وفيلادلفيا وكيبيك سيتي. وزادت المخاوف الأمريكية من فيروس زيكا، الذي ينتشر بسرعة في الأمريكتين وضرب البرازيل بقوة، منذ أن أعلنت سلطات ولاية فلوريدا عن أولى بوادر انتقال محلي للفيروس في أحد أحياء ميامي. وتحدث مسؤولون بالصحة العامة عن احتمالات لتفشي صغير ومحلي في الولايات الجنوبية الأمريكية، والتي تعاني بالفعل ضعفا في مواجهة الأمراض التي ينقلها الباعوض. وأكد البيت الأبيض اتصال الرئيس الأمريكي باراك أوباما هاتفيا مع حاكم ولاية فلوريدا ريك سكوت حول انتشار زيكا. وقال مسؤولو الصحة بولاية تكساس: إنهم كانوا في حالة تأهب قصوى لانتقال زيكا محليا، وطالبوا السكان باتباع الاحتياطات ضد لدغات البعوض. وقال جون هليرستيدت، مفوض خدمات الصحة في إدارة الصحة بالولاية: إن «انتقال الفيروس محليا في ولاية فلوريدا وكذلك السفر إلى البرازيل، ونحن في ذروة موسم انتشار البعوض في ولاية تكساس يمثل مزيجا مثاليا»، وذلك في إشارة إلى دورة الألعاب الأولمبية التي بدأت هذا الأسبوع في ريو دي جانيرو بالبرازيل. ولفت المعهد الوطني لأمراض الحساسية والأمراض المعدية إلى أن نهج إنتاج فيروس مضاد لزيكا مماثل للقاح آخر مستخدم لعلاج فيروس غرب النيل.