كم عدد شركات استدعاء سيارات الأجرة التي ينبغي أن تكون موجودة في السوق؟ تعتبر تأثيرات الشبكة مفيدة حقا - إنه من المؤلم حقا أن يكون لديك تطبيقان على هاتفك - لكن من الناحية الأخرى، المنافسة هي أمر لطيف أيضا. بالنسبة للمستخدمين. لكنها ليست لطيفة بالنسبة للشركات. قررت كل من أوبر وديدي تشوكسينج التخلي عن المنافسة في الصين. قالت شركة ديدي تشوكسينج، شركة خدمات استدعاء السيارات المهيمنة في الصين: إنها سوف تستحوذ على العمليات التشغيلية لشركة أوبر في البلاد، منهية بذلك معركة دفعت تكلفتها الشركتان مليارات من الدولارات في الوقت الذي كانتا تتنافسان فيه على العملاء والسائقين. يكتب ترافيس كالانيك، الرئيس التنفيذي في أوبر: «إن الوصول إلى الربحية هو السبيل الوحيد لبناء أعمال تجارية مستدامة يمكنها تقديم خدمة أفضل للركاب والسائقين والمدن في الصين على المدى الطويل»، وهذا أمر ربما يكون صحيحا، مثل نظام مكون من اثنين من المتنافسين، وكلاهما يخسر مليارات الدولارات، فإنه لن يقدم أية خدمة للركاب والسائقين بشكل جيد على المدى الطويل. والنظام الذي يوجد فيه مشغل مربح واحد ربما يكون هو أيضا غير مثالي، أشعر وكأن معظم الصناعات ينتهي بها الحال وهي تحقق نوعا مختلفا من التوازن. (مثل: وجود 3 متنافسين مربحين). ولكن ليس مثل مترو الأنفاق. حيث يغلب على أنظمة النقل العام أن تكون شركات احتكارية. لا أعرف ماذا يمكن أن يوحي لك ذلك بالنسبة لصفقة أوبر - ديدي. على أية حال، تعمل تركيبة الصفقة على جعل أوبر تمتلك جزءا من ديدي (وسوف تحصل أوبر على 5.89 بالمائة من الشركة المندمجة مع فائدة أسهم تفضيلية تساوي 17.7 بالمائة من المنافع الاقتصادية) وجعل ديدي تمتلك جزءا من أوبر (ديدي سوف تستثمر أيضا مبلغ مليار دولار في أوبر كجزء من الصفقة). تمتلك ديدي بالأصل جزءا من شركة ليفت، ما يعني أن أوبر سوف تمتلك جزءا من نصيب ليفت، ضمن أسرة كبيرة سعيدة من خدمة تقاسم الركوب المترابطة. (أسرة من الواضح أن مستثمري أوبر كانوا يروجون لها أمام مستثمري ديدي لفترة من الوقت). سوف تواصل العمليات المحلية لأوبر بالعمل كعلامة تجارية منفصلة تحت مظلة شركة ديدي. إذن، ستبقى بحاجة لأن يكون لديك تطبيقان، لكنهما سيكونان مملوكين من قبل الشركة نفسها، مع الهدف الصريح المتمثل في عدم خسارة أموال بعد الآن بسبب التنافس على السعر. ربما لا تكون المنافع التي تعود على المستهلك واضحة بشكل مباشر. اختبارات الإجهاد الأوروبية أحب نظام السلطة المصرفية الأوروبية في إجراء اختبارات الإجهاد للبنوك من دون الحصول على درجة اجتياز رسمية. وفكرة اختبار الإجهاد تكمن في أنك تتخيل سيناريو فيه نوع من الإجهاد، وتحسب مقدار ما يمكن أن يخسره كل بنك في ذلك السيناريو، ومن ثم تحسب مقدار رأس المال الذي يمكن أن يكون قد بقي لدى البنك. هنالك ميل- يشجعه نوعا ما اختبارات الإجهاد التي يجريها الاحتياطي الفيدرالي في الولاياتالمتحدة- للاعتقاد بأنه ينبغي على البنك أن يترك على الأقل مقدارا كافيا من رأس المال لتلبية احتياجاته من رأس المال. لكن هذه فكرة واقعة في الدور. الفكرة من وجود رأس المال هي التخفيف من خسائر البنك. وينبغي أن يتم تحديد متطلبات رأس المال بحيث تكون ذات سقف مرتفع بشكل كاف بحيث إنه إذا تعرض البنك لخسائر كبيرة، فإنه يمكن أن ينجو. ويبدو القول إنه ينبغي على البنك تلبية تلك المتطلبات بعد التعرض للخسائر الكبرى وكأنه حساب مزدوج. لذلك، فإن نتائج اختبارات الإجهاد الأوروبية التي أعلن عنها يوم الجمعة تفيدنا فقط بمقدار رأس المال الذي يمكن أن يتبقى لدى كل بنك بعد التعرض لخسائر كبرى، ومن ثم يترك الأمر لك لتقرر مدى سوء الوضع لديه. على سبيل المثال: رأس المال السلبي هو أمر سيء بشكل واضح! لم يفاجأ أي أحد من حصول بنك (مونتي دي باشي دي سيينا) الإيطالي على رقم سلبي في نتائج اختبارات الإجهاد، حيث انتهى به المطاف بالحصول على نسبة مئوية سلبية بلغت 2.4 بالمائة محملة بالكامل لنسبة الطبقة الأولى من الأسهم المشتركة في سيناريو الإجهاد. بالفعل ينبغي أن لا يكون الأمر مفاجئا بأن ينتهي الحال بالبنك وصولا إلى مستوى أدنى من الصفر. لاحظ أن امتلاك أحد البنوك رأس مال أقل من الصفر - أي أن الخسائر سوف تقضي على كامل حقوق الملكية في البنك - مماثل بالعامية لما نفهمه حين نسمع أن بنكا تعرض للانهيار، ويغلب على الأزمات المالية أن ينتج عنها انهيار بنك أو اثنين. أما اختبار الإجهاد الذي لا ينجم عنه أي فشل للبنوك ربما يبدو متساهلا أكثر من اللازم. من ناحية أخرى، الهدف واسع النطاق لاختبارات الإجهاد هو تشجيع البنوك لكي تكون مرسملة بشكل جيد بحيث يمكنها تجاوز أي سيناريو إجهاد معقول، لذلك من المحرج العثور على رأس مال بنكي لا يزال آخذا في الانخفاض لما دون الصفر، بعد مرور سنوات كثيرة في نظام اختبارات الإجهاد. (خاصة وأن الاختبارات تجاهلت البنوك اليونانية والبرتغالية، التي كانت من بين أضعف البنوك في آخر مرة). بنك مونتي باشي يحاول حل المشكلة، رغم أن ذلك لن يكون أمرا سهلا. يعتمد النجاح في جزء منه على الفوز بالدعم من أجل صندوق جديد يقوم بشراء قروض البنك المعدومة التي، وفقا لواحد من المحللين على الأقل، هي أعلى من المستوى الذي يكون المشترون على استعداد لدفعه. ومن ثم، يحتاج مونتي باشي أن يجد مستثمرين مستعدين لتقديم 5 مليارات يورو (5.6 مليار دولار) من الأسهم الجديدة لبنك تبلغ قيمته أقل من مليار يورو. في الوقت نفسه، كثير أشكال الفشل المختلفة بدرجة أقل لا تزال محرجة. عانت خمسة بنوك في الاختبار من انخفاض في نسبة رأس المال للأسهم المشتركة المطبقة بشكل تام لتصل إلى أقل من 7 بالمائة، نفس المستوى الذي تتحول عنده السندات الثانوية إلى أسهم أو يتم شطبها. وتلك كانت في الأساس بنوك أصغر حجما، لكن كان هنالك أيضا عدد من البنوك الكبرى التي اقتربت بشكل غير مريح من ذلك المستوى بنسبة 7 بالمائة: بنك باركليز وبنك دويتشه ويوني كريديت. بالتالي إذا كانت اختيارات الإجهاد ذات مصداقية، فإن حاملي السندات ينبغي أن يضغطوا على بنوكهم من أجل جمع المزيد من رأس المال لإعطائهم المزيد من الأمان. ولا تحتاج الأجهزة التنظيمية لأن تقرر استخدام «علامة نجاح» في اختبارات الإجهاد. لأن مساهمي البنوك يستطيعون أن يقوموا بذلك بأنفسهم.