يدور فيلم (أسطورة طرزان) أو «The Legend of Tarzan» حول شخصية طرزان -ذاك البطل الشجاع قوي البنية الذي يتأرجح من شجرة لأخرى، والذي ابتكرته قريحة الكاتب (إدغار رايس بوروز)-، حيث يتم استغلاله من قبل أشخاص والضغط عليه للسفر إلى إحدى الدول للتحقيق في بعض الأمور التجارية في مخيم تعدين هناك، ولكن مهمته الحقيقية ليست كما تبدو في ظاهر الأمور. وتفصيلاً يأتي الفيلم الأمريكي -ومدته 109 دقائق- في إطار المغامرات والحركة (الأكشن) بعد مرور العديد من السنوات على حياة طرزان في مدينة لندن بعد التعرف عليه واستقدامه من الغابة التي لطالما استقر ونشأ فيها، يعود طرزان مرة أخرى إلى الغابة كمندوب للتجارة في دولة الكونغو دون أن يعلم أنه بمثابة طُعم يستخدمه أشخاص آخرين ذوي نفوذ لتحقيق مصالح شخصية، حيث يسافر للتحقيق في الأنشطة الموجودة في مخيم للتعدين بالكونغو. يبرهن الفيلم، وهو أحدث عمل سينمائي مأخوذ عن تلك القصة ذات الطابع المناصر للاستعمار التي كتبها بوروز، على أنه من غير الممكن إجراء تعديلات ذات طابع حداثي على تلك القصة، كما يقول الناقد السينمائي (سام آدامز). ويشكل العمل محاولة مخلصة وحسنة النية للتعامل مع مسألة الإرث الاستعماري الأوروبي في أفريقيا. وهو كذلك فيلم يصور في إحدى مشاهده رجلاً يلكم غوريلا ويصارعها، وكأن الفيلم في حالة حرب مع نفسه، ولكنها حربٌ تشتمل على جنودٍ، ليس بمقدورهم أن يدركوا تماماً هوية من يقاتلونه، أو أن يعلموا من يُرجح أن يسقط في الوحل ويُدق عنقه، ومن سيستطيع أن يُطلق النار دون وجود عوائق أمامه. وبمتابعة قصته التي تدور أحداثها في القرن التاسع عشر، نجد أن بطله جون كلايتن (يجسد دوره الممثل ألكساندر سكارسغارد) هو بالفعل بطل شعبي ذو صيت دولي، فهو نبيل إنجليزي؛ تولت القردة تنشئته وتربيته قبل أن يعود إلى موطنه الأصلي. وحافظ الفيلم على مغزى الحكاية، وسر نجاحها: فكرة العودة إلى البدايات، حيث الغابة، والطبيعة، والإنسان الذى يتعلم وحيدا كيفية أن يعيش.