يشارك المخرج السعودي الشاب حمزة طرزان بفيلمه الأخير "النافذة / The Window " في مهرجان أحمد أباد السينمائي الدولي المنعقدة بالهند . برئاسة المخرج الإيراني المتميز محسن مخملباف، ويأتي إختيار لجنة القبول لفيلم طرزان بعد مشاركته في ثلاثة مهرجانات دولية هامة هي : مهرجان الخليج السينمائي بدبي 2009 ، بمهرجان العالم للأفلام القصيرة بتورينتو ، ومهرجان الريف السينمائي بالبحرين . الفيلم يعد الثالث للمخرج طرزان بعد فيلميه "العيش الى الوراء /Living Backward " و "القبو/The Basement " وهما من بطولة الممثل الراحل "نضال أبونواس" وقد حصدا العديد من الجوائز وشهادات الشكر. النافذة ومدته 9 دقائق يروي قصة شابة مقعدة على كرسي متحرك بسبب إعاقة، وقد إعتادت العزلة في حجرتها والجلوس أمام النافذة لتعود بخيالها الى ماضي طفولتها حيث حياتها المستقرة بين والديها وذويها وأصدقائها، تلك الحياة الآمنه التي لا يشغلها فيها سوى اللعب والمرح، غير أن الإعاقة وهي في الفيلم ترمز لمعوقات المجتمع والعادات الرجعية تجعلها امرأة عاجزة عن الحركة والعمل والتفاعل الإيجابي، كل ذلك يتم في لغة بصرية متقنة وبمصاحبة موسيقى متجانسة مع موضوع الفيلم. لكن طرزان لا يترتك بطلته في حالتها السلبية تلك وجلوسها الخامل أمام النافذة، بل ينتفض بها على واقعها ، فيجعلها تغلق النافذة الوهمية التي ليس خلفها سوى المزيد من الجدرانوالإنغلاق، وتخرج الى الحياة الواقعية بكل التفاؤل والأمل لتحقق ذاتها وتنتصر على قيودها . وكان حمزة طرزان لفت إهتمام الجمهور والنقاد عند عرض فيلمه في مهرجان الخليج السينمائي بدبي 2009، وكذلك بعد عرضه في الأندية الثقافية وبعض أندية قنصليات الدول الصديقة في المملكة ، خصوصاً وأن الفيلم يتوافق في مضمونه مع حركة نهوض المرأة السعودية خلال الفترة الراهنة. وقال طرزان إن الفيلم يبث رسالة تهدف الى الإهتمام بالمرأة وقضاياها وتشجيعها على خوض غمار الحياة العملية والاجتماعية بثقة ورصانة لا يتحقق إلا في توفر ثلاثة عناصر : الأمان و الرعاية و المستقبل الواعد . فالأمان وهو عنصر هام يجب أن تحظى به في العمل والشارع والبيت ، وعلينا أن نتكاتف جميعاً لتحقيقه لها ، كذلك الحال بالنسبة للرعاية ، والوعد بالمستقبل المشرق . وأضاف إن الفيلم يحاول تقديم ذلك المعنى في صورة غير مباشرة لأن الفن تقتله المباشرة ، فهناك رمزية شفافة لا يصعب على المتلقي فك شيفرتها . وعبر طرزان عن سعادته بالمشاركة في هذا المهرجان مؤكداً أهمية لقاء السينمائيين في دولة ثرية بثقافتها كالهند . وقال إن إلتقائه ببعض السينمائيين الهنود في مهرجان الخليج السينمائي أتاح له التواصل معهم لا سيما وأنه يتابع السينما الهندية الجادة منذ سنوات . وقال طرزان أتمنى أن لا أكون المخرج السعودي الوحيد المشارك في مهرجان أحمدأباد السينمائي ، فلا شك أن المخرجين الشبان السعوديين بحاجة ماسة كما أنا بتلك الحاجة للاحتكاك والتعرف وتبادل الأراء والخبرات حول السينما .