يختتم نشاط الجنادرية في دورته الثلاثين، والمقام بمدينة الطائف فعالياته مساء اليوم في حفل توزيع جوائزه الذي سيقام بقاعة فهد ردة الحارثي في جمعية الثقافة والفنون بالطائف عند الساعة التاسعة والنصف، وذلك بعد أن تنافست تسعة عروض من مختلف مناطق المملكة. وكان آخر عروض نشاط الجنادرية المسرحي يوم أمس الأول وقدَّمته فرقة «أبو الفنون»، وحمل عنوان «طرابيش»، من تأليف وإخراج علي الأسمري، وذلك على خشبة مسرح إدارة النشاط الطلابي بالإدارة العامة للتعليم بالطائف. وتدور أحداث العمل الذي مثَّله فهد الغيري، وغازي الثبيتي، وعبدالله القحطاني، وعبدالله العتيبي، وأحمد علامة، ومحمد المدني، إضافة لبطل المسرحية عليان العمري، حول صراع فكري سياسي ديني اجتماعي، وطغيان مجموعة تريد تكسير كل مبادئ الخير والقيم والسمو في مجتمع المدينة القديمة، بقيادة شخصية «أبي عبدالله الزنبقي» الذي يجد مقاومة من «عازف الريحاني»، فيكشفهم ولا يجيدون سبيلًا لإيقافه سوى قتله. وفي الندوة التطبيقية بعد العرض، والتي أدارها الكاتب المسرحي فهد رده الحارثي، قدَّم المسرحي محمد السحيمي قراءة قال فيها: «النص أُعِدّ إعدادًا مسرحيًّا بطريقة ذكية جدًّا، كما أن الشخصيات التي قدمتها لا تنتمي لرواية أبو شلاخ البرمائي التي كتبها الدكتور غازي القصيبي، فالأسمري كان بحاجة لحفظ حقوق المؤلف الأصلي الذي اقتبس منه فكرة العمل الرئيسة، وأوجد له مبررًا لتجاوز الإجراءات البيروقراطية المُملة التي قد تتسبب في تعطيل العمل برمته». وتحدث السحيمي عن الرؤية الإخراجية فقال: «من المفترض أن نخرج من الرمزية الفجَّة أو المباشرة لإطارات العمل الروائي، فالتخلص من هذا العمل هو مطلب مهم حتى نصل لرؤية إخراجية مميّزة، فالعرض كان مباشرًا تمامًا كعنوانه». بعدها تتابعت المداخلات عن العرض بدءًا بالفنان المنذر النغيص الذي أشار إلى أن النص كان مكتوبًا قبل المشاركة بمسابقة مهرجان مسرح الشباب بالرياض، وعقَّب على هذه المعلومة مدير الندوة الذي قال: «للتوضيح.. فجمعية الثقافة والفنون بالرياض تقيم هناك حراكًا مسرحيًّا، وتختار عملًا أدبيًّا ليقوم بعد ذلك بعض الكُتّاب بإعداد هذا العمل الأدبي وتحويله إلى عمل مسرحي». فيما قال طالب البلوشي: «إعداد الرواية وتحويلها لنص مسرحي أمر صعب جدًّا، ولعلي هنا أستشهد بساق البامبو لسعود السنعوسي، فعرض اليوم كان سريعًا في أحداثه، وأرى أن آلة العود لم تستخدم جيدًا على خشبة المسرح، وكان وجوده غير موفق». تكريم العرَّاب بعد ذلك قامت ورشة العمل المسرحي بمشاركة جامعة الطائف، والنادي الأدبي الثقافي بالطائف، وبعض الشركات الإعلامية بتكريم عرَّاب المسرح السعودي فهد رده الحارثي، نظير تحقيقه العديد من الجوائز خلال العام الحالي، وكان من أهمها «جائزة وزارة الثقافة والإعلام عن كتابه الجثة صفر»، و«جائزة أبها للإبداع عن نص مسرحية الشق والرقعة»، إضافة لحصول نص مسرحيته «بعيدًا عن السيطرة» على مجموعة من الجوائز الدولية والعربية والخليجية. بعدها قدّمت فرقة لجنة الفنون الموسيقية حفلًا موسيقيًّا بقيادة الفنان سعد العاطف، وضمّت الفرقة عازفي الكمان أسامة الطيب، وعبدالله بارشيد، وعلى القانون الفنان محمد زراع، وعلى الإيقاع ثامر صيغر، ومحمد باوزير، وعبدالعزيز باعطية، وعادل حبيت، وماهر ربيع، فيما أداء أغاني الحفل للفنانين سعد العاطف، وعبدالمحسن ناصر، ومصعب علوي، وعبدالعزيز عبده، ومحمد الباسم. مشهد من مسرحية «الطرابيش»