أثارت بعض العروض المسرحية التي قدمت هذا العام في مسرح الجنادرية الجدل حول حفظ الحقوق الفكرية والأدبية للمؤلف، فيما تباينت القراءات حول الأعمال المقدمة ما بين محتف بالمواهب الشابة، ومتذمر من ضعف بعض النصوص والرؤية الإخراجية الفنية، بينما قال البعض بأن هناك علامات مبشرة للمسرح السعودي. الحقوق الفكرية والأدبية أكد الكاتب محمد السحيمي أن مسرحية "طرابيش" نصا وإخراجاً، والتي عرضت في ختام منافسات نشاط الجنادرية المسرحي بالطائف، لم تخرج عن روح غازي القصيبي عن روايته أبو شلاخ البرمائي. وقال السحيمي في الجلسة النقدية التي تلت عرض المسرحية، مؤلف المسرحية كان بحاجة إلى حفظ حقوق المؤلف الأصلي الذي اقتبس منه فكرة العمل الرئيسية، وأوجد له مبررا بأن لدينا إجراءات بيروقراطية مملة، قد تتسبب في تعطيل العمل برمته، وأضاف أن النص أعد إعدادا ذكيا جدا وبروح مسرحية والشخصيات التي قدمها لا تنتمي إلى رواية أبو شلاخ البرمائي، التي كتبها الدكتور غازي القصيبي. وتحدث السحيمي عن الرؤية الإخراجية، فقال من المفترض أن نخرج من الرمزية الفجة في الرواية، أو المباشرة لإطارات العمل الروائي لغازي القصيبي، فالتخلص من هذا العمل هو مطلب مهم حتى نصل إلى رؤية إخراجية مميزة، فالعرض كان مباشرا، وبخصوص عنوان العرض يجب أن نقول إنه كان مباشرا. وقال اعتدنا في مهرجان الجنادرية، أن تأتي بعض الجمعيات للمشاركة فقط، وليس هناك هذا العام سوى ثلاثة أعمال تستحق الاحتفاء هي "بعيدا عن السيطرة" عن جمعية الطائف، وسفر الهوامش عن جامعة الطائف، ومسافر ليل عن جامعة القصيم". اختيار الأعمال الأدبية بين الفنان المنذر النغيص أن نص مسرحية "طرابيش" كان مكتوبا قبل المشاركة بمسابقة مهرجان مسرح الشباب بالرياض، الذي كان يختار في كل دورة رواية أو عملا معينا لتتم كتابته من جديد برؤية جديدة، وعقب على هذه المعلومة مدير الندوة فهد الحارثي، وقال "للتوضيح فجمعية الثقافة والفنون بالرياض تقيم هناك حراك مسرحيا وتختار عملا أدبيا، ليقوم بعد ذلك بعض الكتاب بإعداد هذا العمل الأدبي وتحويله إلى عمل مسرحي". مشكلة البيروقراطية قال مخرج مسرحية بعيداً عن السيطرة الفنان سامي الزهراني إن البيروقراطية بين المدن منعت عرض "مسرحية بعيداً عن السيطرة" في عدد من مدن المملكة، مشيراً إلى أنها عرضت خارج المملكة أكثر من داخلها. مطالبات قانونية أوضح الدكتور أحمد الهلالي أن العروض المسرحية هذا العام تميزت بمستوى عال بالنسبة لمعظم النصوص، والإخراج الفني، وأنها تبشر بهمة عالية قادمة لمنافسة المسرح العربي، وأشار إلى أن البيروقراطية تعود إلى كون الجهة المنفذة "وزارة الحرس الوطني"، متطوعة وتقوم بالدور الغائب لوزارة الثقافة والإعلام، وجمعيات الثقافة والفنون، وأرى أن هذه بيروقراطية مقبولة، من جهة عسكرية، لكن ذلك لا ينسحب على جمعيات الثقافة والفنون، وهو أمر محرج بالنسبة لها إن حدث منها، وكان عليهم أن يتبينوا من أصول النصوص الأدبية المقدمة التي تتم مسرحتها، تجنبا للإحراج فيما يخص حقوق المؤلف الفكرية والأدبية، لأن ذلك سيوقع العمل والقائمين عليه في مأزق المطالبات القانونية من جهة والأدبية من جهة أخرى. رغبة جادة واصل الفنان الشاب والمؤلف المسرحي أحمد يعقوب، تقديم عروضه على مسرح مهرجان الجنادرية المسرحي، وشاركه في التمثيل الإعلامي الحسين خواجي، ومن إخراج المخرج الشاب أحمد كاملي، بمسرحية "ثلاثة اثنان"، والتي سبق أن حققت أكثر من 9 جوائز محلية وعالمية. موضحا أن فكرة المسرحية تناقش مفاهيم التصادم مع المحتل أياً كان شكله وأسلوبه، وتُقَدّم في قالب وطني. وحول رأيه في واقع الحراك المسرحي قال يعقوب، إن هناك رغبة جادة للانتقال بالمسرح في المملكة إلى مرحلة متجددة، ترتكز فيها على قواعد العمل المستمر، والبحث المضني عن الحلول الفنية وخلق مساحات لتجارب أكثر، واصفا العروض المسرحية المقدمة بأنها مبشرة بمستقبل جيد للمسرح السعودي.