أوشكت المعسكرات الخارجية وفترة الاعداد على الانتهاء وعادت غالبية الفرق إلى قواعدها لتواصل استعدادها في الداخل لانطلاق دوري جميل 4.. وكثفت من إقامة المباريات الودية التي تعتبر حجر الزاوية لوضع اللاعبين في ظروف المنافسة والمواجهات قبل رفع الستار عن مباريات أقوى دوري عربي يوم الخميس 11 اغسطس الذي بات حديث المجالس والمقاهي والديوانيات والمحافل الاجتماعية والتجمعات العائلية. * فالدوري السعودي للمحترفين في كرة القدم ليس مجرد برنامج مباريات وتسلية للجماهير.. وربح وخسارة بل هو المحك والتحدي والحاضنة الشعبية.. والبنية التحتية.. والعمود الفقري والاساس والقاعدة الصلبة لارتقاء الكرة السعودية.. يكفي أن دوري جميل بات مسلسلا سنويا طويلا.. يجسد القوة والتحدي والتنافس ويمتد لأكثر من تسعة أشهر من المتعة والاثارة والحزن والفرح.. والدروس والعبر وروح التنافس الشريف بين أربعة عشر ناديا يمثلون غالبية مناطق المملكة الجغرافية.. يخضعون لامتحانات صعبة وقوية عبر 26 جولة لكل فريق ويتسلحون بنخبة من النجوم الاجانب يفوقون في عددهم (ال 54) لاعبا ينتمون إلى قارات امريكا اللاتينية واوروبا وافريقيا وآسيا. * أما بالنسبة إلى المدربين.. فهناك ظاهرة ربما تحدث لأول مرة في تاريخ دوري الاحتراف السعودي لكرة القدم أن تكون كفة المدرب العربي هي الراجحة هذا الموسم بارتفاع العدد إلى ستة مدربين، نصفهم وطنيون سعوديون سامي الجابر (الشباب) وحمد الدوسري (القادسية) ونايف العنزي (الباطن) وتونسيان جميل القاسم (الاتفاق) وناصيف البياوي (الرائد) والجزائري خيرالدين مضوي (الوحدة) اضافة لخمسة مدربين اوروبيين منهم برتغاليان خوزيه جوميز (الاهلي) وريكاردو سابينتو (الفتح) والهولندي داري كالزيتش (التعاون) والكرواتي زوران ماميتش (النصر) والبلجيكي باتريك دي وايلد (الخليج) وهناك ثلاثة مدربين من أمريكا اللاتينية هم الاورجواياني فوماتو توساس (الهلال) والتشيلي جوس سييرا (الاتحاد) والبرازيلي جوس انجوس (الفيصلي). * والمعروف أن فرق جميل عسكرت خارجيا ماعدا الاتحاد في تبوك والفيصلي ما بين المجمعة والرياض.. والكل خاض مباريات ودية.. لكن جماهير الاندية مازالت قلقة على فرقها ولاعبيها.. يطمحون برؤية مستويات ذات دلالة وتطور.. ويتمنون مشاهدة لاعبي فرقهم وهم يتفجرون حماسا وقوة ولياقة ومهارة وعطاء.. ويأملون بضم محترفين أجانب بارعين في صنع الفارق وألا يكونوا مقالب.. وكانت الاسابيع الماضية قد شهدت حركة إدارية نشطة ونابضة ومنتعشة خيّمت على جميع مجالس إدارات اندية جميل. * وتجلت هذه الحركة في تنقلات اللاعبين والمدربين وما رافق هذه المرحلة من طبخات وخفايا مبطنة.. مع سرية في عدم الافشاء بقيمة العقود.. والحصول على تأشيرات وحجوزات سفر الفرق لمعسكراتها الخارجية.. وتأمين السكن والإعاشة والمواصلات.. وحجز وتوفير ملاعب التدريب.. وإبرام اتفاقيات لإقامة مباريات ودية تجريبية أثناء المعسكرات.. وقبل الختام نأمل أن تُكلل هذه الجهود بالتوفيق لجميع الفرق وأن نستمتع بموسم كروي ناجح.. وإلى اللقاء.