حظيت محافظة القطيف، كما هي باقي المحافظات في هذا البلد المعطاء باهتمام كبير من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين في كافة المجالات وعلى مختلف الأصعدة. ويبرز الجانب الرياضي في طليعة الاهتمامات في هذه المحافظة؛ نظير ما تحقق لها من إنجازات محلية وخليجية وعربية وآسيوية، وحتى دولية في الألعاب المختلفة الجماعية منها والفردية، خصوصا في رفع الأثقال والمبارزة والجمباز والتنس الأرضي، وأم الألعاب، وهي ألعاب منسية في معظم الأندية الكبيرة رغم أنها الحصان الأسود في التظاهرات العالمية الكبرى. وكانت القيادة الرياضية تنبهت لهذه المواهب في محافظة القطيف منذ وقت مبكر، فكانت مدينة الأمير نايف الرياضية بالقطيف محطة هامة في تفعيل هذه القدرات التي وصلت بإنجازاتها للمحافل الدولية، وساهمت بقدر كبير في تنمية المواهب حتى تسيّدت بعض أندية المحافظة ألقاب رفع الأثقال والملاكمة والمبارزة على مستوى المملكة رغم قلة الإمكانات. وكانت المنشآت الرياضية في هذه المحافظة، قد بدأت بمنشأة نادي الصفا بصفوى، ثم مكرمة خادم الحرمين الشريفين لأهالي سيهات بمنشأة نادي الخليج، وقد ساهمت هاتان المنشأتان في تطور الرياضة بكل فروعها في هذه المحافظة، ولعل ما نراه من مستويات متميزة لقدم ويد الخليج على كل الأصعدة هو نتاج هذه المكرمة الملكية. واليوم يستمر الاهتمام الكبير بهذه المحافظة بإنشاء محطة رياضية هامة في عاصمتها وكبرى مدنها وقراها القطيف بمنشأة رياضية ضخمة تضم كل المرافق المتطورة لتنمية تلك المواهب التي صدحت برفع راية التوحيد في المحافل الدولية، وسيكون مردودها بإذن الله إنجازات على كافة الأصعدة. لقد أثمرت متابعة سمو أمير المنطقة الأمير سعود بن نايف المحب والداعم للألعاب المختلفة منشأة أبهجت أهالي المحافظة الذين كانوا يترقبون هذا الحلم الذي أصبح واقعا بفضل الله ثم باهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين ومتابعة شخصية من سمو أمير الشرقية الذي لم يدخر جهدا لتحقيق هذه الأمنية لمحافظة القطيف وشبابها. واليوم جاء دور وجهاء ورجال الأعمال بمدينة القطيف للالتفات لابنائهم بالدعم والمؤازرة والمساهمة في رفع اسم ناديهم الترجي، لاسيما أن المنشأة توفر لشباب المحافظة كل الإمكانات التي تجعلهم في الصفوف الأولى رياضيا. لقد بذل احسان الجشي رئيس نادي الترجي الحالي، ومن قبله رؤساء كثر جهودا مضنية ليكون ناديهم واجهة المحافظة، وبافتتاح المنشأة الكبيرة أصبح هذا الحلم في متناول اليد، فبعد التألق في الألعاب الفردية جاء الدور على اللعبة الشعبية الأولى كرة القدم بالظهور والمنافسة لأنها واجهة حقيقية لكل نادٍ. يتواجد في مدينة القطيف العديد من العوائل الكبيرة القادرة على منح ناديها مزايا مادية لا تمتلكها أندية المحافظة أمثال المحروس والبيات وشهاب والبشراوي والجشي والعوامي والدهان وأبو السعود وكفير وسليس والتاروتي والنغموش والفرج والقطري وغيرها الكثير ممن نجحوا في مجالات عديدة، والدور الآن جاء على الجانب الرياضي وكلي ثقة بأنها ستصنع بناديها الترجي الشيء الكثير من النجاحات. أثق تماما في قدرة سلمان الجشي رئيس أعضاء الشرف بنادي الترجي على استثمار هذه المنشأة على أكمل وجه، وهو صاحب النجاحات الكبيرة في لعبة رفع الأثقال عندما أوصل اللعبة للعالمية. أعود للهيئة العامة للرياضة التي أصبحت تترجم رؤية 2030 بكل دقة، وذلك باهتمامها بالأندية المنتجة في الألعاب الفردية، ومنها نادي الترجي، واهتمام الأمير عبدالله بن مساعد شخصيا بهذه الأندية سيحقق المعادلة التي انتظرها الكثير وهي التواجد السعودي المثمر في المحافل الدولية من خلال هذه الألعاب، وليس فقط كرة القدم. يملك نادي الترجي بالقطيف قاعدة جماهيرية كبيرة، منذ أن كان يحمل اسم الشاطئ والبدر، فقد كانت جماهيره بشيلاتها المعروفة تعج بها مدرجات لعبتي السلة والطائرة، وقد حان للأبناء استعادة هذا المجد. ولا ننسى أن القطيف قدمت نجوما كبارا حتى على مستوى كرة القدم أمثال عبدالرحمن شمروخ -رحمه الله- قائد فريق الهلال لكرة القدم في حقبة السبعينات من القرن الماضي، وعثمان لاعب المنتخب وقائد فريق الاتحاد سابقا، ونزار عباس مهاجم المنتخب والاتحاد سابقا، وأيمن عباس لاعب الخليج سابقا، وحسن الراهب لاعب النصر الحالي، والكسار حارس الاتفاق الحالي، وغيرهم الكثير.