يولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة اهتماما خاصا بفئة الشباب في شتى المجالات، ويحظى قطاع الرياضة برعاية مميزة لتفريغ طاقات شبابنا فيما ينفعهم ويرفع علم مملكتهم في المحافل القارية والدولية. وشيدت المنشآت الرياضية والملاعب في جميع مناطق المملكة ومحافظاتها من أجل تحقيق تلك الأهداف السامية رياضيا واجتماعيا وثقافيا، ويوم أمس الأول تزينت محافظة القطيف بمنشأة رياضية خاصة لنادي الترجي، وهو واحد من أكبر أندية المحافظة وأقدمها بمسميات مختلفة حتى وصل لاسمه الحالي الترجي. القطيف عاصمة المحافظة كانت بحاجة ماسة لهذه اللفتة الكريمة من قبل القيادة الرياضية، لاسيما أنها تضم أبطالا ونجوما في مختلف الألعاب الفردية خصوصا في لعبتي رفع الأثقال والملاكمة وغيرهما من الألعاب المنسية، ولهذا النادي حضور لافت في تغذية المنتخبات الوطنية في هذه الألعاب، ولعل تحقيق نجومه الإنجازات الكبيرة آسيويا وعربيا وخليجيا في رفع الأثقال وآخرها 24 ميدالية ذهبية في أولمبياد الخليج بالدمام، لهو برهان حي على أهمية هذا النادي الذي وصل نجومه غير مرة إلى المشاركة في الأولمبياد، وهو حلم كل رياضي. الترجي مهيأ بعد استلامه المنشأة الرياضية رفيعة المستوى في التصميم، والمرافق، والملاعب، والصالات لأن يكون طليعيا في نتائجه ومبهرا بجمهوره ومتفوقا بألعابه، ليس فقط على مستوى المنطقة الشرقية، بل على مستوى المملكة لأنه يمتلك مقومات النادي (الحي) بكثافة سكان مدينته، وعزم شبابه، وإبداع مسيري إدارته. أراهن على الترجي بأنه سيكون بعبعا كبيرا لأندية المنطقة في اللعبة الشعبية الأولى كرة اليد، ويحتاج فقط لعامل الوقت لينهض في لعبة القدم، وأراهن أكثر على جمهوره بالقفز إلى المرتبة الأولى في مدرج القدم ان صعد للأولى، ومصنفا «أول» أن شم جمهوره رائحة المنافسة في كرة اليد، وأعني أنه سيكون الجمهور رقم واحد في الصالات. الجميع يتذكر ناديي الشاطئ والبدر قديما، وهما اللذان دمجا ليصبحا الترجي، في مدينة يتراقص جمهورها على «أهازيج» بحرية لها «شنة ورنة» في المدرجات، وكانت لغة التصفيق في مدرجهم موسيقى بحد ذاتها يطرب لها العاشق والخصم. حتما ستعود تلك الحقبة التي أبرزت عثمان مرزوق في القدم، والغراب في السلة، وشوقي وعيد في الطائرة، وغيرهم الكثير ممن بزغت اسماؤهم في سماء النجومية. أثق في قدرة الصديق احسان الجشي، رئيس نادي الترجي، على إعادة الزمن الجميل لرياضة القطيف، وهو إداري محنك لا يمكن أن يترك ناديه دون أن يترك بصمة.