قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود- وفقه الله- بتحمل الدولة فاتورة المياه لمستفيدي الضمان الاجتماعي بما يعادل 150 لترا للفرد يومياً يستحق التقدير، فكل ما يقدم لمحتاجينا هو حماية للمجتمع بأكمله. شكراً خادم الحرمين الشريفين، وشكراً لكل من سعى في هذا الموضوع الوطني الأخروي. حادثة هروب فتاة سعودية إلى جورجيا التي أوضحت سفارتنا في أذربيجان أنها نتيجة خلاف عائلي بين الفتاة وعائلتها، فيه دعوة لكل أب وأم بأن يكونوا بقرب أولادهم، فلم يعد الوالدان هما المصدر التربوي الأكثر تأثيراً، مع وجود الأجهزة الذكية في أيدي الصغار أكثر من الكبار، فكيف إذا أضيف إلى ذلك تكاسل عدد من الآباء والأمهات عن القيام بدورهم الحيوي؟! عندما نربي بناتنا على عقيدة الإسلام التي كفلت أرقى حقوق المرأة بعلم، ونحرص على تربيتها على قيمنا الأصيلة بوعي، ونسعى للرقي بفكرها أكثر من الاهتمام بوسائل منعها والحجر عليها، فإن كل فتاة سعودية ستدرك أن بلدها خير لها مما سواه، مهما كانت الضغوط التي تتعرض لها! وقد كتبت في وقت الحادثة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي: السعودية لا تهرب! ما أتمناه ألا تدفعنا عاطفة جيّاشة أو مصلحة شخصية ضيقة لأن نكون ألعوبة بأيدي الأعداء يوجهوننا ضد أبرز ما يميز وطننا، وألا نكون عوناً لهم على بناتنا اللاتي نفخر بهن ونفاخر! أما الأخطاء الفردية فلابد منها حتى في المجتمعات الفاضلة. تحذير مفتينا سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ من المبالغة في الديات، وأنه لا يوصي بدفع الزكاة في دية قيمتها 19 مليون ريال، لخشيته أن يكون الأمر وسيلة لاستباحة الدماء والاستهانة بها لدى بعض الناس، وأن الديات تضخمت في زماننا، وأصبحت تبلغ 30 مليونا أو 40 مليونا، تؤخذ من زكوات الناس، ويضايقون الفقراء في حقهم! يدل على أن قياداتنا وهم الأكثر إطلاعاً على ما يجري أدركوا خطورة هذا الأمر الذي بدأ سعياً للخير ولكن الاستمرار فيه قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه! أتمنى أن نستمع لهذا التحذير، وأن يتوقف المتاجرون بالدماء عن متاجرتهم، فإما عفو لوجه الله، أو مطالبة بالدية المقررة شرعاً فقط!