«جنود مجهولون»، يستحق كل منهم نُصباً تذكارياً، يكرسه بطلاً بجوار مؤسس الجمهورية التركية مصطفى أتاتورك، ففي إحباط محاولة الانقلاب الأخيرة كُثر هم من استحقوا رسم «بورتريه» لهم، ابتداء من رجل الشارع، ذاك الذي افترش الأرض ليعترض «دبابة متمردة»، وصولاً إلى رأس الدولة «الطيب»، رجب طيب أردوغان، الذي مكّن «مؤسسات الدولة»، وأحالها «عقبة عصية» على الخارجين عليها. «مأزق» استوقف كتابة هذا «البورتريه»، ففي غمرة البحث عن شخصيته، تدافع الأتراك، رجالاً ونساء، شعبيين ورسميين، في «منافسة نادرة»، فاحتلوا السبق على قائمة – تُعِدها «اليوم» أسبوعياً - ويصار إلى غربلتها لانتخاب شخصية «الملف السياسي» الأسبوعي. من تكون «شخصية الأسبوع»؟، لا شك أنها أبرز من شغل العالم، وبشكل أكثر تحديداً، هذه المرّة من قلب تركيا، ذات ال 75 مليون نسمة؛ لكن أي من هؤلاء؟، في الحقيقة كلهم، عن بكرة أبيهم، استحقوا الكتابة عنهم، هم جميعاً «جنود مجهولون»، بما يشمل أولئك ممن تصدرت أسماؤهم عناوين الأخبار. الحكاية بدأت ليل الجمعة (15 يوليو 2016)، ب «عسكري» و«دبابة»، ودوي «قذيفة متمردة»، وأنباء عن «محاولة انقلابية»، ليست كما قيل انها تستهدف نظام الرئيس الطيب، بل تركيا الدولة والشعب، وغايتها العودة إلى «حقب عسكرية»، لم تحمل في تجاربها الأربع السابقة خيراً أو أملاً. قال المتمردون للسائلين: «إنه انقلاب، اذهبوا إلى منازلكم»، مستغلين «عتمة إعلامية» فُرِضت على الفضاء التركي، لتجد مذيعة ال «سي أن أن التركية» (CNN TURK) طريقها إلى أردوغان في مكالمة عبر تطبيق «فيس تايم» (FACETIME). الرئيس خاطب شعبه، لنحو 5 دقائق، عبر هاتف المذيعة هاندي فرات، وقال لهم: «انزلوا إلى الشارع»، وهي اللحظة التي بدأت فيها «نهاية الانقلاب». المذيعة الأم المذيعة هاندي فرات، رغم كل شهرتها، واحدة من «الجنود المجهولين» الذين نقصد، وهي سيدة أربعينية، ولدت في أنقرة (10 سبتمبر 1974)، ودرست فيها الإعلام، وتدرجت في سيرتها المهنية في عدة قنوات تلفزيونية محلية قبل أن تلتحق بالنسخة التركية من قناة سي أن أن الأمريكية عام 1999، وبعد زواجها أنجبت ابنة عام 2005. في مقابلة مطوّلة، مع صحيفة «BILD» الألمانية، تسرد فرات تفاصيل المكالمة التي أجرتها مع أردوغان، وأدت إلى إسقاط الانقلاب شعبياً، وتقول لقد كانت دقائق عصيبة. خلال تقصيها للأخبار، هاتفت فرات أحد مساعدي الرئيس التركي، ويدعى إحسان دوغان، الذي أخبرها أن «الرئيس سيدلي ببيان للصحافة»، إلا أن البيان لم يصدر، فعاودت مهاتفة المساعد واقترحت عليه إجراء مقابلة مع أردوغان عبر إحدى تطبيقات الهاتف النقال. «المساعد أقنع الرئيس»، تقول فرات، و«الرئيس خاطب شعبه عبر هاتفي الشخصي»، فانقلبت الآية، وأُحبِط الانقلاب، ليصير هاتفها «هاتف الحرية». لكن، هل كانت فرات إعلامية فقط؟، تكشف مقابلتها مع الصحيفة الألمانية أن الأمر أعمق بكثير، فقد نازعت سلوكها المهني أمومتها، فأمام أسئلة ابنتها وقفت عاجزة عن تفسير الأمر، إذ كيف لجيش وطني أن يطلق النار على أبناء جلدته؟، وكيف يستلقي متين دوجان، المواطن التركي، أمام مدرعة عسكرية تركية لإعاقة تقدمها؟، وهي أسئلة إجابتها صعبة المنال بالنسبة لطفلة في الحادية عشرة من عمرها. رجل الدبابة من هو متين دوجان؟، ببساطة مواطن تركي، في عقده الرابع، قرر إعاقة تقدم «دبابة متمردة» باتجاه أحد مداخل مطار أتاتورك بجسده الأعزل، فتصدى لها - في البداية – وقوفاً، وحين لم تستجب انبطح أمامها لا يدري ما مآله. دوجان نموذج من «الجنود المجهولين»، يمكن القياس عليه، فهو تركي خدم في صفوف الجيش حين كان ثلاثينياً، ضِمن ما يُعرف بالخدمة الإجبارية، وفق مقابلة حصرية أجرتها معه صحيفة «Daily Mail» البريطانية. «رجل الدبابة»، وفق «الهاشتاج» الذي حلّق على «موقع تويتر»، لم يعمل في السياسة أبداً، وأيضاً لم يمارس حقه الانتخابي منذ ولادته، إلا أنه أقدم على موت محقق لإحباط الانقلاب. ربما يكون دوجان من أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم، أو أنه من مؤيدي الرئيس أردوغان، هكذا ظن الجميع، في الواقع، لا هذه ولا تلك، وفق ما يقوله للصحيفة، ويزيد «لا أهتم بماهيّة التوجُهات السياسية للرئيس، ولكنه في النهاية رئيسي وزعيم بلدي، لذا لن أسمح لأحد بانتزاع سلطته وإحكام السيطرة على البلاد عنوةً». المفارقة في حكاية دوغان، قبيل تحركه قال لشقيقه: «لديك عائلة، أما أنا فلا، سأذهب لمواجهتهم، وأنت ابق في المنزل لرعاية العائلة»، لم يكن بخلده سوى المساهمة في هبوط طائرة الرئيس، بوصفه رمزاً للشرعية، بسلام في المطار. منزل دوغان يبعد عن «مطار إسطنبول أتاتورك» سبعة كيلومترات، ما استدعى أن يحث الخطى إلى مبتغاه جَرياً، ليصادف - في طريقه - شاباً عشرينياً يستقل دراجة نارية، فاستوقفه وقال له: «من أجل الله، خذني سريعاً إلى المطار، لنختصر الوقت والجهد». لدى وصوله، أدرك دوغان خطورة الوضع، فثمة ثلاث دبابات «متمردة» وصف من جنود المشاة، ليبدأ بالصراخ فيهم: «أنا جندي تركي، أنا أحد جنود هذه الأمة، من أنتم؟»، فردوا عليه بإطلاق النار في الهواء، وطالبوه بالذهاب بعيداً. تحركت إحدى الدبابات، فوقف في مواجهتها، يقول دوغان، وحين واصلت مسيرها صرخت بمن على متنها: «ادهسوني أو اذهبوا بعيدًا»، و«انبطحت أمامها على الأرض، لأنني أردت أن يُدهس قلبي وعقلي وكافة أعضائي كلٌ في آنٍ واحد». كاميرات الإعلام كانت حاضرة، وسرعان ما تحولت صورة دوغان، عاري الصدر، إلى أيقونة في مواجهة الانقلابيين، وليتحول محيط المطار من «ثكنة متمردة» إلى «ثكنة شعبية» تحمي الديمقراطية. مترجم الرئاسة نظراء دوغان كُثر، غالبيتهم لم تلتقطه كاميرات الإعلام، أو انها عجزت عن بلوغ ما ضمرت أنفسهم، أحدهم المترجم في رئاسة الجمهورية عمر عادل غول. عمر غول، موظف بسيط في رئاسة الجهورية التركية، يبدو في عقده الثالث، لا يوجد أية معلومات عن سيرته الشخصية، باستثناء أنه متزوج ويعمل في «الترجمة»، وله تدوينتان منشورتان على موقع «هافينغتون بوست» باللغة العربية، واحدة منهما بعنوان «ليلة الانقلاب من داخل القصر الجمهوري التركي»، يقول فيها (بتصرف): ليلة الانقلاب كانت ليلة عطلتي الأسبوعية، فقررت قضاءها مع الأصدقاء في مدينة ألانيا، وبعد أن أقلتني الحافلة اتصل رئيسي في العمل، وطلب مني الحضور، حينها لم أكن أعرف شيئاً عن الانقلاب، فاستأذنته بتأجيل الأمر. غول لم يعرف بالانقلاب، لكن في الطريق إلى مقصده سمع ركاب الحافلة يتهامسون حول محاولة انقلاب عسكري تشهدها البلاد، في هذه اللحظة شعر بالأنانية، وداهمته أسئلة: «هل يعقل أن أتابع رحلتي ورئيسي في خطر؟»، «كيف تطيب لي الإجازة ووطني على شفا حفرة؟»، صرخ دون وعي في سائق الحافلة: «توقف، توقف، الواجب يناديني». يقول غول «عندها تمتم ركاب الحافلة بفقدان الأمل»، في محاولة لثنيه عما أراد، خطبت فيهم: «أنا موظف في القصر الجمهوري، وأعدكم بأنكم سترون ما سيحصل». سارع غول خطاه باتجاه القصر الرئاسي، لتعترضه حواجز أمنية لا يعلم لمن تتبع، للشرعية أم للانقلابيين؟، عندها حالفه الحظ بتنبيه أحد عناصر الأمن بألا يقترب من البوابة «رقم 2»، لأنها تخضع للخارجين على الدولة. القصر الرئاسي كان مظلماً، ولا جلبة باستثناء دوي الرصاص، بينما غرفة التفتيش خالية من العناصر، يقول «ركضت باتجاه المبنى، وصعدت الدرجات في ثوان كانت أشبه بسنوات، عندها غافلني أحدهم وأمسك بي، تمتمت بالشهادة فقد دنى الموت». ويزيد «طلب هويتي، فجددت التمتمة بالشهادة، واتصل برفاقه، فأدركت أنه من الشرطة، ويتلقى أوامر بالتصرف معي، عندها هدأ روعي، فسأل رئيسه عما يفعل بي، فطلب منه التحفظ عليّ لحين صدور الأوامر». في أثناء الانتظار، دوّى انفجاران، فعانق غول أرض القصر، عندها أدرك الشرطي أنه يشاركه التحسب من الانقلابيين، وتمتم الجميع بالشهادة وطلب المسامحة من الآخرين. «لحظات فاصلة بين اقتحام الانقلابيين للقصر وبين وصول المدد الشعبي، فهتاف الجماهير كان مسموعاً داخل القصر، عندها أدركنا أننا بتنا في مأمن»، يقول غول. أمضى غول 25 ساعة في القصر، حتى بان الاحباط حليفاً للانقلابيين، وفي أثنائها - يقول في تدوينته – لم تنفك «وزارة الداخلية» (يقصد زوجته) عن الاتصال به للاطمئنان على اجازته برفقة أصدقائه، لم يكن منه سوى إرسال صوره لها وهو يبتسم. لم يكن على المترجم غول رقيب، باستثناء ضميره، فعاد إلى عمله وهو يدرك أن الفاصل بين الحياة والموت «رصاصة تائهة»، قد تكون من بندقية حليفة، ولكن ماذا بشأن الدولة التركية، ألم يكن فيها رقيب؟. الثعلب التركي محاولة الانقلاب الفاشلة لم تكن بعيدة عن أعين الدولة التركية، إذ رصدت المخابرات تحركاً مُبهماً قبيل ساعات من تنفيذ «خطة الانقلاب»، وهو ما دفع بالانقلابيين إلى تقديم «ساعة الصفر». في التفاصيل، رصدت المخابرات التركية، قبل 6 ساعات (عصر الجمعة) من «ساعة الصفر»، محادثات مشبوهة تشي ب «محاولة انقلابية» مخطط لها أن تبدأ في الثالثة من فجر السبت، إلا أن حدود الصلاحيات تمنع المخابرات من متابعة الجيش التركي، ليضطر رئيسها هاكان فيدان، الملقب ب «ثعلب تركيا»، إلى لقاء رئيس هيئة الأركان العامة خلوصي أكار، ليطلعه على المعلومات التي بحوزته. اختراق الانقلابيين لهيئة الأركان التركية، عبر مدير الاستخبارات العسكرية ومساعد رئيس الأركان، أعاقا التحرك، إذ أكدا أن لا شيء غير طبيعي، وأن هناك تحركات عادية لبعض القوات، ورغم ذلك عاد مدير المخابرات إلى مقره، واستمر في تتبع الأمر، وبعد تثبته أَمر عناصر جهازه بالتصدي للانقلاب. «الأمن» في مواجهة «الجيش»، المعادلة المعقدة التي استطاع الرئيس اردوغان نسجها منذ تسلمه رئاسة الوزراء عام 2003، وتستند إلى قاعدة مفادها ضرورة «إيجاد قوة لمواجهة النفوذ الواسع لمؤسسة الجيش»، وهو النفوذ الذي جعل من العسكر اللاعب الرئيس في السياسة التركية على مدى عقود. تاريخياً، لم تحظ المؤسسة الأمنية التركية بقوة تذكر، وظلت هامشية في مقابل قوة الجيش، وهو ما أدركه أردوغان مبكراً، فعمل على إستراتيجية مزدوجة، شقها الأول يقضي باستمالة جزء من الجيش، عبر إعادة تشكيل قيادته، ورفدها تدريجياً بقيادات جديدة، تؤمن بضرورة بقاء العسكر بعيداً عن السياسة وشؤون الحكم، وباعتبارهم واحدة من أدوات تنفيذ السياسة وليس صناعتها. أما الشق الثاني، فتمثل في السعي إلى خلق «توازن قوة»، عبر إعادة تأهيل عقيدة المؤسسة الأمنية، بأذرعها المختلفة، وتقوية نفوذها ليس بوصفها مؤسسة قمعية، بل كواحدة من أدوات حماية الديمقراطية في البلاد. أردوغان عمل بين عامي 2003-2009 على تأهيل عقيدة المؤسسة الأمنية، إلا أن الفارق الجوهري ظهر بتعيين هاكان فيدان (في 17 ابريل 2009) نائباً لرئيس المخابرات، ومن ثم رئيساً لها (في 27 مايو 2010). هاكان فيدان، المعروف ب «ثعلب تركيا»، هو واحد من عناوين تركيا الرئيسة، ويعتبره أردوغان «حافظ أسراره»، بينما يُطلق عليه الأتراك «يد أردوغان الضاربة». فيدان، المولود عام 1968 في العاصمة أنقرة، نفّذ إستراتيجية أردوغان، وأدخل تعديلات هيكلية جوهرية على جهاز المخابرات، أدت إلى تجميع الأجهزة الأمنية تحت قيادة جهاز المخابرات العامة، مُنهياً حالة من الترهل الأمني والصراعات الداخلية، ليصبح من بعد وهن واحداً من أقوى وأنجح أجهزة المخابرات في العالم. «ثعلب تركيا» تلقى تعليمه في الأكاديمية الحربية، التابعة للقوات البرية التركية، وتخرّج منها عام 1986، ليصار إلى تعيينه برتبة رقيب في القوات المسلحة التركية، وفي إحدى مهماته الخارجية حاز على درجة البكالوريوس من جامعة ميريلاند الأمريكية في «العلوم السياسية والإدارة»، ولدى عودته إلى تركيا حصل على درجة الماجستير من جامعة بيلكنت في فرع «العلاقات الدولية» بأطروحة بعنوان «مقارنة بين نظام الاستخبارات التركي والأمريكي والبريطاني»، وخلص فيها إلى «حاجة تركيا لشبكة استخبارات خارجية قوية جداً»، وأعقبها (عام 2006) بدرجة الدكتوراة من الجامعة نفسها بأطروحة بعنوان «الدبلوماسية في عصر المعلومات: استخدام تكنولوجيا المعلومات في التحقق». تنقل «ثعلب تركيا»، خلال الاعوام 2003- 2009 بين العديد من العواصم، وشغل وظائف استشارية رفيعة، ساهمت في صقله معرفياً وعملياً بالقضايا الخارجية والداخلية على حد سواء، بما أسهم لاحقاً في نجاحه بتنفيذ الأجندة الداخلية والإقليمية والدولية التي يتبناها أردوغان، إذ اشتغل على مواجهة «الكيان الموازي» وإضعافه، والعمل على التوصل لاتفاق مع حزب العمال الكردستاني ينهي عقوداً من الحرب الأهلية. خلال محاولة الانقلاب الفاشلة، وصفته وسائل الإعلام عموماً ب «منقذ تركيا»، أو «منقذ أردوغان»، ليس لشخصه، بل بترسيخه جهاز المخابرات كمؤسسة وطنية، وبقيادته ل «جنود مجهولين»، هم منتسبو المخابرات الذين خاضوا المواجهة مع «الطائفة المتمردة» من الجيش. اختبار العدالة هذه نماذج لجنود تركيا المجهولين، الذين خاضوا معركة إحباط انقلاب كاد أن ينجح في تغيير وجه ووجهة تركيا، وهي الغاية النهائية التي - على ما يبدو - ابتغاها داعمو الانقلاب، الذين قالت الحكومة التركية ان بينهم دولا. «أخيار تركيا»، ممن تصدوا لمحاولة الانقلاب الفاشلة، فقهاً وعملاً، هم شخصيات الأسبوع بلا منازع، فكل منهم «بطل متوّج»، ستروي الأجيال كيف اصطف في «خندق الدولة»، وانحاز إلى «شرعية الأغلبية» وإن اختلف معها أو عليها؛ وسيجد البسطاء، شأنهم شأن كبار الساسة، حكاية تروى عن بطولة خاضوها في مواجهة الانقلابيين، حتى إن كانت بطولاتهم توقفت عند الهتاف ب «الله اكبر» أو «تركيا.. تركيا» في «ميدان تقسيم»، حيث الاحتفالات بإحباط التمرد. وبعيداً عن تلك الاحتفالات، ثمة اختبار شرس يخضع له الرئيس وأركان حكمه، ربما يكون أشد قسوة من اختبار محاولة الانقلاب ذاتها، فتركيا غادرت رسمياً «زمن الانقلابات»، وباتت الديمقراطية فيها أكثر رسوخاً من أي وقت مضى، إلا أنها ستكون أمام اختبار «العدالة»، بكل مضامينها، وهو ما ينتظره الأتراك من قيادتهم دون تفريط أو إفراط، وإلا فإن «نقيض النظام» سيولد مجدداً، ليس عن سبق إصرار وترصد، بل عن «سوء تدبير».