دعا سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري «كبار مسؤولي» حزب الله «إلى الكف عن اعتماد أسلوب التعمية وتشويه الحقائق»، وذلك ردا على الاكاذيب بأن المملكة تقف وراء تعطيل الاستحقاق الرئاسي. وحث عسيري اللبنانيين على الإسراع الى إراحة وطنهم عبر إنهاء الازمة السياسية التي تكبله، بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية، وأن يضعوا حدا لمهاترات الجهة السياسية التي تخطف لبنان، وتعيق انتخاب الرئيس الجديد. ورد السفير عسيري على الذين اتهموا السعودية بعرقلة انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان، قائلا: آليت على نفسي عدم التطرق إلى الشأن السياسي وإلى ملف رئاسة الجمهورية الذي هو شأن لبناني داخلي ويجب ان يبقى كذلك، إلا انه لا يمكنني أن أتجاهل المواقف التي صدرت عن كبار مسؤولي حزب الله خلال الأيام الاخيرة والتي اتهمت المملكة بأنها تعرقل انتخاب رئيس للجمهورية. وتساءل: بربكم ألم يعد هناك احترام لعقول اللبنانيين؟ أيعتقدون ان الشعب اللبناني لا يميز بين الحقيقة والرياء؟ إلى هذه الجهات اقول: كفوا عن اعتماد اسلوب التعمية وتشويه الحقائق، فالمثل اللبناني يقول: (الشمس شارقة والناس قاشعة). ودعا عسيري اللبنانيين إلى العمل على تحصين لبنان من التطورات السلبية التي تطل برأسها من كل مكان. واضاف: أيدي الشر تتربص بالمنطقة، ومجابهتها تكون بالوحدة والحكمة، والدولة القادرة، والمؤسسات السياسية والامنية القوية والمتماسكة. وتابع: المملكة التي لطالما فتحت قلبها وذراعيها للأشقاء اللبنانيين ووقفت الى جانب لبنان، ونصرت قضاياه، كانت وستبقى بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله الدولة الأكثر حرصا على هذا البلد، الشقيق وأبنائه الطيبين. ولفت إلى أن من المفيد للبنان خلال هذه المرحلة الانكباب على معالجة الوضع الاقتصادي وتنشيطه وفصله عن الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد. وقال: من الإجحاف ربط الأزمة السياسية بالقطاع الاقتصادي، فيما الفرص الاستثمارية الاقليمية تزداد، وقدرات رجال الأعمال اللبنانيين ونجاحاتهم مشهود لها، فلماذا لا يربح لبنان في الاقتصاد ليعوض ما يخسره في السياسة؟. وجاءت دعوة السفير عسيري في كلمة ألقاها خلال حفل العشاء الذي أقامه مجلس العمل والاستثمار اللبناني في السعودية بفندق (الفورسيزون) لتكريمه، والتي أعلن خلالها المجلس عن إهداء المملكة العربية السعودية مساحة هكتار من أراضي محمية أرز الشوف، وتخصيصها كواحة تحت اسم (واحة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود)، وذلك رمزا للصداقة اللبنانية السعودية، وإيمانا من المجلس بمتانة العلاقات اللبنانية السعودية وتجذرها بالمحبة والتعاون والوفاء بين الإخوة في مملكة الخير ولبنان الأخضر، وسعيا منه لترسيخ هذه العلاقة وزيادتها عمقا ومتانة لتبقى شامخة وشاهدة على متانة وأصالة التفاعل بين الشعبيين الشقيقين، تماما كما هي صلابة الأرز وثباته وعنفوانه على مدى العصور.