دعا سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري، كبار مسؤولي حزب الله إلى الكف عن اعتماد أسلوب التعمية وتشويه الحقائق. وحث اللبنانيين على أن يسارعوا الى إراحة وطنهم عبر إنهاء الازمة السياسية التي تكبّله، بدءا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وأن يضعوا حدا لمهاترات الجهة السياسية التي تخطف لبنان، وتعيق انتخاب الرئيس الجديد. جاءت دعوة السفير عسيري هذه في كلمة ألقاها خلال حفل العشاء الذي أقامه مجلس العمل والاستثمار اللبناني في السعودية أمس في فندق الفورسيزونس لتكريمه، والتي أعلن خلالها المجلس عن إهداء المملكة العربية السعودية مساحة هكتار من أراض محمية أرز الشوف، وتخصيصها كواحة باتت تسمى "واحة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود"؛ وذلك رمزاً للصداقة اللبنانية السعودية"، وإيماناً من المجلس بمتانة العلاقات اللبنانية السعودية وتجذرها بالمحبة والتعاون والوفاء بين الإخوة في مملكة الخير ولبنان الأخضر، وسعياً منه لترسيخ هذه العلاقة وزيادتها عمقاً ومتانة لتبقى شامخة وشاهدة على متانة وأصالة التفاعل بين الشعبيين الشقيقين، تماما كما هي صلابة الأرز وثباته وعنفوانه على مدى العصور. ورد السفير عسيري على الذين اتهموا السعودية بعرقلة انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان، وقال: آليت على نفسي عدم التطرق إلى الشأن السياسي وإلى ملف رئاسة الجمهورية الذي هو شأن لبناني داخلي ويجب ان يبقى كذلك، إلا انني لا يمكنني أن أتجاهل المواقف التي صدرت عن كبار مسؤولي حزب الله خلال الأيام الاخيرة والتي اتهمت المملكة بأنها تعرقل انتخاب رئيس للجمهورية. وتساءل: بربكم ألم يعد هناك احترام لعقول اللبنانيين؟ أيعتقدون ان الشعب اللبناني لا يميز بين الحقيقة والرياء؟ إلى هذه الجهات اقول: كفّوا عن اعتماد اسلوب التعمية وتشويه الحقائق، فالمثل اللبناني يقول: (الشمس شارقة والناس قاشعة). كما دعا السفير السعودي اللبنانيين إلى العمل على تحصين لبنان من التطورات السلبية التي تطل برأسها من كل مكان. وقال: أيدي الشر تتربص بالمنطقة، ومجابهتها تكون بالوحدة والحكمة, والدولة القادرة، والمؤسسات السياسية والامنية القوية والمتماسكة. وأكد السفير على أن حفل العشاء التكريمي ليس لشخص السفير, وإنما للمملكة وقيادتها من خلاله كممثل لها. وقال:المملكة التي لطالما فتحت قلبها وذراعيها للأشقاء اللبنانيين ووقفت الى جانب لبنان, ونصرت قضاياه، كانت وستبقى بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله الدولة الأكثر حرصا على هذا البلد الشقيق وأبنائه الطيبين. ولفت إلى أن من المفيد للبنان خلال هذه المرحلة الانكباب على معالجة الوضع الاقتصادي وتنشيطه وفصله عن الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد. وقال : من الإجحاف ربط القطاع الاقتصادي بها (الأزمة السياسية) فيما الفرص الاستثمارية الاقليمية تزداد، وقدرات رجال الأعمال اللبنانيين ونجاحاتهم مشهود لها، فلماذا لا يربح لبنان في الاقتصاد ليعوض ما يخسره في السياسة؟.