نعم أعلنها تركي الفيصل ومريم رجوي والكثير من القيادات العالمية: لا بد من اسقاط نظام العمائم واقتلاع نظام الملالي في أكبر تجمع احتضنته إحدى الدول العظمى فرنسا ودعمت هذا المؤتمر بقوة ووفرت له سبل الدعم والنجاح لإظهار الحق ونشر المحبة والسلام العالمي بين شعوب العالم. ما من شك أننا نشهد خلال الفترة الأخيرة، اندفاع النظام الإيراني في محاولة التمدد الطائفية المذهبية في المنطقة، وهو يبذل في سبيل ذلك الغالي والرخيص، ولا يتورع في سبيل ذلك عن ارتكاب الجرائم سواء على المستوى الداخل الإيراني أو في بلداننا العربية سواء كان ذلك في سوريا أو اليمن أو العراق والخليج. يظهر لنا هذا الانهيار الإيراني الوشيك بداية منذ اتخاذ الدول العربية بقيادة السعودية قرار قطع الأيادي العابثة في المنطقة، وعلى رأسها الحوثيون الذين انقلبوا على الحق وأرادوا تدمير اليمن وتسليمه للحرس الثوري لولا عاصفة الحزم التي أنقذت اليمن. وأوقفت التمدد الإيراني في المنطقة. ربما أوشك النظام الإيراني على الانهيار، بعدما تكالبت عليه الأزمات، وقيدته الخسائر من كل جانب، حتى وصل الأمر إلى حد وجود رغبة عالمية لاقتلاع نظام «الملالي» وهو ما اتضح في مؤتمر المعارضة الإيرانية السنوي ، وسط حضور غير مسبوق من الوفود العربية والغربية من كبار الشخصيات من الدول الخمس، التي حرصت على المشاركة فيما حمل تأييدًا واضحًا لفكرة رفض «ولاية الفقيه». وتأييدها المشاريع وبرامج الوفود العربية، ووجود ممثلين من الدول الغربية، في المؤتمر، أضفى عليه ما يُشبه الشرعية الدولية، التي أعلنت دعمها الكامل لحركة «مجاهدي خلق» أكبر الحركات المعارضة للنظام الإيراني، ومقاومتها لنظام الديكتاتورية الدينية في إيران، وضرورة الإطاحة بنظام طهران. كما أن استضافة فرنسا المؤتمر الذي يعتبر أكبر تجمع دولي في تاريخ المعارضة الإيرانية منذ اندلاع ثورة الخميني عام 1979 (إذ حضر اكثر من مائة الف من أبناء الجاليات الإيرانية وشعوب العالم)، لا تدل إلا على تأييدها لفكرة سقوط النظام، لاسيما أن باريس كانت المُمهدة الأولى لفكرة سقوط نظام الشاه الإيراني عام 1979، محمد رضا بهلوي. مريم رجوي، التي دعت خلال المؤتمر بإسقاط نظام «الملالي»، أكدت أن تضامن شعوب الشرق الأوسط هو الطريق الوحيد لدحر نظام ولاية الفقيه وقطع أذرعه في المنطقة، متهمة نظام طهران بدعم تنظيم داعش، ليرفع الحضور بعدها شعار الشعب يريد إسقاط النظام.. وقالت رجوي: إن عاصفة الحزم أفشلت تدخلات إيران في اليمن. وطالبت بطرد إيران من منظمة التعاون الإسلامي، وذكرت ان السعودية قطعت علاقتها بطهران لأن النظام فاسد ولا يحترم حقوق الجار، وهاجمت رجوي نظام خامنئي واصفة إياه بالنظام العنصري الديكتاتوري الفاسد الذي يضطهد الأقليات وخصوصاً العرب وإسقاطه هو الحل الوحيد لإنقاذ إيران. في هذا المؤتمر يعتبر حضور الأمير تركي الفيصل تأييداً من جانب المملكة للمعارضة الإيرانية، وليس ذلك فحسب وإنما دعا صراحة لإسقاط النظام الإيراني بما يشير إلى أن المملكة قد نفد صبرها على إيران وما تقوم به من تخريب في المنطقة، يتبعها في ذلك كل دول المنطقة، حيث لا يخفى على أحد مكانة المملكة العربية السعودية وقيادتها في منطقة الشرق الأوسط، وتمتعها بالصوت المسموع لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية والغرب. ولم يكن حضور الأمير تركي الفيصل وحده بل أيضاً رافقه مشاركة وفد مصري برئاسة نائب رئيس البرلمان، في المؤتمر، إلى جانب وفود من سوريا وفلسطين والعراق والبحرين واليمن والجزائر وتونس والأردن، وهو ما يوضح بالدليل القاطع أن هناك توافقا عربيا وتنسيقا بات واضح المعالم يعلن رفض الدول العربية لتخريب إيران وتدخلاتها في دول الجوار. كلمة الفيصل، التي وصفها كثيرون بالتاريخية الجريئة، لقيت ترحيبًا كبيرًا في وسائل الاعلام والاوساط السياسية والثقافية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، نتج عنه تدشين هاشتاج باسم «مؤتمر المعارضة الإيرانية» والذي علق فيه الكثير من العامة والسياسيين والمتابعين المؤيدين لما طرحه سمو الأمير، وكان على رأس هؤلاء الأفراد الداعية السعودي سعد البريك، الذي ألمح إلى احتمالية أن تكون نسائم الربيع الفارسي على أبواب طهران، كما وصف الكلمة بأنها حقائق من السحر الحلال عن واقع حقوق شعب خطفه ملالي إيران. وكتب عضو مجلس الشورى السعودي، عيسى الغيث: «الشيعة إخوتنا والفرس جيراننا ومشكلتنا مع نظام الفقيه الحاكم الذي يعتدي علينا وعلى المسلمين منذ 37 عامًا، وآن وقت القصاص.. الأمير تركي بطل حركة تحرير إيران». وعلق وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش قائلاً: «الحضور الجريء للأمير تركي يأتي من صبر أيوب، على منطق التدخل ولغة المذهبية وعدم احترام الجيرة». إلى جانب الرفض الدولي، يعاني النظام الإيراني، خللا في الداخل، ظهر في أزمات كثيرة تواجهها طهران في الداخل مع الشعب الإيراني، ما بين انتهاكات غير مسبوقة لحقوق الإنسان، وانعدام الثقة بين الشعب والمسؤولين والكثير من قضايا الفساد. وكذلك قطع الدعم الحكومي النقدي عن الغذاء والطاقة، مما أدى إلى رفع سعر الوقود في إيران، بنسبة 43% دفعة واحدة. ولا شك في أن كل ذلك سيقود النظام الإيراني إلى النهاية المحتومة وهي انهياره، وهي لحظة منتظرة ستسعد العالم أجمع، حيث طفح الكيل من هذا النظام العقيم وسلوكياته الهمجية الداخلية والخارجية. وإن النجاح الذي حققه المؤتمر بدعم من الشرعية الدولية مؤشر واضح ورغبة أكيدة من شعوب العالم الداعية للمحبة والسلام، وأناشد جميع وسائل الإعلام استثمار هذا الحدث وهذا التحرك السياسي والإعلامي الذي أربك النظام الإيراني وأظهر هشاشته. نصر الله الحق وأدام نعمة الامن والأمان على الامة الإسلامية.