«لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ» فضائل المسجد النبوي الشريف لا يمكن حصرها لأنه منبع الإيمان، ومهبط الوحي، مؤسسه رسول الله بأمر من الله جلت قدرته. كان يتردد جبريل عليه السلام على رسول الهدى بأمر من الله سبحانه وتعالى لإنزال الوحي في مسجده الشريف، «وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى». وَرَدَت في فضائلِ المسجد الشريف أحاديثُ نبويةٌ كثيرةٌ تُبَيِّنُ أهميتَه ومَكانَتَه العظيمة بين مساجد الإسلام، وعن المسجد النبوي بشكلٍ خاصٍّ، ومِن هذه الأحاديث: أنه ثاني أقدس موقع في الإسلام بعد المسجد الحرام، وأحد المساجد الثلاثة التي لا يجوز شدّ الرحال إلى مسجد إلاّ إليها، فعن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله قال: «لا تُشَدُّ الرحالُ إلاّ إلى ثلاثةِ مساجدَ: المسجدِ الحرامِ، والمسجدِ الأقصَى، ومسجدي هذا». الصلاة فيه تعدل ألف صلاة في غيره «صلاةٌ في مسجدي هذا، خيرٌ من ألفِ صلاةٍ في غيرِه من المساجدِ، إلا المسجدَ الحرامَ» عليك الصلاة والسلام يا رسول الله. فيه الروضة المباركة: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي» صدقت يا رسول الله. خير مكان يقصده الناس مسجد رسول الله و«خيرُ ما رُكبَت إليهِ الرَّواحلُ مسجدي هذا والبيت العتيق» عليك أفضل الصلاة وأجل التسليم يا حبيبي يا رسول الله. «مَنْ جَاءَ مَسْجِدِي هَذَا لَمْ يَأْتِهِ إِلا لِخَيْرٍ يَتَعَلَّمُهُ أَوْ يُعَلِّمُهُ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ جَاءَ لِغَيْرِ ذَلِكَ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ الَّذِي يَنْظُرُ إِلَى مَتَاعِ غَيْرِهِ». أجل إنه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم اختار مكانه بنفسه وأمر ببنائه وشارك في البناء بيديه الكريمتين، صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وصلى فيه صحابته الكرام والتابعون لهم وتابعو تابعيهم إلى يومنا هذا. انعقد الإجماع على استحباب الصلاة في المسجد النبوي الشريف من أجل العبادات المستحبة في أي وقت، نعمة يستشعرها كل من وفقه الله لزيارة مدينة الرسول، المدينةالمنورة التي قامت فيها دولة الإسلام، وانتشر منها نور الهداية إلى جميع بقاع الأرض، فهي حَرَمه عليه الصلاة والسلام، ودار هجرته، ومهبط وحيه، ومثواه بعد موته طيبة الطيبة. السلام عليك أيُّها النبيُّ ورحمةُ الله وبركاته، في سنن أبي داود بإسنادٍ حسن عن أبي هُرَيرة- رضي الله عنه– قال: قال رسول الله- صلَّى الله عليه وسلم- «ما من أحدٍ يُسلِّم عليَّ إلا ردَّ الله عليَّ روحي حتى أردَّ عليه السلام» عليك أفضل الصلاة والسلام. السلام عليك يا رسول الله وجزاك الله عن أمتك خير الجزاء، وضاعف لك الحسنات، وأحسن إليك كما أحسنت إلى الأمة. أشهد أنك قد بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، وجاهدت في الله حق الجهاد. والسلام على صاحبيك أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وأرضاهما. ومن فضائل مسجد رسول الله عليه السلام أن من صلى فيه ثم صلى في مسجد قباء ركعتين كان كعمرة في الحديث «من تطهر في بيته فأحسن الطهور ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه كان كعمرة». والتأدب في مسجد رسول الله وعند السلام عليه واجب لقول الحق تبارك وتعالى «وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ». هذا رسول الله عليه الصلاة والسلام وهذا مسجده الشريف وتلك مدينته «مَنْ أَرَادَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِسُوءٍ، أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ». عليك صلاة الله وسلامه يا سيد خلق الله.