عززت زيارة وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح لألمانيا، مؤخرا، من العلاقات الاقتصادية بين البلدين اللذين يتمتعان بعضوية مجموعة العشرين، حيث حققت انفتاحا على نطاق واسع في عدد من المجالات الحيوية لتطوير الاستثمارات المشتركة، وتأكيد تحالفهما التجاري برؤية استراتيجية تسهم في دعم رؤية 2030 التي تتطلب توظيف كل الطاقات الاقتصادية مع دول العالم المتقدمة اقتصاديا وتجاريا. وأثمرت لقاءات المهندس الفالح مع القيادات الاقتصادية عن تقاربات وتفاهمات على نطاق واسع، بعد استعراض رؤية المملكة المستقبلية التي تستوعب مزيدا من الاستثمارات الأجنبية ونقل التقنيات وتوطينها ضمن برنامج التحول الوطني، ما يجعل الزيارة تكتسب أهمية مضاعفة بوصفها جزءا من استراتيجية التعريف بالرؤية والتحول الوطني. وخلال لقاء وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية بوزير الخارجية الألماني الدكتور والتر ستينماير، ووزير الاقتصاد والطاقة الألماني سيقمار جابريل، أعربا عن إعجابهما ب «رؤية المملكة 2030م» وجهود خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد لنقل الاقتصاد السعودي الى الامام، وقدما الثناء للأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد على هذه الرؤية التي تعتبر فرصة حقيقية لتنويع الاقتصاد السعودي والنهوض به. وأشار الوزيران إلى أن ألمانيا حريصة على أن تكون حليفاً استراتيجياً وتجارياً لدعم هذه الرؤية، من خلال استثمارات الشركات الألمانية في قطاع الصناعة والطاقة في المملكة، والتعاون في مجال التدريب والتطوير للكوادر السعودية. وأبدى جابريل استعداد وزارته لتعريف المؤسسات المعنية في المملكة بالتجربة الألمانية في توليد الطاقة المتجددة، التي تعد ألمانيا الرائدة فيها عالمياً، إضافة إلى تجربتها المهمة في الصناعات التحويلية، وسبل دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، والتطوير المؤسسي والخصخصة في قطاع الكهرباء وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة والكفاءة المالية. وقدم وزير الخارجية الألماني تعازيه لشعب وحكومة المملكة العربية السعودية في شهداء الحوادث الإرهابية الفاشلة في جدة، والمدينة المنورة، والقطيف، الاثنين الماضي، مؤكداً وقوف جمهورية ألمانيا جنباً إلى جنب مع المملكة، والمجتمع الدولي، لمواجهة التطرف والإرهاب. وقد أكد المهندس خالد الفالح، خلال زيارته، أن المملكة تسعى دائماً إلى استقرار السوق البترولية والاقتصاد العالمي، وذلك من خلال ضمان تدفق الامدادات البترولية، مشيراً إلى أن المملكة دأبت على المحافظة على طاقة إنتاجية فائضة لدعم استقرار السوق البترولي العالمي. وأوضح وزير الطاقة أن زيارته تهدف من خلال منتدى بيترسبورغ والاجتماعات المصاحبة له، لتوضيح سياسة المملكة المناخية والبترولية، والاستفادة من التجربة الألمانية في مجال الطاقة المتجددة، إضافة إلى التعريف بصورة أكبر برؤية المملكة 2030م. كما بيّن الفالح لوزير الخارجية الألماني، الدكتور والتر ستينماير، تطورات السوق البترولية، وأن الأسواق البترولية تتجه إلى التوازن، واستقرار الأسعار. وأكد الطرفان حرصهما على استقرار السوق البترولية بما يخدم مصلحة المنتجين والمستهلكين، وبما يمكن من استدامة مشاريع الاستثمار لتلبية الطلب المتنامي في قطاع الطاقة. واجتمع الفالح كذلك برئيس الغرفة التجارية والصناعية الألمانية، الدكتور أريك شوايتزر، لمناقشة أهداف رؤية المملكة 2030، وذلك بحضور أكثر من 30 رئيس شركة ألمانية كبرى. كما حضر الاجتماع سفير المملكة في ألمانيا، الدكتور عواد العواد، والسفير الألماني لدى المملكة، بوريس روغِه. وأشار الفالح إلى أهمية الاستثمار الأجنبي للاقتصاد السعودي، ودعا في الوقت ذاته الشركات الألمانية إلى تعزيز ثقتهم في بيئة الاستثمار الجاذبة في المملكة، لاسيما في قطاع الصناعة والطاقة المتجددة، بالتزامن مع مساعي المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030، لضمان مستقبل مشرق لمواطنيها، مع إتاحة فرص جديدة للشركات الألمانية. وقد أبدى رجال الاعمال الألمان إعجابهم برؤية المملكة 2030، التي سيكون لها الأثر الكبير في تنويع الاقتصاد السعودي، وإحداث نقلة نوعية في قطاع الصناعة والطاقة والخدمات الصحية والسياحية واللوجستية، وهو ما من شأنه زيادة صادرات السلع غير النفطية، وإيجاد بيئة جاذبة للمستثمرين المحليين والدوليين، وتعزيز ثقتهم باقتصاد المملكة.