تتراجع سرعة الرياح الشمالية اليوم الخميس، الذي يؤدي الى بعض الزيادة في الرطوبة بالساحل الشرقي، والشعور بحرارة مرهقة تلامس 50 درجة، ويصادف ذلك أطول نهار بحوالي 14 ساعة في حواضر الدمام، مرورا بالمنقلب الصيفي في نصف الكرة الشمالي الذي بدأ يوم أمس. وتكون أشعة الشمس شبه عمودية، كما ينحسر الغبار خلال ال72 ساعة القادمة بإذن الله تعالى، وتعاود (البوارح) نشاطها مجددا مطلع الأسبوع المقبل، مثيرة للأتربة والغبار في الأماكن المكشوفة وعلى الطرق البرية بين المدن. وتشير التوقعات إلى مواصلة اندفاع موجات الكتل الساخنة، بتأثير منخفض الهند الاستوائي، قبل ان يبلغ الحر فترة الشدّة في الايام الاخيرة من شهر رمضان، متزامنا مع دخول موسم الجوزاء بطالع (الهقعة)، في 3 يوليو وفقا لتقدير الحسابات الفلكية، وهو الموعد التقريبي لما يعرف ب(حر الانصراف). وفيه الحر متواصل في منزلة الهنعة، حتى يبلغ حر الصيف الذروة عند ظهور نجم (المرزم)، بعد 37 يوما تقريبا (29 تموز/يوليو)، الذي يعرف بموسم (طباخ اللون)، فيتميز الطقس بمتغيرات في ارتفاع درجات الحرارة، الى معدلات قياسية اعتبارا من نهاية يوليو، وهي بداية زيادة الرطوبة على السواحل الشرقية. وبحسب خبير الطقس والفلك، الدكتور عبدالله المسند، الأستاذ المشارك في قسم المناخ بجامعة القصيم، فإن ارتفاع درجة الحرارة والسَموم، في طالع المرزم (الذراع) والكليبين الذي يليه، يكون بسبب تغيّر مهب الرياح الشمالية السائدة، إلى جهات جغرافية أخرى بمشيئة الله، وفي هذه الفترة من السنة، تتشكل السحب العالية والمتفرقة في سماء مناطق الوسطى والغربية وأحياناً الشرقية، التي مصدرها بحر العرب، وهي سحب خفيفة وغير ممطرة. وتتسبب بارتفاع درجة الحرارة ليلاً، وتتحرك من الشرق إلى الغرب، تبعاً لحركة الرياح النفاثة العلوية (الشرقيات)، وهذه الأجواء هي التي تُميز موسم (طبّاخ اللون) عادةً، وهي الفترة التي تشهد سواحل الخليج خلالها مرحلة الرطوبة، وارتفاع درجات حرارة الصيف إلى أعلى المستويات. وغالباً تمتد بأيامها الجبهة شبه المدارية المحملة بكميات من بخار الماء، حيث تتوغل شمالاً لتبلغ منطقة مكةالمكرمة، وأحياناً منطقة المدينةالمنورة، إلى جانب المرتفعات الجنوبية الغربية. وقد تتسبب -بإذن الله تعالى- بسقوط أمطار رعدية صيفية في تلك الجهات من المملكة، وقد تصحب برياح نشطة وهابطة من السحب الركامية، في حين يبدأ موسم الغبرة في جازان في نهاية يونيو حتى منتصف أغسطس، حيث تنشط الرياح الشمالية الغربية المثيرة للغبار والله اعلم. وقال الدكتور المسند، إنّ فصل الصيف في المملكة يحمل خصائص زمنية وطقسية ونفسية مميزة، موضحا أن بدايته وفقاً لحركة الشمس الظاهرية، في نصف الكرة الشمالي في 21 يونيو، ويستمر ثلاثة أشهر، وارصاديا تكون بداية الفصل من أول من يونيو، ووفقاً لحسابات الأنواء، يبدأ في السابع من يونيو. ولكن ملامح وخصائص فصل الصيف في السعودية، تمتد فترة زمنية أوسع من ذلك، اعتبارا من شهر مايو حتى شهر سبتمبر تقريباً، كما أن مربعانية الصيف بدأت بظهور طالع الثريا في السابع من يونيو، وتستمر لمدة أربعين يوماً تقريباً، وتشمل طوالع (الثريا والدبران والهقعة). فيما يزداد نشاط رياح البوارح الشمالية المثيرة للعواصف الرملية، إبان مربعانية الصيف في المنطقة الشرقية على وجه الخصوص، حتى تنحسر في أغسطس، وذلك بسبب تشكل منخفض جوي وسط المملكة، ما يُضعف الرياح الشمالية الحارة، وأكثر المناطق تأثراً بها منطقة الخليج. وقد تتأثر بها شرق الوسطى أحياناً، وتبلغ أوجها في النصف الثاني من شهر يونيو، ومن خصائص هذه البوارح، أنّها تخفض مستوى الرطوبة على السواحل الشرقية، ومع نهاية شهر يوليو تقريباً وحتى أواخر الصيف، يكون الطقس مرهقاً برطوبته العالية وارتفاع درجة الحرارة.