أعلن الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية، منذر ماخوس، أن قوات النظام وروسيا تسعيان إلى تغيير شامل للموازين على الأرض من خلال القصف المكثف على حلب قبل الوصول إلى حل سياسي. كما لم يستبعد عقد جلسة مفاوضات جديدة خلال أسبوع أو أكثر. وقال ماخوس، في مقابلة مع قناة «الحدث»: إن هناك رؤيتين متناقضين بين المعارضة والنظام، ويصعب إيجاد حلول وسط بينهما، لاسيما أن النظام يعتقد أن التحول السياسي يجب أن يكون تحت مظلته، فيما ترى المعارضة أنها لن تقبل بأقل من رحيل الأسد في بداية المرحلة الانتقالية. وكان المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، قد ذكر أن هناك حاجة ملحة لتعزيز المحادثات حول بداية التحول السياسي في سوريا، معرباً عن أمله في أن تُستأنف المفاوضات قريباً. من جهتها، دعت الهيئة العليا للتفاوض التي تمثل المعارضة السورية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى فتح تحقيق في اتهاماتها بأن روسيا استخدمت بشكل متكرر قنابل حارقة تطلق من الجو في سوريا. وكتب رياض حجاب منسق اللجنة العليا للتفاوض إلى الأمين العام للأمم المتحدة قائلا: «أطلقت قوات جوية روسية بصورة متكررة قنابل حارقة وقنابل عنقودية لقتل وترهيب المدنيين السوريين ومن بينها عشر حوادث موثقة على الأقل». وأضاف قائلا: «لقد انتهكوا معاهدة حظر وتقييد أسلحة تقليدية معينة وخرقوا القانون الانساني الدولي». وتستخدم القنابل الحارقة مواد مصممة لاشعال النيران في الاجسام أو حرق الاشخاص. والقنابل العنقودية حاويات تنفجر في الجو لتنثر قنابل أصغر حجما فوق مساحة كبيرة. والنوعان كلاهما محظوران بموجب معاهدة الأسلحة التقليدية. ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من البعثة الروسية لدى الاممالمتحدة على اتهامات المعارضة السورية. ولم يتسن على الفور أيضا الحصول على تعقيب من مكتب بان على طلب المعارضة السورية لاجراء تحقيق. وأبلغ جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية الصحفيين في واشنطن أن الولاياتالمتحدة تتعامل مع هذه المزاعم على محمل شديد الجدية. وأضاف قائلا: «بصرف النظر عن القنابل التي يستخدمونها (الروس) فإنهم يجب ألا يقصفوا الجماعات الملتزمة بالقتال ضد تنظيم داعش أو المدنيين». من جهة أخرى، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من واشنطن، وصلت إلى المرحلة النهائية من تجهيزاتها لاستعادة مدينة «منبج» السورية من تنظيم «داعش». وقالت واشنطن: إن المقاتلات التابعة للتحالف الدولي نفّذت 73 غارة جوية ضد «داعش»، خلال الأسبوع الماضي، و233 غارة منذ بدء عمليات استعادة مدينة «منبج» نهاية الشهر الماضي. كما أشارت إلى وجود عدد كبير من المقاتلين الأجانب في «منبج»، معتبرة أن استعادتها ستساهم في حماية تركيا وأوروبا والولاياتالمتحدة من هذا الخطر.