لم تقم بعد بتنزيل أية تطبيقات جديدة في الآونة الأخيرة؟ أهلا بك في النادي الجديد. كتب بيتر كافكا من ريكود الأسبوع الماضي: «حتى أكبر ناشري التطبيقات يرون أن نموهم آخذ في التباطؤ أو أنه متوقف تماما. معظم الناس لديهم جميع التطبيقات التي يريدونها أو يحتاجونها. فهم لا يبحثون عن تطبيقات جديدة». وهذا يمكن أن يكون فقط نتيجة وجود عائق مؤقت. حيث إن كثيرا من الناس، بمن فيهم أنا، يمتلكون حاليا هواتف ذكية ذات سعة تخزينية تصل إلى 16 جيجا بايت فقط. وهذه السعة غالبا لا تكفي حتى لتحديث جميع التطبيقات التي قمنا بتحميلها وتثبيتها من قبل - اعتدت حذف التطبيقات بشكل منتظم على مدى الأشهر الستة الماضية. وفي يوم ما سأحصل على هاتف أفضل وسيتغير كل هذا، أليس كذلك؟ مع ذلك، يبدو أن القضية ليست مجرد مسألة سعة التخزين. حيث إن عددا قليلا من تطبيقات الجوال المهيمنة تحتشد وتزاحم البقية من حيث المشاركة الذهنية. وليس هنالك، على الأقل في العالم المتقدم، العديد من العملاء غير المستغلين المتبقين للسعي وراءهم وإقناعهم بتنزيل التطبيقات. هذا الوضع ربما يمثل الطبيعة الجديدة لانترنت الهواتف الجوالة وعالم الانترنت بشكل عام. ربما يكون هنالك الكثير المتبقي من نمو الإيرادات - وفي العرض التقديمي السنوي الخاص باتجاهات الانترنت الصادر في وقت سابق من هذا الشهر، أشارت ماري ميكر من شركة رأس المال المغامر (كلاينر وبيركينز وكوفيلد وبايرز) إلى ارتفاع الإنفاق على الإعلانات عبر الهواتف المحمولة والإمكانات الهائلة لواجهات التطبيق الصوتية. في الوقت نفسه، تأمل كل من ابل وجوجل بأن تعمل اشتراكات التطبيقات على زيادة الإنفاق على الهواتف الجوالة. لكن ما يبدو أنه غير موجود هناك هو الكثير من المساحة الرقمية غير المستغلة بالفعل. في الأيام الأولى لشبكة الانترنت التجارية، كان يمكن لساكني العالم الرقمي إعلان حقهم فيه من خلال اكتساب مستوطنات رقمية كبيرة. أما الآن، تسيطر بالفعل مجموعة صغيرة من الشركات - آمازون وابل وفيسبوك وجوجل ومايكروسوفت بشكل رئيسي - على معظم العالم. يبلغ عمر فيسبوك 12 عاما فقط، وسناب شات التي تبلغ من العمر 5 سنوات فقط تبدو الآن وكأنها تسير في التيار الرئيسي. ليس من المستحيل ألا تعثر الشركات الجديدة على مكان لها. لكن كما كتبتُ من قبل، المزايا المتعلقة بالحجم تبدو بأنها آخذة في النمو. فالإعلان الأخير عن استحواذ مايكروسوفت على شبكة لينكد إن هو مجرد إشارة أخرى على أن ما هو كبير أصلا يصبح حتى أكبر من قبل. هذه المزايا بالتأكيد ليست دائمة. ولكنها قد تدوم لفترة من الوقت. في الوقت الذي ربما لا يزال هنالك الكثير من الفرص لأن تعمل الشركات الرقمية على إحداث الاضطراب والتعطيل في الأسواق القائمة في العالم المادي، إلا أن هذا لا يعمل بالضبط على الحصول على مستوطنات جديدة. تبدو الحدود الرقمية بأنها أغلقت، في الوقت الراهن على الأقل. إن التفكير في هذا الأمر قادني إلى إلقاء نظرة على المقالة الشهيرة للمؤرخ فريدريك جاكسون تيرنر والمتعلقة ب «أهمية الحدود الطرفية في التاريخ الأمريكي». وقد تم تقديمها للمرة الأولى كخطاب ألقي في العام 1893، ليس بوقت طويل بعد إعلان مدير الإحصاء السكاني الأمريكي، بإبلاغه عن نتائج التعداد العام للسكان في العام 1890، أنه: «حتى عام 1880، كانت لدى الدولة مستوطنات طرفية، لكن في الوقت الحاضر المنطقة التي لا توجد بها مستوطنات تتسم بأنها منقسمة جدا في الداخل بسبب التكتلات الاستيطانية المنفصلة بحيث لا يكاد يمكن القول إن هنالك خطا حدوديا». وقال تيرنر إن «النهضة الدائمة» لاستطيان مناطق التخوم الطرفية لعبت دورا كبيرا في تشكيل الهوية الأمريكية والتنمية السياسية في البلاد. وكل واحد من هذه الحدود أتاح بالفعل المجال لوجود حقل جديد من الفرص، بوابة للهروب من عبودية الماضي، وأتاح النضارة والثقة وازدراء المجتمع الأقدم، وعدم تحمل قيوده وأفكاره وعدم الاكتراث بدروسه. مهلا، يبدو هذا وكأننا نتحدث عن أصحاب المشاريع في الانترنت! هل يعني إغلاق الحدود الرقمية أنهم سيصبحون فجأة أناسا صبورين يتبعون التعليمات ويحترمون التقاليد؟ لم يقدم تيرنر الكثير من التنبؤ في العام 1893، سوى قوله إنه، «إن من يؤكد على أن الطابع التوسعي للحياة الأمريكية توقف الآن تماما سيكون رسولا طائشا». وجدت الولاياتالمتحدة الكثير من الطرق للتغيير والتوسيع بعد التسعينيات من القرن التاسع عشر. في الواقع، ومن حيث مستوى المعيشة ومتوسط العمر المتوقع، لم تكن التغييرات والتحسينات الكبيرة بحق قد حصلت في ذلك الحين. وإنما بعد وصول القرن العشرين، بعد إقفال مناطق التخوم، أن بدأت مراهنات أصحاب المشاريع ومكاسب الكفاءة والاستثمارات في البنية التحتية والبرامج الحكومية تؤتي أكلها بصورة كبيرة بالنسبة للمواطن العادي.