بعد أعوام من الدراسة والغربة واستذكار الوطن عاد الشهر الفضيل ليحرك المشاعر نحو الأهل والوطن الذي لا يغيب دقيقة عن مغتربيه بحزم الشنط والعودة اليه لتهب أولى نسماته بفيض من الحب والولاء لتراب المملكة الخالد في عودة أجبرهم عليها الشهر الفضيل «رمضان» بحنين الى الاهل ليشاركوا ما بقي منه ويحضروا عيد فطره، وعليه فإن هذه الفترة الرمضانية تشهد عودة العديد من الطلاب المبتعثين خارج المملكة لتكتمل الأجواء الرمضانية فرحا بهذا الشهر ومشاركة ايامه. وفي استطلاع حول آراء وانطباعات بعض المبتعثين، اجمع العائدون على أن أرض الوطن لا تعادلها أرض وان هواءه يأخذك الى بر الذكريات الجميلة. وقال لنا عبدالعزيز المطوع، طالب مبتعث في ولاية بنسلفانيا: احرص كل عام على مشاركة الاهل شهر رمضان لما له من أجواء رمضانية نشارك فيها الاهل والاحباب ولا يكون له أي ميزة إلا بتواجدنا ومشاركتنا العائلة، ولا يخفى عليكم اننا في الغربة نعمل على توفير أجواء تساعدنا على ان نعيش الاجواء هناك، الا ان رمضان في وطني المملكة العربية السعودية له رونقه الخاص خاصة عندما تجتمع العائلة والإخوة، وله جوه الخاص وروحانيته دون صناعة. ويضيف الطالب عبدالله البديوي الذي كان يدرس في ولاية اوكلاهوما: إن العودة هي الشوق للوطن والى الوالدين وهذا في حد ذاته كفيل بأن يجعلنا نحرص على هذه الزيارة حتى لو كانت اياما، وحبنا الاول والاخير لهذا الوطن الغالي. ولقد عشنا أول ايام الشهر الفضيل بعيدا عن الوطن والاهل وكانت فترة عصيبة خاصة مع عدم وجود الاجواء الرمضانية، فكان فارق التوقيت وأوقات الصيام تختلف اختلافا جذريا، الا انني منذ نهاية الفصل الدراسي وانا على اتم الاستعداد للعودة الى أرض الوطن خلال رمضان. وكنت مخططا لأن تكون زيارتي الى المملكة في رمضان كي لا أعيش الاجواء هناك، فكان التوقيت مناسبا جدا والحمد لله شاركت اسرتي روحانية الشهر الكريم وعدت لمشاركة الاقارب والاصدقاء، فرمضان ليس له جمال إلا مع الاهل وفي أرض الوطن. واوضح الطالب عبدالرحمن البراهيم الذي كان يدرس في بريطانيا: اننا نفتقد في رمضان التجمعات الأسرية في ايام الدراسة خارج المملكة، حيث تكون هناك صعوبة من جوانب عديدة منها اسلوب الحياة، وكذلك الافطار وتوقيت الصيام وطول النهار وقصر الليل، فهذه عوامل يعاني منها الكثير من الاخوة المبتعثين، وهذه الجوانب تؤثر سلبا على الطلاب وكافة المغتربين، ومن هنا فإن تواجدنا في هذه الفترة وعودتنا الى أرض الوطن خاصة في رمضان يكون لهما طعم ورونق خاص وتعد تعويضا بروح المحبة عما كنا نفتقده في غربتنا، وفي ختام ذلك دعا الطلاب ربهم بأن يكملوا ما تبقى من الدراسة، وان يعودوا الى أرض الوطن حاملين ورافعين اسم الوطن عاليًا برايات العلم والمعرفة، وان يجعل الله التوفيق حليفهم، وان يكلل الله ايامهم بالنجاح والتوفيق.