رغم اتفاق الأطراف المتنازعة في اليمن على إطلاق سراح الأسرى والقصر إلا أن الجيش اليمني في ضوء الخروقات الأمنية التي تمارسها الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح حذر من المساس بأمن اليمن وسيادته، فمكتسبات الشعب اليمني لا يمكن لتلك الفئة أن تتلاعب بها، والقوات اليمنية ستظل مدافعة عن أرض الوطن ومصالحه العليا وسلامه الاجتماعي، وهو أمر لا يمكن المساومة عليه. سيادة اليمن وحريته وأمنه واستقلاله أمور لا يمكن المساومة عليها، فقوات الجيش اليمني ما زالت مستعدة لإيقاف عبث العابثين بأمن اليمن وحرية أبنائه، وهي مصممة على تحرير كافة أجزاء الوطن اليمني من المتمردين، وتباشير النصر تبدو واضحة من خلال انتصار الجيش اليمني والمقاومة على المتمردين من الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح، فلا مكان للتمرد والانقلاب في بلد يسعى أبناؤه لانتزاع حريتهم وكرامتهم من براثن المتمردين. الرهان الذي أجمع عليه الانقلابيون هو رهان خاسر وأحلامهم ما زالت تتحطم على صخرة المقاومة وإرادة الجيش اليمني الصلبة بالاحتفاظ بالشرعية والدفاع عنها، فرغم ما حدث في الكويت من اتفاق أطراف القتال على الإفراج عن جميع الأسرى المحتجزين لدى الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح إلا أن ذلك لا يعني التهاون أو التسليم بوضع الأرض اليمنية تحت صفيح ساخن بفعل مناورات الانقلابيين واستمرار تعسفهم وحربهم الخاسرة. ورغم أن المبعوث الدولي في محادثات الكويت طرح إمكانية بناء الثقة والدفع بمسار السلام إلى الأمام إلا أن ذلك مشروط بطبيعة الحال بتسليم الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح الأسلحة الثقيلة والانسحاب من تعز والاعتراف بالشرعية، وهي أمور لا بد من إقرارها إذا كانت النية صادقة من قبل المتمردين للوصول إلى الطريقة السلمية التي يتم بموجبها نبذ العنف والتضامن واحترام الإنسان اليمني والسعي لحل الخلافات بالطرق السلمية. لقد دعت الحكومة اليمنية الأممالمتحدة إلى التدخل الفوري بعد مقتل أحد عشر مدنيا في قصف للمتمردين استهدف سوقا في مدينة تعز، والهجوم على سوق شعبي مزدحم بالسكان هو عمل غير إنساني، أدانته الأممالمتحدة بشدة، كما أدانت في الوقت ذاته مختلف الأحداث الدامية في تعز وغيرها من المدن اليمنية رغم الاتفاق على وقف الأعمال القتالية حيث الشكوك تحوم حول خرق الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح كعادتهما لهذا الاتفاق. لقد تمرس الانقلابيون على نقض كل تعهداتهم واتفاقاتهم منذ بدء اجتماعات السلام في الكويت، وهو أمر اعتادوا عليه لتمرير سياستهم الجائرة في اليمن والقائمة على قفزهم على السلطة الشرعية وحصار المدن وتجويع أهلها، والعمل باستمرار على نقض كل الاتفاقات الموقعة بينهم وبين الشرعية اليمنية، فتحذير الجيش اليمني من مغبة استمرار المتمردين في المساس بسيادة اليمن وحريته هو تحذير يعني استمرارية بسط الشرعية ونبذ العنف واحتواء التمرد. من جانب آخر فإن المنطق والحجة والمعلومات كانت كفيلة- كما أكد مندوب المملكة بالأممالمتحدة- بتصحيح القرار الأممي حيال إدراج التحالف في القائمة، فالمملكة والتحالف لا يقبلان إدراج اسميهما في قائمة مماثلة، وكانت الأممالمتحدة أعلنت عن حذف اسم «التحالف العربي» من قائمة سوداء بسبب انتهاكات حقوق الأطفال في اليمن. «إن قرار رفع التحالف العربي من تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الأطفال والنزاع المسلح، جاء بعد تحقق الأمانة العامة للأمم المتحدة من عدم دقة وموضوعية المعلومات التي استند إليها التقرير». وجدد المصدر التأكيد على التزام دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الكامل بقواعد القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.