أعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن أنها لن تلتزم بالهدنة طويلاً في ظل تهديد أراضي المملكة، مبيِّنةً رصدَها إطلاق صاروخين بالستيين من الأراضي اليمنية تجاه الأراضي السعودية. وتعهَّدت قيادة التحالف، في بيانٍ لها صباح أمس الجمعة، بالردِّ لوقف عبثية الميليشيات الحوثية، والعناصر الموالية لها من قوات المخلوع علي عبدالله صالح. وأفادت بسقوط أحد الصاروخين الباليستيين داخل الأراضي اليمنية قرب محافظة مأرب بعد اعتراضه من قِبَل قوات الدفاع الجوي، فيما سقط الثاني في منطقة صحراوية شرق مدينة نجران. وأكدت قيادة التحالف أنها "في الوقت الذي تحرص فيه على إنجاح مفاوضات جنيف، ودعم مساعي الحكومة الشرعية لإيجاد حل سلمي للقضية اليمنية؛ لن تلتزم بالهدنة طويلاً في ظل هذا التهديد لأراضي المملكة، وسترد لوقف عبثية الميليشيات الحوثية، والعناصر الموالية لها من قوات المخلوع صالح". ودعا البيان المجتمع الدولي إلى الحذر مما تقوم به الميليشيات الحوثية، وقوات المخلوع صالح من تهديدٍ لأمن واستقرار المنطقة، حاثَّاً على العمل على فرض إرادة المجتمع الدولي عليهم، لأن أفعالهم تدلُّ على عدم جديتهم في التقيُّد بالهدنة الحالية، وإنجاح المفاوضات. وكان وقف إطلاق النار سرَى الثلاثاء الماضي بالتزامن مع بدء التفاوض بين الشرعية والمتمردين في مدينة بييل السويسرية. وأمام استمرار الانقلابيين في خرق وقف إطلاق النار؛ سيطرت القوات اليمنية الموالية للشرعية أمس، على مدينة الحزم الاستراتيجية "شمال غرب" بعد يومين من القتال. وأفادت مصادر بسيطرة قوات الشرعية أيضاً على قاعدة اللبنات العسكرية قرب الحزم "عاصمة محافظة الجوف". وأمس الأول؛ أفيد بسيطرة قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على معسكر الماس آخر موقع للتمرد في مأرب، وتقدمها صوب مفرق الجوف، رداً على عدم التزام جماعة الحوثي وحلفائها بالهدنة. سياسياً؛ توقَّع المتحدث باسم الأممالمتحدة، أحمد فوزي، استمرار المحادثات اليمنية في مدينة بييل السويسرية. وأشار إلى مواصلة العمل مع الجانبين، مُوضِّحاً في إفادة صحفية صباح أمس: "في أحيانٍ نعمل في جلسات منفصلة، وفي أحيان نعمل معاً طبقاً لما نراه أنسب". وكان الوسيط الأممي المعني بالأزمة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أعلن أمس الأول، توصُّل المحادثات إلى اتفاق لإدخال مساعدات إنسانية إلى مدينة تعز "غرب" المحاصَرة من قِبَل المتمردين. واعتبر ولد الشيخ أحمد، وهو ديبلوماسي موريتاني، أن "الاتفاق يمهِّد الطريق لعقد اتفاقات أخرى مماثلة بشأن المساعدات ومسائل أخرى في الأيام المقبلة". لكن الائتلاف اليمني لمنظمات الإغاثة الإنسانية اتَّهم الميليشيات الحوثية بمواصلة منع إدخال المساعدات الغذائية والطبية التابعة للأمم المتحدة إلى تعز. وأبدى الائتلاف، في بيانٍ له أمس، استغرابه من مضامين البيان، الذي أصدرته الأممالمتحدة، ومنسق الشؤون الإنسانية لديها، جيمي ماكجولدريك، بشأن وصول المساعدات إلى الأحياء السكنية في المدينة، وذكر أن "تلك المساعدات مازالت خارج المدينة، وخُزِّنَت من قِبَل برنامج الغذاء العالمي في مناطق غير معلومة". ودعا الائتلاف المنظمات الدولية إلى إرسال مراقبين على الأرض للتحقق من إدخال المواد، وزيارة الأماكن التي تعاني من نقص حاد في الضروريات، مُشدِّداً على وجوب إيجاد ممر آمن لدخول المساعدات. في سياقٍ آخر؛ أحبطت الشرطة في محافظة شبوة "جنوب" محاولة اغتيالٍ استهدفت المحافظ، عبدالله علي النسي، الموالي للشرعية. وأبلغ مصدر مسؤول عن تمكُّن الشرطة من تفكيك عبوة، زرعها مسلحون مجهولون أمام البوابة الرئيسية لمنزل المحافظ في مدينة عتق "عاصمة شبوة". وشرح المصدر لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" أن "العبوة صُمِّمَت على شكل قالب طوب من النوع المستخدم في البناء"، ووصفها ب "شديدة الانفجار"، معتبراً أن "العملية كانت تهدف في الأساس إلى إرباك مشهد عودة الحياة إلى المحافظة، وتطبيع مختلف الأوضاع فيها، وإرباك جهود قيادتها وأجهزتها الأمنية والتوجيهات الرامية إلى إرساء دعائم الأمن والاستقرار".