واصلت مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، خرق الهدنة في كل جبهات القتال بمحافظات تعز وصنعاء ومأرب والجوف والبيضاء وشبوة والضالع وحجة، بأكثر من 320 اعتداء وعملية قصف خلال الأربع والعشرين ساعة الأولى بعد سريان الهدنة. وقال المتحدث باسم المقاومة في محافظة الجوف عبد الأشرف ل"اليوم": "مواصلة خروقات الحوثي تم أمس، باستهداف الشيخ علي بن يحيى العكيمي أحد قيادات لواء النصر، حيث أصيب في جبهة المتون بسبب إحدى خروقات الانقلابيين للهدنة". بدوره، قال قائد لواء النصر في الجوف أمين العكيمي في تصريح لوسائل الإعلام: إن المليشيات تواصل خرق الهدنة بقصف عنيف على مناطق صبرين والخنجر والسعرا ومناطق أخرى بمختلف أنواع الأسلحة من هاونات ومدافع وصواريخ كاتيوشا. وسجلت المقاومة في الجوف أكثر من 60 خرقا للهدنة في الغيل والمتون وخب الشعف والبيضا والعقبة ومناطق أخرى، إضافة إلى وصول تعزيزات للمليشيات الحوثية إلى جبهات الجوف تقدر ب20 آلية عسكرية بينها 10 أطقم. وفي محافظة صنعاء، رصدت غرف عمليات المقاومة اكثر من 52 خرقا للهدنة من قبل مليشيات الانقلاب الحوثية ووحدات جيش المخلوع صالح، وذلك خلال 24 ساعة من بعد سريان الهدنة، كانت منها 37 خرقا خلال ال12 الساعة الأولى في الوقت الذي تعلن فيه الأممالمتحدة أن الهدنة في اليمن متماسكة. وفي محافظة تعز رصدت غرف عمليات المجلس العسكري والمقاومة الشعبية أكثر من 70 خرقا للهدنة في أعلى نسبة عدوان تسجلها الجبهات، منذ سريان موعد الهدنة، ليل الأحد، وكانت نحو 50 خرقاً خلال الساعات ال12 الأولى من بدء الهدنة . جبهة تعز وقال العقيد منصور الحساني في تصريح تلقت «اليوم» نسخة منه أن ال12 ساعة الأولى من سريان الهدنة، سجلت 47 خرقا من قبل المليشيات الانقلابية في كل جبهات تعز. وقال الحساني: إن الخروقات تمثلت في قصف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة على مناطق المدنيين والمقاومة في ثعبات والشماسي والدمغة والضباب وحيفان والروضة والثورة، إضافة إلى محاولات هجومية على معسكر المطار التابع للواء 35 والدفاع الجوي والزنوج والخلل في الاقروض والضباب. وأضاف العقيد منصور الحساني، أن الانقلابيين دفعوا بتعزيزات إلى جبهات كرش وذوباب والوازعية وحيفان مستغلين الهدنة وخصوصا غياب قصف الطيران لتعزيزاتهم من أجل الدفع بعتاد عسكري ومقاتلين لجبهاتهم في المحافظة. وفي محافظة البيضاء، سجلت المقاومة أكثر من 34 خرقا للهدنة من قبل المليشيات الانقلابية في جبهات الزاهر وقيفة ومناطق أخرى في المحافظة. وفي شبوة واصلت المليشيات الانقلابية استهداف مواقع الجيش الوطني والمقاومة في بيحان وعسيلان بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في محاولة لانتزاع مكاسب ميدانية على الأرض وقت الهدنة. وفي الضالع قصفت المليشيات الانقلابية مواقع مدنية وأخرى للمقاومة في مريس ومناطق أخرى تشهد تواجدا لمليشيات الانقلاب الحوثية . وبهذا السجل الحافل بالخروقات، تثبت المليشيات الحوثية وحليفها المخلوع صالح أنها غير جادة في إبرام أية اتفاقات بل تستغل عمليات الهدنة لتعزيز تواجدها على الأرض بعيدا عن أعين الطيران الحربي الذي التزم بالهدنة. وبدأ تطبيق وقف النار، منتصف ليل الأحد الإثنين، بتوقيت اليمن، تمهيدا لاستئناف مباحثات في 18 أبريل بالكويت، ترعاها الأممالمتحدة بين أطراف النزاع المستمر منذ أكثر من عام. والاتفاق هو الرابع منذ بدء التحالف عملياته دعما للرئيس هادي نهاية مارس 2015. وعموما، لم تصمد الاتفاقات السابقة بشكل كبير. ورغم الخروقات، اعتبرت الأممالمتحدة وقف النار "صامدا بشكل عام". وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دي جاريك، مساء الإثنين: ان اتفاق "وقف الاعمال القتالية يبدو صامدا بشكل عام"، مقرا بوجود "بعض الجيوب التي تشهد اعمال عنف". سياسيا، استقبل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي امس مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ وذلك في إطار المساعي المبذولة لإنجاح مشاورات الكويت. وقال رئيس هادي: "سنذهب إلى الكويت ونحن نحمل هم مجتمع وشعب عانى ويلات الحروب والحصار والدمار الذي فرضته عليه المليشيا الانقلابية تحت منطق ألقوه والنكوص على توافق، وإجماع إرادة الشعب اليمني التي عبر عنها من خلال مخرجات الحوار الوطني، التي تؤسس لمستقبل أمن وعادل لبناء اليمن الاتحادي الجديد المبني على العدالة والمساواة والحكم الرشيد". وأضاف: "الشعب اليمني يحتاج اليوم للسلام والوئام الذي يستحقه بعد معاناة طويلة من الخراب والدمار والحصار، والذي نتطلع اليوم إلى جهود الأممالمتحدة لإيصال المساعدات الإغاثية العاجلة للمحتاجين في مختلف المناطق وخاصة محافظة تعز التي عانت الكثير جراء الحصار الظالم". وعبر المبعوث الأممي عن تفاؤله الكبير لتحقيق وإنجاح خطوات السلام التي تحظى بمباركة ودعم الجميع، فضلا عن موقف المجتمع الدولي لهذه الجهود والخطوات ..متطلعا إلى أن ترافق تلك الخطوات تهدئة وخطاب إعلامي إيجابي لحشد الجهود وتوجيه الرأي العام نحو السلام وتثبيت وقف إطلاق النار. تفجير انتحاري على صعيد آخر، قتل خمسة مجندين في الجيش اليمني في عملية انتحارية، الثلاثاء، في عدن كبرى مدن جنوب اليمن، بحسب مصدر أمني اتهم تنظيم القاعدة بالمسؤولية عنها. وقال المصدر: "قام انتحاري بتفجير نفسه وسط مجموعة من الجنود الشباب في الجيش كانوا في طريقهم إلى قاعدتهم في عدن، فقتل خمسة مجندين وأصاب آخرين بجروح". وأوضح أن الانتحاري "ينتمي إلى تنظيم القاعدة"، وإنه كان يرتدي حزاما ناسفا "وتقدم نحو المجندين مترجلا، قبل أن يفجر نفسه". من جانبها، ذكرت وكالة أنباء مرتبطة بتنظيم داعش أن الميلشيات التابعة للتنظيم أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم. وأوضح التنظيم: إنه تم تفجير شحنة ناسفة مما أدى إلى مقتل خمسة جنود وإصابة نحو عشرة آخرين. وأدى النزاع المستمر في اليمن، منذ أكثر من عام، بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم، إلى تعزيز نفوذ الجماعات المتطرفة كتنظيم القاعدة وتنظيم داعش في جنوب اليمن، لا سيما في عدن. وشهدت الأشهر الماضية تزايدا في عدد الهجمات والتفجيرات التي تبناها التنظيمان أو نسبت إليهما، والتي استهدفت بمعظمها رموزا للسلطة كمسؤولين سياسييين أو عسكريين، أو أفراد الشرطة والجيش والمجندين. وعلى رغم استعادة القوات الحكومية بدعم من التحالف السيطرة الكاملة على عدن في يوليو، إلا أنها تواجه صعوبات في بسط سلطتها. وقتل 20 جنديا مواليا للحكومة، السبت، في كمين نصبه مسلحون في محافظة أبين الجنوبية. وفي حين اتهمت المصادر الأمنية اليمنية القاعدة بالوقوف خلف العملية، نفى التنظيم المسؤولية. وفي فبراير، قتل 14 جنديا على الأقل في تفجير انتحاري استهدف معسكرا لتدريب المجندين في عدن وتبناه تنظيم داعش.