كنّا نعتقد أن تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي مؤخرا على مسودة مشروع قانون يتيح للمتضررين في أحداث 11 سبتمبر 2001 مقاضاة المملكة، هو آخر النجاحات للوبي الإيراني/ الإسرائيلي في واشنطن، ولكن يبدو أن تلاقي المصالح يدفعهما إلى مكاتب صناعة القرار في الأممالمتحدة، وهذا ما عكسه دخول دول التحالف التي تحارب الجماعات الإرهابية الحوثية في القائمة السوداء للدول التي تنتهك حقوق الإنسان. خصوص الأممالمتحدة، سبق أن قلت في هذه الزاوية، إنها أصبحت منظمة تفشل وتعجز عن إيقاف الحروب القائمة وما يترتب عليها من قتل للمدنيين وتهجير ومجاعات، وينطبق عليها وضع عصبة الأمم التي فشلت في إيقاف الحروب، بالذات الحرب العالمية الأولى، لذا تم حلها. التجمع الدولي المعاصر تحت منظمة الأممالمتحدة، وهي المنظمة التي قامت بعد عصبة الأمم، تؤكد الاحداث انها مخترقة من جماعات المصالح ومنظمات المجتمع المدني، لذا هي أرض خصبة للوبي الإسرائيلي، والدبلوماسية الإسرائيلية نجحت ببراعة في التلاعب بقرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن، بل استخدمتها لتبرير عدوانها على الشعب الفلسطيني. يبدو أن الإيرانيين بدعم روسي معزز بخبرة اللوبي الإسرائيلي استطاعوا اختراق مكتب الأمين العام وإدراج دول التحالف التي تقاتل لاسترداد الشرعية في اليمن في القائمة السوداء للدول التي تنتهك حقوق الإنسان. وربما تتساءلون: ماذا عن المنظمات الإرهابية التي تدعمها إيران. لا شيء حول هذا، وهل اطلعت الأممالمتحدة على تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الأخير الذي يضع إيران في قائمة الدول الراعية للإرهاب في العالم؟ أمور غريبة متضاربة وعجيبة! مِمَّا يؤكد عدم حيادية المنظمة الدولية، وخضوعها لتأثير المصالح الخاصة، أنها تلتزم السكوت حينما يتعلق الأمر بالأوضاع في العراق وسوريا، لم تقل شيئا حول جرائم ميليشيات الحشد الشعبي التي مارست وتُمارس التطهير العرقي في المدن العراقية، كما يحدث الآن في الفلوجة، وتتبارى مع داعش في قتل المدنيين والأطفال، الذين تدافع عنهم الأممالمتحدة في اليمن! عندما دخلت دول التحالف بقيادة المملكة الحرب في اليمن، لم تدخلها إلا لمصلحة الشعب اليمني، ونحن الآن ندفع تكلفة عالية، فلم نكن قادة مشاريع للخراب في المنطقة. لأكثر من ثلاثين عاما كانت دول الخليج تقود مشاريع الإعمار في اليمن، وتفتح بلادها لليمنيين للعمل والتجارة، واليمنيون المغتربون وضعوا جميع مدخراتهم في بلادهم، ونجاحاتهم ساهمت في تعمير اليمن. في المقابل كانت إيران في العقود الماضية تربي أنصارها، وتجند المراهقين وتزرع الخلايا وتعد اليمن إلى الحرب عبر تسليح الميليشيات الحوثية وأدلجتها، والنتيجة هي التي نراها الآن في اليمن، حرب أهلية ضحيتها الأطفال والشباب من الشعب اليمني، بالذات من الطائفة الزيدية، الذين اختطفهم الإيرانيون وقالوا لهم إن طائفتكم هي وطنكم. كما فعلت النازية في أوروبا، الآن (الخمينية) العدمية التي تدافع عنها الأممالمتحدة وتتستر على مشاريع تجر الشرق الأوسط إلى الحروب والدمار، كما دمرت النازية أوروبا وقادت العالم إلى حرب عالمية طاحنه. عن أية أمّم متحدة نتحدث؟!