تأكيدا لما نشرته «اليوم» منذ 4 أشهر حول وصول 20 عسكريا أمريكيا إلى مدينة عين العرب (كوباني)، أقلتهم طائرة مروحية هبطت في قرية تل غزال (جنوب غرب المدينة حوالي 10 كم)، للإشراف ومتابعة خطة هجوم مقرر لقوات «سوريا الديمقراطية» على مدينة منبج شمال حلب الواقعة تحت سيطرة تنظيم «داعش». قال مسؤولون أمريكيون في تصريح حصري لوكالة أنباء «رويترز» أمس إن آلاف المقاتلين المدعومين من الولاياتالمتحدة في سوريا شنوا هجوما لاستعادة السيطرة على منطقة مهمة من «داعش» تعرف بجيب منبج عقب أسابيع من الاستعدادات الهادئة. وأكدت «اليوم» في عددها 15579 الصادر بتاريخ 9/ 2 /2016 أن طائرتي شحن مروحيتين وصلتا قبيل وصول العسكريين إلى القرية المذكورة كانتا تحملان أسلحة وذخائر لقوات «سوريا الديمقراطية». والعملية التي بدأت أمس قد يستغرق استكمالها أسابيع وتهدف إلى وقف وصول تنظيم «داعش» إلى الأراضي السورية على طول الحدود التركية، التي طالما استخدمها المتشددون كقاعدة لوجيستية لنقل المقاتلين الأجانب من وإلى أوروبا. وقال أحد المسؤولين العسكريين الأمريكيين «إنها مهمة لأنها آخر مركز لهم» إلى أوروبا. وقال المسؤولون، الذين طلبوا عدم نشر اسمائهم إن عددا صغيرا من قوات العمليات الخاصة الأمريكية سيدعم الهجوم على الأرض وإن تلك القوات تعمل كمستشارين وتبقى بعيدة عن خطوط المواجهة. وأضاف المسؤولون «سيكونون على مقربة بقدر احتياج (المقاتلين السوريين) لاستكمال العملية. لكنهم لن يشاركوا في قتال مباشر». وستعتمد العملية أيضا على دعم الضربات الجوية للتحالف، الذي تقوده الولاياتالمتحدة، وكذلك مواقع القصف البرية عبر الحدود في تركيا. وقال المسؤولون إن العملية ستضم في أغلبها عربا سوريين بدلا من القوات التابعة لوحدات حماية الشعب الكردية، التي ستمثل نحو خمس إلى سدس القوة بالكامل. وربما تكون العملية ضرورية لتركيا. وتعتبر أنقرة مقاتلي وحدات حماية الشعب السورية الكردية جماعة إرهابية وثار غضبها من الدعم الأمريكي للمقاتلين الأكراد في معركتهم على «داعش» في سوريا. وتشعر تركيا بالقلق لتقدم القوات الكردية على امتداد حدودها وتعارض فكرة سيطرة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية على جيب منبج. وتسيطر الوحدات الكردية بالفعل على قطاع متصل من الحدود بطول 400 كيلو متر. لكن المسؤولين قالوا لرويترز إن وحدات حماية الشعب الكردية ستقاتل فقط من أجل المساعدة في طرد «داعش» من المنطقة المحيطة بمنبج. وأشارت خطط العمليات إلى أن المقاتلين السوريين العرب هم الذين سيعملون على بسط الاستقرار في منبج وتأمينها بمجرد طرد «داعش». وقال المسؤولون «بعد أن يسيطروا على منبج. الاتفاق ألا تبقى وحدات حماية الشعب الكردية... ولذلك ستكون القوات العربية تسيطر على أراض عربية تقليدية». وأضافوا أن تركيا تدعم الهجوم. وتأتي العملية قبيل تقدم المقاتلين السوريين المدعومين من الولاياتالمتحدة في نهاية الأمر صوب مدينة الرقة معقل «داعش» في سوريا والهدف الرئيس في سوريا لخبراء التخطيط العسكري الأمريكيين. وقال المسؤول العسكري الأمريكي إن حرمان «داعش» من جيب منبج سيساعد في عزل المتشددين ويقوّض أكثر قدرتهم على توصيل الإمدادات إلى الرقة. ووافق الرئيس الأمريكي باراك أوباما على إرسال نحو 300 فرد من القوات الخاصة الأمريكية للعمل على الأرض من مواقع سرية داخل سوريا للمساعدة في التنسيق مع المقاتلين المحليين في قتال «داعش» هناك. من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات «سوريا الديمقراطية» تمكنت خلال ال 24 ساعة الماضية من السيطرة على 16 قرية ومنطقة على الأقل بريف حلب الشمالي الشرقي. وقال المرصد إن من ابرز هذه القرى الحالولة والشيخ عبيدات ورميلات والحمادات، حيث تحاول قوات «سوريا الديمقراطية» التقدم للسيطرة على مدينة منبج وطرد «داعش» منها. وأشار المرصد إلى أن غرب نهر الفرات ومحيط منطقة سد تشرين بريف حلب الشمالي الشرقي يشهدان اشتباكات متفاوتة العنف بين قوات «سوريا الديمقراطية» المدعمة بطائرات التحالف الدولي من جانب، وتنظيم «داعش» من جانب آخر، بالتزامن مع قصف يستهدف مواقع وتمركزات التنظيم في ريف منبج، وضربات للتحالف الدولي على مواقع للتنظيم في المنطقة. صورة ضوئية لما نشرته « اليوم»