أكدت مصادر متطابقة وصول عشرات العسكريين الأمريكيين إلى شمال وشمال شرق سوريا خلال الساعات الماضية لتدريب المقاتلين الأكراد على التحضير لعمليات مرتقبة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي خصوصاً في معقله في محافظة الرقة شمالاً. وأفاد مصدرٌ من وحدات «حماية الشعب» الكردية بوصول مدرِّبين أمريكيين إلى مدينة كوباني في محافظة حلب (شمال)، موضِّحاً أن «مهمتهم التخطيط لمعارك جرابلس والرقة (شمال) والتنسيق مع طيران الائتلاف الدولي والقوات على الأرض». في السياق نفسه؛ أبلغ الصحفي الموجود في كوباني، مصطفى عبدي، عن «وصول ما بين 20 و30 مدرِّباً أمريكياً، بينهم ضباط، إلى المدينة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية». ووصفهم ب «مجموعة استطلاع» وب «الدفعة الأولى» من الأمريكيين الذين يُفترَض أن يدرِّبوا المقاتلين الأكراد ويساعدوهم في التحضير للعمليات ضد «داعش» في جرابلس والرقة. وتحدَّث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «وصول أكثر من 50 مدرِّباً أمريكياً إلى شمال وشمال شرق البلاد»، لافتاً إلى وصولهم خلال اليومين الماضيين على دفعتين عن طريق تركيا وكردستان العراق. وذكر مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، أن «أكثر من 30 منهم موجودون حالياً في كوباني، أما المجموعة الثانية فتوجد في محافظة الحسكة (شمال شرق)، على أن يتجمعوا في كوباني لاحقاً لتدريب قوات سوريا الديمقراطية في التحضير لهجوم مرتقب في الرقة». و»قوات سوريا الديمقراطية» عبارة عن ائتلاف من فصائل كردية وعربية أُعلِنَ عنه في 12 أكتوبر الفائت لمقاتلة «داعش». ويضم هذا الائتلاف فصائل عدة أهمها وحدات «حماية الشعب» الكردية، ووحدات «حماية المرأة» الكردية، والتحالف العربي السوري، وجيش الثوار، وغرفة عمليات بركان الفرات، وقوات الصناديد، وتجمع ألوية الجزيرة والمجلس العسكري السرياني. وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أعطى في نهاية أكتوبر الضوء الأخضر لنشر 50 جندياً على الأكثر من القوات الخاصة داخل سوريا في دور استشاري وغير قتالي. وقبل أسابيع؛ أعلنت واشنطن أنها ألقت جواً ذخائر في شمال سوريا لمساندة مقاتلين من المعارضة يتصدون لتنظيم «داعش»، في إشارةٍ إلى «قوات سوريا الديمقراطية». وبحسب الصحفي عبدي؛ فإن «الطائرات الأمريكية ألقت ثلاث دفعات من الأسلحة في شمال وشمال شرق البلاد منذ تشكيل قوات سوريا الديمقراطية لدعمها في معاركها خصوصاً في ريف الحسكة الجنوبي».