المبادرة بتكريم المبدعين عمل فاعل تقوم به الدول المتقدمة لإثراء مجتمعاتها؛ فالمبدعون باختلاف جنسياتهم هم سر نجاح الابداع، ومن هذا المنطلق قامت المبادرة الوطنية السعودية للإبداع يوم الاحد الماضي برعاية صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل بتكريم رواد من المبدعين والمبدعات، ممن كان لهم المساهمة الواضحة في تشكيل المشهد الإبداعي في العديد من المجالات، وقد تم اختيار تسعة أسماء انطبقت عليها معايير الجائزة التي أخذت في اعتبارها عوامل السبق والتجربة والتحديات، بالإضافة إلى عامل الإبداع والذي كان من أولى المواصفات. «اليوم» التقت بعدد من المكرمين الذين أعربوا عن سعادتهم البالغة بالجائزة وما تعكسه من قيمة ابداعية. الدعم والاهتمام بداية تحدث عضو اللجنة الاستشارية للجائزة صالح عبدالله بوقري قائلا: «نظرا لقناعة المؤسسات الوطنية الحكومية منها والأهلية بضرورة النهوض بالمشهد الإبداعي في المملكة، وانطلاقا من الدعم والاهتمام الدائم من الدولة الكريمة متمثلة في خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- واستشعارا من هذه المؤسسات بمسؤوليتها الوطنية، فلقد قام صندوق تنمية الموارد البشرية برعاية هذه المبادرة إلى جانب الهيئة السعودية للإعلام المرئي والمسموع، بالإضافة إلى مشاركة جامعة التكنولوجيا والأعمال ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية. وتابع قائلا: وجائزة بارق للابداع تنطلق في موسمها الاول.. وعدد المكرمين تسع شخصيات، وهذه المبادرة بدأت منذ ثلاثة أشهر بموسم إبداعي واسع النشاط وعريض الفعاليات على مستوى المملكة، اذ تم تدشين فعاليات ورش العمل والتي كان منها التفكير الإبداعي الاجتماعي، العمارة والتصميم الحضاري، الصحافة، التصوير، تصميم مواقع الانترنت، الديكور، النسيج، السياحة، إدارة العلامات التجارية، تصميم الأزياء وغيرها على اثني عشر أسبوعا. بارقة أمل وكان من اوائل المكرمين صاحب الصوت الجهوري الرخيم، والذي تعودنا على سماع صوته عبر الأثير لعقود طويلة، الإعلامي الكبير الدكتور حسين محمد يعقوب نجار، والذي عرف بشخصيته المحبوبة في أوساط السعوديين. وعن هذا التكريم، قال: أتى هذا التكريم لمسة وفاء أعتز بها وجائزة بارق تظل دائما على رأسي؛ لأنها تجسد المعنى الحقيقي للإبداع، وتعطي للأجيال القادمة بارقة أمل بأن كل مبدع وكل منتج وكل معط سوف يجد ما يستحقه من الثناء اللفظي والثناء المعنوي الذي يبقى في قلوب عشاق الابداع في المجالات التى يفخر بها الوطن. ويتابع: الجائزة تعتبر نافذه يطل من خلالها المبدعون الذين يعملون بروح الابداع والعطاء لأن عملهم لن يذهب سدى، ولكن سوف يلقى القبول.. ولابد لي من الاشارة الى ان المبدع عندما يقوم بعمله لا ينتظر ثناء ولا ينتظر عطاء مقابل ما يعمل، ولكنه يعمل بمنطلق انه موكل بأن يتقن ما يقوم به من عمل. ويضيف نجار: علينا أن نرسخ في قلوب أبنائنا هذه الروح المتطلعة دائما الى العطاء المتميز الذي لا يقف عند حد الإنجاز فقط، ولكن يتخطى ذلك الى الإبداع خاصة أن المملكة الآن تنطلق الى مجالات التنمية التى لا حدود لها في المستقبل القريب والبعيد. فرحة غامرة وتحدثت الكاتبة والناقدة المسرحية الدكتورة ملحة عبدالله عن القيمة الابداعية التي تحتلها الجائزة على المستوى المحلي وتقديرها للابداع قائلة: تمثل هذه الجائزة زهوا لنا وفرحة غامرة فهي تصدر من مبادرة وطنية تنشد المزيد من الابداع، وتفتح الطريق لمبدعين جدد، فاختارت مجموعة من الرواد لكي يكونوا نبراسا وقدوة، وهذا ما يبعث على الفخر والامتنان.. الجائزة لها فرحة ذات مذاق خاص، وخاصة انها في دورتها الاولى، ولا انسى ان الجائزة منبعها من وطني ومن جهاته ومؤسساته ومن لجان عليا ومحكمين نعتز بهم ونثق فيهم، وهذا ما يعطي المبادرة نفسها قوة انطلاقها.. انا ممتنة لكل من رشحني ولكل من دعمني ولكل من اختارني دون ان يكون لي اي علم مسبق بهم. تحفيز الآخرين فيما أكد الفنان والخطاط ورجل الأعمال الشيخ محمد سالم باجنيد أن الشعوب العظيمة تفتخر بأبنائها المبدعين وتعتز بجهودهم التي يبذلونها للارتقاء بأوطانهم في مختلف المجالات، قائلا عن تكريمه: «هذا التكريم يساهم في تحفيز الآخرين على البذل والعطاء حتى يزدهر الوطن وترتقي الأمة، ومن ثم تتحقق الأهداف الكبيرة التي نطمح إليها جميعا، والشكر والتقدير موصول الى القائمين على هذه الجائزة التي انتهجت هذا النهج الحميد تقديراً منها لعطاء هذه العقول النيرة، وإيماناً بأن الاحتفاء بالمبدعين واجب، فلهم بالغ الشكر والامتنان على ما تولونه للثقافة والمثقفين من اهتمام ودعم وما تبذلونه من جهد متواصل لدعم الحركة الفكرية والأدبية والفنية من أجل نشر ثقافتنا الزاخرة بالقيم والمبادئ الإنسانية الراقية. تقدير المبدعين وينضم الى قائمة التكريم عميد التصوير الفوتوغرافي في السعودية الفنان حامد شلبي، الذي عبر عن سعادته قائلا: لا يسعني هنا إلا تقديم الشكر للقائمين على هذه الجائزة التي تحرص على تقدير المبدعين.. وتكريمهم لنا دليل على دعمهم لمسيرتهم في خدمة الوطن، والمشاركة في تشجيع المبدعين. لفتة كريمة فيما قال التشكيلي عبدالله ادريس الذي بدأ بالرسم منذ 35 عاماً: «أشكرالقائمين على الجائزة وهذا التكريم.. وهي لفتة كريمة وبادرة للاهتمام بالابداع والمبدعين، وهذا يأتي في وقت اصبح لمؤسسات المجتمع المدني دور في التنمية الثقافية والاقتصادية وخدمة المجتمع. ولكن ربما الجوائز والتكريمات ليست فقط حفلات ومهرجانات، فأتمني ان يكون لها بعد ودور آخر في الاهتمام بتنمية ورعاية الثقافة والفن والابداع والمبدعين؛ لأنهم مرآة لحضارة الأمم ومقياس لمستوى الوعي والثقافة للمجتمع.