أوضح وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر مؤخراً أن جائزة الدولة التقديرية للآداب في طريقها للعودة، وأن هناك جوائز تشجيعية في كل حقول الثقافة والفنون، وكانت الجائزة قد انطلقت عام 1983م، وتوقفت بعد عامين من انطلاقها، ووصف عدد من المثقفات والمثقفين ل(ثقافة اليوم) الإعلان عن بواكير عودة الجائزة بأنه حلم ثقافي، طالما حلم به المبدعون، لما لهذه الجائزة من دعم وإثراء وتعزيز للإبداع في مشهدنا الثقافي المحلي، ولما ستعكسه على المستوى الإبداعي من فاعلية وتعزيز وتكريم واحتفاء. نائب الرئيس النادي الأدبي الثقافي بالرياض الدكتور عبدالله الوشمي وصف الإعلان عن عودة هذه الجائزة بمثابة الحلم الذي يعزز من حضور الحركة الثقافية في بلادنا،مشيرا إلى أن عودة الجائزة مما سيضاعف من دعم الإبداع المحلي في مشهدنا الثقافي. عبدالله السميح. يقول د. الوشمي: إن جائزة الدولة التقديرية للآداب حلم للحركة الثقافية، وقد كانت وزارة الثقافة والإعلام أحد الحالمين والمطالبين بهذه الجائزة، وقد أثمرت الكتابات وجهود الوزارة في صدور الموافقة السامية الكريمة على نظام منحها. وأضاف د. عبدالله قائلا: أنا شخصيا أنظر إلى هذه الجائزة من جانبين، الأول: تعد امتداداً عريقاً لوعي اجتماعي بمسؤولية الثقافة، فالثقافة لا تأخذ فقط وإنما تعطي - أيضا - كل من استحق العطاء، أما الجانب الثاني: ما تعنيه وما تتركه من أثر كبير، فهذه الجائزة والجوائز الأخرى لها بالغ الأثر المعنوي على الوسط الثقافي المحلي من ناحية الاجتهاد من نواح عدة لعل من أبرزها الاجتهاد في التأليف، والإبداع، والتراكم المعرفي. محمد الحميد كما أكد د.الوشمي على ما تمثله الجوائز التي ينعم بها مشهدنا الثقافي، مشيرا على ما لدينا من جوائز كبيرة وعالمية، منوها بأن جائزة الدولة التقديرية للآداب التي تمنحها الدولة لمثقفيها قد تأخرت فترة، إلا أنها اليوم تلوح في أفق مشهدنا الثقافي بعد أن تمت الموافقة عليها، مؤكدا على أن هذا يدعونا إلى أن نطالب الجهة المعنية بأن تتكامل جهود لجانها في ضبط مسيرة هذه الجائزة الحلم للثقافة والمثقفين في بلادنا. أما الكاتبة والشاعرة الدكتورة ثريا العريض فقد وصفت سماع خبر عودة الجائزة بمنتهى السعادة، لما ستضيفه هذه الجائزة إلى ساحتنا الثقافية، ولما ستذكيه من جذوة الإبداع ولما ستعززه من تكريم لكل من استحق بإبداعه أن يكون أهلا لهذه الجائزة القيمة. ووصفت د. العريض الإعلان عن عودة جائزة الدولة التقديرية للآداب قائلة: تعد الجائزة دعما سخيا وفاعلا في دعم المبدعين، والارتقاء بالإبداع في بلادنا، فهي دعوة للتميز في الإبداع والنشر، وهي دعوة إلى أرباب الحرف بأن يكونوا أكثر اقتدارا ومسؤولية تجاه ما يضيفونه إلى أسمائهم من نتاج ثقافي. وأشارت د.ثريا إلى أن مشهدنا الثقافي المحلي قادر على تقديم من يستحق مثل هذه الجائزة القيمة، مشيرة إلى أن ساحتنا الثقافية فيها من المبدعين من يستحقون جوائز تقديرية وتشجيعية ومكافآت، لما أثروا به المشهد الثقافي المحلي من أعمال إبداعية في حقول إبداعية شتى. عبدالمحسن القحطاني وختمت د. العريض حديثها فقالت: عندما نتحدث عما يمنح من جوائز في بلادنا للمبدعين في مجالات الثقافة المختلفة، فهذا يعني أن هناك من حملوا مسؤولية الإبداع، فالمبدع الحقيقي هو من يطالب نفسه بالإبداع في كل ما ينتجه، إلا أن حصول المبدع على جائزة بهذا القدر وبهذا المقدار، تعد تتويجا لمسيرة إبداع، واعتراف بتميز مبدع، مما سيكون لهذه الجائزة مكانها ومكانتها في دعم مسيرة الثقافة والآداب، ومما سيعزز من حضور المبدعين الحقيقيين وسيضفي على إبداعهم التكريم والاحتفاء. من جانبه رأى الكاتب والأديب محمد الحميد رئيس نادي ابها الادبي سابقا أن خبر عودة الجائزة خبر سار لجميع المبدعين في المملكة ولاسيما في مجالات الشعر والسرد وغيرها من الفنون الأدبية والفكر والثقافة بوجه عام ،وعندما يكرم الأديب والمفكر يكون هذا حافزا لمزيد من الإبداع والمبدعين حينما يجدون قيمة لجهدهم وعطائهم،وهذا مما هدفت إليه الجائزة منذ بدايتها في عهد الملك فهد وقد توقفت لمسببات كثيرة ولكن حين تعلن الوزارة عن عودة الجائزة للساحة فهذه خطوة بناءة لحكومة خادم الحرمين الشريفين لإعطاء هذه النخب من أبناء الشعب حقها من الرعاية والاهتمام ، وليس غريبا على الحكومة والشعب السعودي الاحتفاء بالأدباء من الجنسين والذين يتميزون بطاقة فكرية وثقافية عالية، فأبارك للساحة الثقافية هذا الخبر. أما رئيس نادي جده الأدبي الأديب عبدالمحسن القحطاني فقال:جائزة الدولة هي أمنية لكل مثقف وأديب وعودتها للحراك تحرك المشهد الثقافي السعودي ، فلا شك بأننا فرحنا عندما صدرت للمرة الأولى والثانية وكان هناك محاولات للعودة ،وما هذه المحاولات إلا للسعي لتقنينها ووضعها في آلية لتسمو وتنمو وتكبر . وكلنا أي المثقفين نتطلع لهذه الجائزة لأنها مكافأة واعتراف وتقدير وتحميل مسؤولية، فالجائزة تعتبر جامعة لجميع الأبعاد.حيث أن تكريم فرد شرف واعتراف بجهوده من مؤسسات ولجان مهتمة، وتتويج لمسيرة المثقف العلمية وتقدير وإحساس بأن صاحب الكلمة يلهث ويتعب ويحتاج لأن يقال له أحسنت. فأتمنى أن تكون الجائزة عملاقة وأن توضع لها آليات وتكثف الجهود العلمية وتبتعد عن الأهواء ،فالمؤسسات العلمية هي التي تقول كلمتها والدولة هي التي تقدر الجهود فالجائزة تقديرية وهي تختلف عن التشجيع وهناك فرق. أما الأديب والشاعر عبدالله السميح فقال: أن عودة الجائزة التقديرية للآداب تمثل حافزا وداعما للحركة الثقافية ، وحضورا يراكم التجربة الإبداعية والأدبية والفكرية في المشهد الثقافي . فنحن نعلم أن الجوائز الخاصة التي تقدمها المؤسسات ساهمت في دعم الحركة الثقافية، ولكن عندما تعود جائزة الدولة بما لها من ثقل ..تكون محصلة معنوية للمبدعين والأدباء وتتخذ بعدا وطنينا وثقافيا مهما، والدولة بهذه الجائزة تؤكد دعمها للمثقفين ودورها في تحفيزهم ليمثلوا دورهم الحقيقي الذي يجسد حقيقتهم في صياغة الهوية الفكرية والوطنية والثقافية.