بعد أيام معدودة يشرفنا شهر الخير والبركة.. هذا الشهر الكريم الذي نطلب من المولى عز وجل أن يجعلنا فيه ممن تشملهم الرحمة والمغفرة والعتق من النار.. من المظاهر الطيبة التى تكون في شهر الخير مخيمات الإفطار التي تقام في الكثير من الأماكن والتي تجسد الطيبة وحب الخير والألفة والمحبة في مجتمعنا للجاليات الاسلامية وغيرهم من العاملين في بلادنا، حيث تقام تلك المخيمات في بعض الأحياء أو بالقرب من المساجد ويقدم فيها الإفطار.. وذلك بلا شك عمل طيب ومطلوب وفيه الخير.. مجتمعنا ولله الحمد مجتمع معطاء غير أن ما نقوم به ينقصه أهم مقومات التواصل البشري ذلك هو تفعيل العواطف والتعامل بالمشاعر. مع بداية شهر رمضان يسعى القائمون على المخيمات الرمضانية بالتعاقد مع المطاعم لتأمين وجبات الإفطار الرمضاني وإيصالها إلى المواقع ويتوافد الصائمون من كل الجنسيات ولكن للأسف لا يكون هناك وجود لأي سعودي في أغلبية تلك المخيمات وخاصة التي في الأحياء.. الأكل والشرب ربما لا يكون هو المهم للأشقاء الأجانب في مخيمات الإفطار الرمضانية أكثر من أهمية وجودنا معهم بمشاعرنا وأحاسيسنا الانسانية التي تعبر بصدق عن طبعنا وطبيعة مجتمعنا المسلم، فعندما نشاركهم الطعام ونرحب بهم ونخدمهم ونستمع لهم ونشعرهم باحترامنا وتقديرنا فذلك بالتأكيد سيكون له الأثر البالغ والتأثير المباشر الذي يعينهم في غربتهم ويبقى في ذاكرتهم ليتحدثوا به لأهلهم في أوطانهم، وهو أيضا ما ستكون نتائجه أبلغ من التوجيه والنصح المباشر المتبع في بعض الأحيان.. وفي المقابل سيكون درسا مهما من الكبار للأبناء في احترام الآخرين وتقدير مشاعرهم والمساهمة في خدمتهم. هناك من يقول إننا لا نستطيع أن نسوق لأنفسنا.. نفعل ولا نتفاعل.. لذلك لا يكون لما نقدم أي قيمة لأننا نتجاهل دور المشاعر في العلاقات الإنسانية مع أننا نردد في أمثالنا الشعبية «لاقيني ولا تغديني» الذي يعني أن حرارة اللقاء والترحيب والاحترام والكلمة الطيبة والتقدير والابتسامة أهم من أي شيء آخر.. إذًا دعونا نتفق على أن مخيمات الإفطار الرمضانية لا تمثلنا لأننا لا نتواجد فيها!!