قد تكون هذه المعلومة صادمة لكنها الحقيقة الواقعة، فإن دولة بنجلاديش بشبه الجزيرة الهندية، تعيش حالة من الفقر الدعوي لا سيما الكتب الإسلامية باللغة البنجلادشية، ولأن معظم المجتمع لا يتحدث إلا هذه اللغة، فكان هذا أكبر دافع للمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بمحافظة الأحساء لسبر أغوار هذا المجتمع والولوج إليه بغية الارتقاء بالجالية البنغالية في المملكة والانطلاق إلى نشر هذا العلم في بلدهم الأم نظراً لحاجتهم الشديدة إليه. حاجة ماسة وقد تفرد المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالأحساء بإصدار ترجمة لكتاب مختصر الفقه الإسلامي للشيخ محمد بن إبراهيم التويجري باللغة البنغالية بإشراف ومراجعة الداعية بالمكتب -البنجلاديشي الجنسية- الشيخ محمد سيف الدين بلال خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. ويقول بلال: «إن المكتبة البنغالية لا يوجد بها كتاب شامل يحتوي على جميع أبواب الفقه مدعماً بالأدلة مثل مختصر الفقه الإسلامي بل توجد كتب متفرقة ولا تحتوي على الدليل الشرعي من الكتاب والسنة لذا تم اختيار هذا الكتاب، وقد أخذ منا ست سنوات لترجمته بمساعدة بعض طلاب العلم في بنجلادش وفي الرياض. صعوبات الترجمة ويحكي بلال عن أبرز الصعوبات التي واجهته في الترجمة، قائلا: «ولله الحمد لم توجد صعوبة في الترجمة إلا في نقل المصطلحات الإسلامية من العربية للغة البنغالية ولقد اجتهدت عليه حتى أخرجته بمصطلحات مفهومه للجميع لأني لم أعتمد على الترجمة الحرفية، وصعوبة أخرى واجهتني في التعديلات المستمرة للمؤلف حيث يلزمني تعديل ما لا يقل عن 200 صفحة في كل طبعة للكتاب». أصداء المشروع ويضيف بلال: «أنا سعيد جداً بترجمة هذا الكتاب الذي يُعتبر موسوعة فقهية باللغة البنغالية وبطباعة 5000 نسخة للكتاب وهناك الكثير من يشكرني على ترجمتي الوافية المُبسطة سهلة الفهم للجميع، وبفضل من الله انتشر صداه في أنحاء متعددة من العالم وليس في بنجلادش فقط حيث طلبه الكثير في أوروبا وممن يعمل بالمملكة أرسلوا نسخا لذويهم في بلادهم، وهناك من يتلهف للحصول عليه ولو بمقابل مادي، ولقد طلب أحد المبتعثين طباعته في بنجلادش لكن نظراً لظروف البلاد هناك وغلاء الورق تأجلت طباعته». أما عن خططه المستقبلية لإصدارات أخرى، فيقول ان لديه رغبة في ترجمة مختصرة لمعاني القرآن الكريم وفي إصدار كتيبات دعوية مثل فوائد سورة الفاتحة وسيقوم بطباعتها فوراً حالما وجد الدعم. خبرات عززت هذا الإنجاز ولم يأت هذا التميز وهذا الإنجاز إلا بتضافر جهود منسوبي المكتب وفي مقدمتهم المدير العام المهندس عبدالرحمن بن سليمان الجغيمان التي كانت رؤيته في ترجمة الكتاب تكمن في تعزيز العلم الشرعي لمسلمي بنجلادش البالغ عددهم 130 مليون نسمة بالإضافة إلى المتحدثين باللغة البنغالية في الهند الذين يبلغ عددهم وحدهم أكثر من 100 مليون نسمة ليصل عددهم إلى 230 مليون نسمة تقريباً، واستثماراً لوجود داعية متمكن في العلم الشرعي مثل الشيخ سيف الذي عمل بالمكتب منذ 16 عاماً جاءت فكرة ترجمة هذا الكتاب. مما يذكر إن الكتاب تُرجم في مجلدين يحتويان 2352 صفحة وقامت بطباعته دار التدمرية وبسعر زهيد يبلغ 55 ريالا فقط لباغي الخير. الكتاب مهم في تأصيل الفقه لغير الناطقين بالعربية