ستظل مباراة الهلال ولوكوموتيف الأوزبكي التي ستقام يوم بعد غد الثلاثاء على ملعب الفريق الثاني في طاشقند المنعطف الأخير للفريق الهلالي في دوري أبطال آسيا. وستظل حظوظ ممثل الكرة السعودية قائمة بعد أن تم التخلص من الكابوس الجاثم على صدر الفريق. أقصد المدرب اليوناني دونيس. ذلك المدرب الذي كان يتلقى الإشادة والمديح من الأضداد حتى يستمر في تدمير الفريق لأطول فترة ممكنة. رحل دونيس ومعه كل ذكرياته الحلوة والمرة وبقي الفريق. ولست بصدد مناقشة اخفاقات وتخبطات دونيس فقد أصبح ماضيا شأنه في ذلك شأن عشرات بل مئات المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الفرق والمنتخبات السعودية ولم يتركوا بصمة سوى الدكتاتورية في اتخاذ القرار والعناد والخبيص في قيادة الفريق. الجماهير الهلالية تنتظر مرحلة ما بعد دونيس وهي مرحلة قصيرة جدا لا تحتمل أي حلول. ولن أقول إن الفريق الهلالي بصدد تحقيق إنجاز عندما يوفقه الله ويتخطى مضيفه لوكوموتيف الأوزبكي ويتأهل للدور ربع النهائي من بطولة دوري آسيا. فالمألوف والواقع والتاريخ والخبرة والتمرس الميداني في مثل تلك البطولات كلها عوامل ترجح كفة الهلال للتواجد في هذا الدور. ولكن كل تلك العوامل لا تكفي لأن يتأهل الهلال لتلك المرحلة؛ لأنها عوامل نظرية. والأمر يحتاج لعوامل ميدانية هي بالمقام الأول بأيدي لاعبي الهلال أنفسهم. بعد أن تم التخلص من أهم عامل كان سيقف حائلا بينه وبين التأهل للدور ربع النهائي وهو المدرب دونيس. يجب أن تظهر بعدها فراسة اللاعبين والتي تتمثل في يقظة فهد الثنيان والتنظيم الدفاعي في الخلف والفاعلية المنتظرة من لاعبي خط الوسط في الشقين الدفاعي والهجومي والخطورة المتوقع أن يحدثها خط الهجوم خاصة في حالة عودة الهداف الأكبر والأبرز ناصر الشمراني. يجب أن يفهم نجوم الهلال من هذا الجيل أن طموح فريقهم لا يقف عند التأهل لدور الثمانية في بطولة هو يحمل لواءها والأرقام كلها تؤكد أن الهلال من أكثر الفرق الآسيوية فاعلية في البطولة. لذلك هو نادي القرن الآسيوي وهو نادي العقد الأخير. الهلال وهو ينازل لوكوموتيف على أرضه وبين جماهيره ليس في مهمة مستحيلة وإن كانت صعبة جدا، فالهلال في بطولة سابقة وفي نفس الدور تجاوز هذا الفريق ذهابا وإيابا. وحتى نتيجة الذهاب في الرياض وإن لم تكن ممتازة فهي جيدة حيث يدخل الفريق الهلالي بفرصتي الفوز أو التعادل الإيجابي. لذلك الهلال بقليل من التركيز والروح العالية والإصرار على تحقيق الفوز سيعود بحول الله لأرض الوطن ببطاقة التأهل. وهذا لن يتم ما لم يقل اللاعبون كلمتهم داخل أرض الملعب. بعد أن أصبحت كل الأمور بأيديهم وبعد أن انتهى دور الأمور الإدارية والتدريبية وحتى الجماهيرية؛ لكون الفريق يلعب خارج ميدانية. يجب أن يستشعر لاعبو الهلال خطورة موقف فريقهم وأنه الممثل الوحيد للكرة السعودية بعد أن غادرت ثلاثة فرق سعودية في الأدوار التمهيدية. يجب أن يستشعر لاعبو الهلال أهمية المباراة وأنها النفق الضيق للمرور ومواصلة المشوار وتحقيق الأمل الذي طال انتظاره. قبل الوداع.. دخل الصيف ودخلت معه الصفقات المدوية الوهمية وأكاد أجزم أن معظم تلك الصفات وهمية. لذلك سينشط هواة السبق الصحفي الوهميين وخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومعظمهم يختبئون تحت غطاء الأسماء المستعارة. لذلك أقول لجماهير الأندية السعودية لا تأخذوا الأخبار من هؤلاء ولا تصدقوهم خاصة وأن أنديتكم تعاني من ضائقة مالية وديون متراكمة. لا تصدقوا أي صفقة مال يعلن عنها عبر المراكز الإعلامية الرسمية وكل ما سينقله لكم هؤلاء ما هو إلا فقاعة صابون ما تلبث أن تنفجر بمجرد طيرانها في الهواء. خاطرة الوداع.. انتهى الموسم ولم يتبق إلا مسك الختام والعرس الأكبر ونحن بالانتظار.