التقدم التقني الذي يشهده العالم اليوم سلاح ذو حدين، فمع كونه يوفر للفرد سُبل الراحة والرفاهية، إلا أنه جعل الكثير منا يركن إلى الراحة، فلا يبذل من الجهد إلا القليل مما كان له آثار سلبية كثيرة على صحة الكثيرين، وفي مقدمتها زيادة الوزن والتي جلبت على الإنسان أمراضًا كثيرة، منها أمراض القلب والسكر وغيرها؛ نتيجة تراكم الدهون الثلاثية والكوليسترول التي تتسبب في انسداد الشرايين والجلطات وضعف عضلة القلب، بل والوفاة أيضا، لذلك فإن الأمم الحية والمجتمعات المتقدمة لا تنتظر حتى يحصل المرض، بل تتخذ إجراءات وقائية كثيرة قبل حصوله، أهمها توعية الناس بضرورة ممارسة الرياضة وتوفير الأماكن المناسبة لمزاولتها، وإتاحة أماكن الترفيه، بل وصل الأمر أن أوجدت هذه المجتمعات وزارة للرياضة تقديرًا لأهميتها في حياة المواطنين. ويجيء ذلك من أجل المحافظة على صحة الإنسان الذي هو أهم ثروات الوطن، وأهم مداخلات الإنتاج والمستهدف بكل خطط التنمية ومشاريعها، بل إن ذلك أصبح معيارًا لتقدم الأمم وتحضرها وتطورها. ولقد كانت عناية الدولة - أيَّدها الله - بصحة المواطن وكذلك رعاية ولاة الأمر للحركة الرياضية واهتمامهم بها منذ مرحلة مبكرة من نشأتها، فاعتنت وزارة المعارف قديمًا وبعدها وزارة التعليم بالرياضة المدرسية، وأنشأت الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وخصصت الميزانيات للأندية وشيدت البنى التحتية والملاعب في كافة أرجاء الوطن. كما أن عناية رؤية المملكة (2030) التي أقرها مجلس الوزراء بالرياضة والتخطيط لرفع معدل ممارسة النشاط الرياضي في المجتمع ليصل إلى مليون رياضي سعودي ممارس بنسبة 40% خلال (15) عاما من الآن بدلا من 14% كما هي حاليا، وقد كان ذلك واضحا بما ورد في هذه الرؤية (إن النمط الصحي المتوازن يعد من مقومات (جودة الحياة)، ويأتي الآن دور المؤسسات والجهات ذات الصلة بتحقيق هذه الرؤية وممارستها وتطبيقها وتوظيف الإمكانيات المادية البشرية التوظيف الأمثل، ولا شك في أن المؤسسة التعليمية ممثلة في وزارة التعليم والإدارات العامة بالمناطق ومكاتب التعليم في المحافظات وصولا إلى القيادات المدرسية كل هؤلاء عليهم مسؤولية عظيمة في الاستراتيجية الوطنية للمرحلة القادمة، والتي تمثلها رؤية المملكة (2030) لتكون واقعًا ملموسًا ندركه جميعا ونجني ثماره بإذن الله. مدير مكتب التعليم بمحافظة القطيف