كشفت مصادر في صفوف الانقلابيين ل«اليوم» عن تفاهمات بين تنظيم القاعدة الإرهابي ومليشيات الانقلاب الحوثية ومساعدي المخلوع صالح، للإفراج عن دفعة جديدة من عناصر التنظيم الموجودين في السجون بصنعاءومحافظات أخرى تقع تحت سيطرة الانقلابيين. وقالت المصادر إن الصفقة على وشك الإتمام بين الطرفين وتشمل إطلاق عناصر من المليشيات، ومن وحدات جيش المخلوع الأسرى لدى القاعدة، وذلك بموجب صفقة تبادل ليست الأولى بين الطرفين. فيما أكدت مصادر أن 50 عنصرا من التنظيم أطلق سراحهم من سجن المخابرات بصنعاء، قبل أيام في صفقة تبادل مع مليشيات الحوثي والمخلوع مقابل الإفراج عن 48 من الطرف الانقلابي، وبموجب ذلك سيتم الإفراج عن جميع سجناء تنظيم القاعدة في صنعاءوالمحافظات التي تخضع لسيطرة الانقلابيين، وسبق لارهابيي القاعدة المفرج عنهم في هذه الصفقة، أن تم اعتقالهم قبل سنوات بموجب تنسيق يمني ودولي ضمن عمليات مكافحة الإرهاب الدولي. ودرج المخلوع صالح ومساعدوه على استغلال ورقة القاعدة والجماعات الإرهابية لإرباك عمليات التحالف المساند للشرعية في اليمن ضد الانقلابيين وذلك من خلال تسريح عناصر التنظيم من سجون عدن وتعز وحضرموت وشبوة ومنحهم دعما لوجستيا للسيطرة على مناطق في حضرموت وأبين ولحج وشبوة. التحالف يدشن تحرير المدن وينفذ التحالف عمليات عسكرية كبيرة لتطهير المناطق اليمنية التي تمركز فيها تنظيم القاعدة الإرهابي منذ الشهر قبل الماضي، حيث تمكن التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية من تحرير كامل حضرموت ومناطق في عدن وعاصمة محافظة لحج من وجود التنظيم الارهابي، في عمليات واسعة شاركت فيها قوات الجيش الوطني وفصائل المقاومة. وأثارت عمليات التحالف لتطهير مناطق اليمن الشرقيةوالجنوبية من تنظيم القاعدة غضب الانقلابيين الذين ينسقون معها لتهريب النفط والسلاح عبر السواحل الشرقية لليمن من حضرموت وشبوة وصولا إلى البيضاء وذمار وحتى صنعاء. ويستعد تنظيم القاعدة حاليا لمغادرة محافظة أبين القريبة من محافظة عدنجنوبي البلاد بعد الحملة العسكرية القوية التي نفذها التحالف في حضرموت وانتهت بتحرير المحافظة الأكبر من حيث المساحة في اليمن من القاعدة خلال اقل من 3 أيام في عملية نوعية وقياسية قادتها المملكة العربية السعودية عبر نخبة متنوعة من تشكيلات قواتها العسكرية بحرية وجوية وبرية وبتنسيق مع الجانب الأمريكي. رفض الانقلابيون الحرب على القاعدة وقبل يومين فقط أعلن وفد الانقلابيين الى محادثات السلام بالكويت، وبشكل صريح رفضهم العمليات العسكرية التي تنفذها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ضد الجماعات الارهابية في جنوب وشرق اليمن. واعتبر وفد الانقلابيين العمليات العسكرية في حضرموت ضد القاعدة، اعتداء على الشعب اليمني كما قال حمزة الحوثي عضو وفد الانقلابيين في مؤتمر الكويت للحوار بين الشرعية والانقلابيين، وتكررهذا الموقف على لسان عدد كبير من قادة الانقلاب في داخل اليمن وخارجها، وكان المخلوع صالح ابرز من تبنى موقفا معارضا للحرب على الجماعات الارهابية في شرق وجنوب اليمن، واستهجن أطياف المجتمع اليمني موقف الانقلابيين، ويكمن السبب في موقف الانقلابيين وحلفائهم هذا، لفقدان المخلوع صالح ومليشيات الحوثي حليفا مهما لهم في شرق اليمن، كان يوفر لهم دعما لوجستيا في حربهم ضد الشرعية. واستخدم المخلوع صالح عبر اذرعه الأمنية والعسكرية والاجتماعية تنظيم القاعدة وجماعات الإرهاب كورقة مهمة في محاولة منه للصمود امام ضربات التحالف العربي المساند للشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية. الانقلاب والإرهاب وجهان لعملة واحدة وعمد المخلوع صالح وحلفاؤه مليشيات الحوثي الى تسويق انقلابهم والتبرير له نهاية عام 2014، على انه لمحاربة الارهاب والقاعدة ومنع سقوط اليمن في ايدي الجماعات الإرهابية، غير ان مجريات الاحداث على الأرض كانت ترسم واقعا مغايرا لهذا التبرير، وكما هو معروف فقد كانت سجون المخابرات في اليمن تأوي أعدادا كبيرة من سجناء القاعدة الذين اعتقلتهم قوات الأمن بضغط امريكي خلال أكثر من عقدين من الزمن. وكانت اول مهمة للمخلوع صالح ومليشيات الحوثي بالتزامن مع اجتياحهم للمحافظات اليمنية منذ مطلع 2015م هو اطلاق السجناء من عناصر القاعدة من سجون المخابرات في عدن وتعز والحديدة وحضرموت، اضافة الى اطلاق مجاميع اخرى من سجون الامن السياسي والامن القومي في صنعاء وتوجيههم عبر اذرع المخلوع الامنية لتنفيذ مشاريع سيطرة في عدد من المحافظات. مشروع رديف في حضرموت وتعتبر محافظة حضرموت النفطية اكبر محافظات اليمن من حيث المساحة، وتمثل ثلث مساحة البلاد، وتقع في نطاقها منطقتان عسكريتان الاولى والثانية، وتتميز بكونها منطقة ساحلية توفر بيئة مناسبة لشق طريق امداد لوجستي للمخلوع صالح ووحدات جيشه الانقلابي، ووقع اختيار المخلوع عليها لتنفيذ مشروعه الرديف للانقلاب، وهو الارهاب، فكان يحتاج للعنصر البشري والسلاح والدعم المالي لتنفيذ المشروع، لذلك قام بإطلاق عناصر القاعدة من سجون المخابرات، كون السجون كان فيها قيادات مهمة في تنظيم القاعدة لتضاف الى الجيوب والخلايا الموجودة على الارض. وكان عنصرالسلاح ايضا موجودا وفي متناول المخلوع، حيث وجه اتباعه في معسكرات مخازن السلاح في حضرموت بإخلاء مواقعهم وتمكين القاعدة من كميات كبيرة من السلاح والمقرات العسكرية، حيث نفذ التنظيم عبر عدد غير كبير من المقاتلين هجمات على هذه المقرات والمخازن، وسيطروا عليها ومن ثم اعلان حضرموت امارة للقاعدة بقيادة سجناء التنظيم، ابرزهم خالد باطرفي القيادي البارز في القاعدة والذي اطلق من سجن المكلا عبر تسهيل من اتباع المخلوع مع مجاميع من الارهابيين، وتبقى لهم العنصر الاخير المتمثل بالدعم المالي، حيث قامت مليشيات الحوثي بتحويل كل اعتمادات حضرموت من الموازنة التشغيلية لتنظيم القاعدة وذلك نهاية كل شهر، مما وفر للتنظيم موردا ماليا مهما بدأ به مسيرته كحاكم لحضرموت. وبعدها وسع التنظيم عملياته التجارية من خلال تجارة النفط وتهريبه للانقلابيين عبر شبوة وصولا الى البيضاء وذمار ثم صنعاء اضافة الى امداد السوق المحلية في حضرموت وشبوة، وصولا الى ابين على مشارف عدن، كما وفرالانقلابيون عبر شركة النفط الحكومية، كل التسهيلات لضمان تدفق واردات النفط الى القاعدة في حضرموت، وذلك عبر غطاء من الإجراءات وعمليات التمويل. وبعد توسع التنظيم واحتكاره ادارة الموانئ وبيع الوقود في السوق المحلية بأسعار مرتفعة جدا تصل الى نحو 7 أضعاف سعره العالمي الذي يستورد به تنظيم القاعدة الوقود من الخارج، ارتفعت عائدات التنظيم الارهابي الى رقم كبير قدرته احصاءات رسمية اعلن عنها وزير النقل اليمني بدر باسلمة مطلع العام الجاري بنحو 80 الى 100 مليون دولار شهريا، وهو رقم أثار مخاوف جهات دولية، حيث اعتبرت هذه الثروة مصدر قلق على الامن الاقليمي والدولي كونها ستعمل على منح القاعدة قدرات عسكرية وبشرية كبيرة. عدن.. ضربة البداية وبينما كان التحالف العربي منشغلا بالحرب على الانقلابيين وجهود اعادة بناء الجيش الوطني ودعم وتسليح المقاومة الشعبية في غالبية محافظات اليمن، استغلت القاعدة هذه الفسحة القصيرة للتحرك، لكن هذه الفسحة انتهت، لتبدأ المرحلة الثانية من الحرب في اليمن ضد الارهاب. فقدان حليف مهم وبتحرير حضرموت من القاعدة، يكون المخلوع صالح قد فقد حليفا مهما وخط امداد رئيسيا لتزويد آليات جيشه العسكرية بالوقود والذخيرة وحتى السلاح القادم عبر البحر من مافيا تهريب وتجارة السلاح، او من الدول الراعية للانقلابيين مثل ايران، ومليشياتها الطائفية سواء في العراق او لبنان. وتقع محافظة شبوة في المساحة التي تربط شرق وجنوب وشمال اليمن لارتباطها بمحافظات الشرق حضرموت ومأرب والجنوب محافظة ابين الحدودية مع عدن ومع البيضاء بوابة الشمال المرتبطة بذمار الحدودية مع صنعاء. ومثلت شبوة حلقة الوصل بين القاعدة في حضرموت والانقلابيين في البيضاء، وهي احدى محافظات اليمن النفطية ويقع فيها مشروع بلحاف الاستراتيجي للغاز المسال والذي تزيد كلفته على 6 مليارات دولار، وتملك شركة فرنسية النصيب الاكبر من اسهمه، وبالاضافة لذلك، تملك شبوة شريطا ساحليا وموانئ مهمة تستخدم لعمليات التهريب حاليا وحتى ابان وجود القاعدة في حضرموت، غير ان وجود اكثر من طرف نافذ في شبوة وضعف البنية العسكرية لوحدات الجيش الوطني يجعل من شبوة مركز امداد بديلا للانقلابيين بعد خسارتهم حضرموت. ورغم وجود القاعدة في محافظة ابين التي تربط شبوة بمحافظة عدن الا ان الضربات الجوية الموجعة للتحالف على مواقع ومعاقل التنظيم، وحملات تطهير عدن ولحج وتحرير حضرموت دفع بالقاعدة في ابين الى فتح حوار مع اهالي ابين من اجل الانسحاب من المحافظة والهروب قبل وصول قوات التحالف الى المحافظة. وكشف تقرير امني رفع الى قيادة الجيش الوطني وقيادة التحالف، عن تحركات للقاعدة على اطراف شبوة وداخل المحافظة، وذلك لإتخاذهاامارة جديدة لعناصر القاعدة المنهزمين امام قوات التحالف في شرق وجنوب البلاد، ورصد التقرير تحركات لعناصر القاعدة في عدد من مديرياتها، دون اي تحرك للجانب الحكومي ممثلا بالشرعية والجيش الوطني. وأوصى التقرير بسرعة تدخل التحالف العربي والشرعية وتوفير الدعم اللازم وتسليح وحدات الجيش الوطني التي عمل على تشكيلها محور شبوه منذ طرد المليشيات الحوثية من المحافظة، وحذر التقرير من ان شبوة مهددة بالسقوط في حال استمر الحال على ما هو عليه. التحرير وبتحرير محافظة شبوة من عناصر القاعدة والمجاميع الإرهابية، يكون التحالف قد انهى الحملات العسكرية ضد القاعدة في اليمن، بتطهير كل المحافظات التي كانت تخضع كليا او جزئيا لسيطرة المجاميع الإرهابية، والانتقال إلى المرحلة الاخيرة وهي تفكيك وملاحقة الخلايا الكامنة والنائمة عبر أدوات أمنية واستخباراتية محلية مدعومة من التحالف بالخبرات والمشرفين الأمنيين. وقد اعلن وزير الشباب والرياضة في الحكومة الشرعية نايف البكري قبل يومين عن وصول خبرات امنية سعودية لتدريب وتأهيل الكوادر الأمنية في محافظة حضرموت، والإشراف على عمل الموانئ في المحافظة، وقال البكري ان مختصين سعوديين يشرفون على إنشاء تشكيلات أمنية في حضرموت وعدد من المحافظات، إضافة إلى إعادة تهيئة الموانئ للعمل وارسال فرق متخصصة لنزع الألغام، مع تقدم كبير في تفكيك الخلايا الإرهابية في المناطق المحررة في عدن ولحج وحضرموت، فيما كشفت التحقيقات عن ارتباط خلايا إرهابية مباشرة بالمخلوع صالح. المخلوع يهرب عناصر القاعدة من السجون.. بالأرقام واستخدم المخلوع صالح عمليات تهريب عناصر القاعدة من السجون كغطاء لإطلاق سراحهم وتوجيههم لتنفيذ عمليات ومشاريع يتفق حولها مع عناصر التنظيم مسبقا. ففي عام 2006 م تم تهريب 23 من قيادات القاعدة الموجودين في سجن المخابرات بصنعاء عبر عملية حفر نفق وهمي بطول 50 مترا، وتمت عملية الحفر بملاعق الطعام كما صور نظام المخلوع حينها، وكان بين هذه المجموعة ناصر الوحيشي أمير تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي تمت مبايعته اميرا داخل السجن، وخرج ليشكل نواة اكبر فرع للقاعدة خارج أفغانستان بدعم وتسهيل من نظام المخلوع صالح واذرعه الأمنية. وفي العام 2011، تم تهريب 62 من عناصر القاعدة من سجن المخابرات في حضرموت، وتوجهوا مباشرة إلى أبين مع مجاميع أخرى واسقطوا محافظة أبين بتسهيل من المخلوع صالح الذي كان حينها يواجه ثورة شعبية تطالب بإسقاطه ونظامه حيث أراد هو خلط الأوراق على الثوار. أما في عام 2012، فتم تهريب 5 من عناصر القاعدة من سجن المخابرات في محافظة الحديدة وجميعهم من قيادات التنظيم التي عادت من افغانستان. وحاول المخلوع في عام 2013 عبر اذرعه الأمنية تهريب 300 من عناصر القاعدة من سجن المخابرات بصنعاء، الا ان جهات مخابراتية مقربة من الرئيس هادي أفشلت العملية في لحظاتها الأخيرة. وفي عام 2014، تم تهريب 20 سجينا من السجن المركزي بصنعاء، وبعد 7 ايام فقط من عملية الهروب، قاد احد عناصر تنظيم القاعدة الهاربين، عملية كبيرة ضد المنطقة العسكرية الرابعة بمحافظة عدن، حيث تم اقتحام المنطقة، وقتل عدد من الجنود، وذلك بتسهيل من المخلوع واذرعه الامنية التي كانت تعمل ضد الرئيس هادي. أما في العام 2015، فقد تم تهريب 16 من قيادات القاعدة، بينهم محكومان بالإعدام من سجن المنصورة المركزي بمحافظة عدن وذلك من قبل الأمن المركزي التابع للمخلوع صالح. وشهد عام 2015 اطلاق سراح 25 من عناصر القاعدة من سجن المخابرات بتعز والذي كانت تسيطر عليه وحدات جيش المخلوع ومليشيات الحوثي. وفي عام 2015 تم إطلاق 1200 هم إجمالي سجناء السجن المركزي بمحافظة تعز من قبل وحدات جيش المخلوع صالح وذلك لإرباك المقاومة والجيش الوطني بتعز. ووصل عدد الذين هربهم المخلوع صالح ونظامه من عناصر القاعدة من السجون 200 عنصر خلال الفترة من 2006 الى 2014، وتقدر الجهات الأمنية عدد عناصر القاعدة في سجون البلاد حتى قبل شهر من الانقلاب على الشرعية 450 عنصرا بينهم أكثر من 43 قياديا.