٭ ٭ في الخليج، الأمواج متلاطمة، ولم تعد سفينة سيهات قادرة على الوصول لميناء الاستقرار بسلام، فالشراع ترنح، ومال للغرق بعد رحلة صيد ثمينة، جعلت الدانة في مقدمة الصفوف. ٭ ٭ من الجاني ومن المجني عليه؟ سؤال يطرحه أبناء هذه المدينة الحالمة التي كانت في يوم من الأيام مضربا للمثل في سماحة أهلها وثقافتهم وطموحاتهم، حتى تذكر قيصر الحرف الأمير خالد الفيصل حكايتهم ورواها بالصوت والصورة ممتدحا تاريخهم وتماسكهم وعراقتهم في احدى المناسبات قبل سنوات قليلة، مستشهدا بأن الخليج ناد رياضي ثقافي اجتماعي. ٭ ٭ ذلك الإرث التاريخي لمدينة سيهات وأهلها جعل من الخليج منارة يشار لها بالبنان. ٭ ٭ ولا أريد أن استعرض مناقب هذا النادي العريق الذي تغير اسمه من النسر للخليج بقرار ملكي من المغفور له بإذن الله الملك فيصل، وما حظي به من رعاية ومتابعة من المغفور له بإذن الله الأمير فيصل بن فهد باني الرياضة السعودية الحديثة، كونه أحد الأندية التي تميزت في الألعاب المختلفة الجماعية منها والفردية حتى تفوق في احدى السنوات على الأندية الكبيرة في الميزانيات التي تمنحها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وأقصد بها الميزانية السنوية. ٭ ٭ لكنني أضع هذه الصورة الناصعة أمام أبناء سيهات، ليتذكر الجميع أن ناديهم دانة الساحل الشرقي يستحق الكثير من التضحيات، وكذلك التنازلات حتى لا يقبع مركبهم في بحر المشاكل التي يصعب بعدها النجاة من الغرق. ٭ ٭ كل الأندية تمر عليها حالة من الخريف في وجهات النظر المتباعدة، والتي تصل في بعض الأحيان لتصادم مؤلم ومرير، تفقد فيها توازنها، والقليل منها من يتنبه لها في الوقت المناسب لتتم عبرها حالة الانقاذ، وعودة العربة لسكة التفاهمات التي تنتج في نهاية المطاف لعودة المياه لمجاريها. ٭ ٭ وسفينة الخليج تتعرض لرياح عاتية في هذه المرحلة، بل أن البعض نخر في أخشابها حتى تتسلل المياه لغرقها، والمطلوب من كل طرف أن يتذكر أن لدانتهم خصوصية قد تختلف عن أندية أخرى بحكم جغرافية المدينة التي تضم في مجملها صلة القرابة بين الجميع هذا أخ وذاك ابن عم، وثالث أب ورابع خال وكلهم ينتمون لناد واحد اسمه الخليج رغم اختلاف وجهات النظر بينهم. ٭ ٭ لن أعرج على من هو على صواب، ومن هو على خطأ، لكنني في نفس الوقت لن أمسك العصا من الوسط، ولكن قبل هذا وذاك، ماذا يضير أبناء المدينة الواحدة لو جلسوا على طاولة نقاش بتجرد ووضعوا حب خليجهم عنوانا واحدا لحل أزمتهم الراهنة، ومن يتخلف عن الطاولة يستبعد في أي حل قادم. ٭ ٭ الحراك السلبي من الممكن أن يتحول لموجة إيجابية، ويؤسس لمرحلة تفاؤلية على قاعدة لا غالب ولا مغلوب. ٭ ٭ ولكن هذا الجهد يحتاج لعقلاء القوم، يحملون على عاتقهم إنقاذ ما يمكن إنقاذه وسط الصورة الضبابية الحالية. ٭ ٭ حالة العناد والمكابرة لن تخدم أي طرف بل ستزيد الأمر تعقيدا، وتضع العصي في الدولايب، والنظر إلى الأمام يحتاج للعقول المتفتحة التي تقدم المصلحة العامة قبل مصلحتها الشخصية، ولعمري أرى هذا المبدأ هو مربط الفرس، حتى لا يقع الفأس على الرأس وبعدها يندم الجميع. ٭ ٭ بالإمكان إنقاذ الموقف الحرج بالتنازلات، وتحرك العقلاء، ولكن وسط هذا التوجه ينبغي الحذر ممن يقدم السم على أنه عسل، ويدفع باتجاه التصعيد من خلف الكواليس من أي طرف، لأن المصيبة الكبرى في مثل هذه الحالات هم أولئك الذين يديرون اللعبة من خلف المشهد، لذلك أتمنى أن يكون عملهم للمصلحة وليس لتسجيل النقاط مع وضد. ٭ ٭ والأهم من كل ذلك أن يساهم صناع القرار في الهيئة العامة للرياضة في تقريب وجهات النظر، حتى وإن تطلب الأمر اجتماعات غير معلنة بين الأطراف المختلفة. ٭ ٭ في الأخير مبروك للخلجاويين المركز السابع في دوري جميل، وننتظر عودة يدهم لمنصات التتويج. ٭ ٭ الخسارتان المتتاليتان من القادسية والوحدة، وخاصة الاخيرة، تنذران بان الموسم القادم صعب جدا لقدم الخليج.