«الشفافية.. هل تعني الصدق؟» الدبلوماسية والتعامل اللطيف مطلب حياة. لماذا لم أقل.. الخلق الرفيع مطلب حياة! الحياة أعني بها.. الاجتماعية والمهنية. ضغوط الحياة قد تجعلنا نعيش أزمة أخلاق..بل قد تجعلنا نعيش بين المصالح والدبلوماسية. يعني.. - إلا ما رحم ربي - نعيش انفصاما في الشخصية، حتى أصبحنا لا نفرق بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة فيما نقدم للآخرين من خدمات. قد يغيب عن بعضنا التعبد لله بعمله، وقد يغيب عنه خشية الله في عمله. لماذا؟ ترى.. هل طغت بعض المصالح على بعض؟ أم.. هل مسايرة الآخرين على ما يفعلون ضرورة؟ أم.. هل نحتاج إلى أن ننظر بمنظور آخر؟ أم.. ماذا؟ نحتاج كثيرا من المسؤول.. شفافية عالية. نحتاج إلى أن يشعرنا أنه يقدم الخدمة لنا. نحتاج إلى أن يَشعر - هو- أنه يعمل من أجلنا. هذه شفافية أعنيها.. المسؤول هنا.. هو المستفيد هناك. والمستفيد هنا.. يوما سيكون هو المسؤول. لماذا ازدوجت المفاهيم؟ وتلبكت القيم؟ لماذا خلت أيامنا من رؤية مستقبلنا؟ قد تُقدَّم الخدمة للمسؤول كمستفيد.. ممزوجة بالدبلوماسية والمصلحة الخاصة. وقد تقدم تلك الخدمة لآخر -غير مسؤول-.. متوجة بالمصلحة العامة، والمسؤولية المهنية، والنزاهة المعلن شعارها، و و... ترى.. هل بقي اليوم مكان لهؤلاء أو بعضهم؟ أم.. هل يملكون القدرة على التخفي لوقت أطول؟. كانت الشفافية شعارات يلوح بها لدى كثير من المسؤولين، وكان الصدق قيمة تعتلي مكاتبهم ومطبوعات جهاتهم. أما اليوم.. فقد.. أصبح كل فرد في هذا الوطن الغالي يقوم بدور المسؤول. أصبح الفرد يعرف حقوقه وواجباته. أصبح يعرف أبوابا كثيرة يطرقها لنيل حقه. أصبح يتحدث مع المسؤول بمستوى فهم المسؤول لعمله. أصبح يتابع وبشكل دقيق الخطط المبنية من قبل الجهة أو جهات أعلى. وهذه شفافية أعنيها أيضا.. أما الصدق.. فنجد وبصعوبة بالغة الشخص المسؤول الذي باطنه وظاهره سواء، يتحدث مع غيره كأنه هو، يقدم الخدمة وفق الواجب المنوط به، على حد سواء حضر المستفيد أو غاب، يقيِّم أداءه ذاتيا بين برهة وأخرى، يصلح ذاته ويصلح من معه في جهته أو دائرته. عندما يكون كل منا مسؤولا في جهته أو دائرته الضيقة أو المتسعة بهذه الصفات..أجزم بأنه سيحظى بكامل التقدير، وسيحقق أعلى إنتاجية، وسيصل إلى أدق الأهداف القريبة أو البعيدة التي تم التخطيط لها. ماذا يجب علينا لنكون أعلى شفافية وأكثر مصداقية؟ هل نخطط جيدا؟ هل نعمل بروح الفريق؟ هل نعلن خططنا؟ هل نَصْدُق فيما نقول ونعمل؟ هل نستمر يقظين ومتابعين لما يدور ويتم في أروقة مرافقنا؟ هل نبذل جهدا للارتقاء بفريق العمل كاملا؟ هل نظرتنا للمستقبل تحقق تطلعات وطننا؟ وأهم من ذلك.. هل نحن في المكان المناسب الذي نستطيع من خلاله القيام بالواجب وتحقيق الرؤية؟ كنت أسأل.. هل الشفافية.. تعني الصدق؟ فوصلت لسؤال.. هل نستطيع العمل من غير صدق ومن غير شفافية؟ من فضلك أجب.. وضع في اعتبارك حق الوطن.