من منا لا يتمنى أن تكون شوارعنا منظمة ومتنزهاتنا نظيفة وتعاملنا بيننا ومع غيرنا حسن وحواراتنا مهذبة وكل تصرفاتنا راقية. نلقي باللوم على الأسرة من ناحية وعلى التعليم من ناحية أخرى ونقول إن القدوة هي ما نحتاج إليه ونعول على النظام ونراهن على الخصوصية وتبقى كل الأوراق مبعثرة. لننسى بأننا كل لا يتجزأ.. ولأننا تعودنا أن نتخلى عن تحمل المسؤولية و نبحث عن من نحمله الملامة لتستمر المشكلة. هناك من يقول كيف نعول على التعليم وفي مدارسنا لا يمارس أبناؤنا النظام ولا يعرفون شيئا عن التنظيم! الابتسامة قد تكون هي اللغة المفقودة في واقعنا حتى كان التجهم هو عنوان السمت والاتزان.. وفي بيوتنا لا نحث أبناءنا على احترام الآخر ولا نعاملهم باحترام ونغرس فيهم الاتكالية! شوارعنا تتحدث عنا بعدم الانضباط ومتنزهاتنا تشوهها المخلفات.. ومبدأ البعض في مفهومه للنظام (من سبق لبق)، وثقافتنا في الحوار النقاش من أجل الجدل وطريقتنا في التشجيع الرياضي التعصب الطاغي.. في مزاجنا العام يستهوينا جلد الذات؛ لأننا تعودنا تضخيم السلبيات والتغاضي عن الايجابيات بينما مجتمعنا فيه من الخير الكثير. رسولنا وحبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم- جاء متمما لمكارم الأخلاق.. والذوق العام هو الإطار العام الذي يشكل الممارسات والتفاعلات الأخلاقية التي لها ارتباط وثيق بحياة الإنسان وتنميته في كل المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والنفسية، ومن هذا المنطلق بدأت الجمعية السعودية للذوق العام (ذوق) في المنطقة الشرقية بجهود تطوعية لإيمان القائمين عليها بالدور الأساسي الذي يهدف بان يدرك كل فرد من أفراد المجتمع كبيرا أوصغيرا ذكرا أو أنثى أنه هو المعني قبل غيره بتحمل المسئولية في المساهمة والتفاعل لتفعيل واجب ديني وحق وطني ومطلب انساني ليكون الذوق العام خيارا واجبا وليس اختيارا مزاجيا..الجمعية السعودية للذوق العام أنشئت من أجل أن يكون كل أفراد المجتمع هم القائمين عليها واعضاءها الفاعلين.