أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، رئيس اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) أن الهيئة عملت منذ تأسيسها قبل 15 عاما على بناء قطاع متكامل للسياحة ، ثم في مرحلة لاحقة قطاع للتراث بكل ما تحمله مسميات القطاع من تهيئة الأنظمة وإنشاء الأنشطة الفرعية وتوفير الممكنات والبناء المؤسسي لهذه القطاعات، وفي هذا السياق صممت الهيئة كل القطاعات والأنشطة التي أنشأتها لتكون قابلة للانفصال والعمل بمفردها أو تنضم لجهات أخرى وفق المنهجية التي اعتمدها مجلس إدارة الهيئة عام 1425ه (القيادة ثم الانحسار) وهي التي تعني أن تبادر الهيئة لتأسيس قطاعات وتتولى قيادة الأنشطة في البدايات على أن تنحسر وتسلم القيادة للشركاء الذين يتم تأهيلهم أو للكيانات الإدارية الجديدة التي تنشأ أو للقطاع الخاص، مشيرا إلى أن مشروع هيئة السياحة والتراث منذ بداياته كان مشروعا تكامليا يؤمن بالشراكة ولم يكن يوما مشروع استحواذ على صلاحيات وتجميعها، وسنعلن قريبا عن حزمة من القطاعات والأنشطة التي ستطلقها الهيئة واستقلال قطاعات وبرامج وتدفع باستقلالها عن الهيئة وتسليمها لجهات أخرى لإدارتها بعد التأكد من نضجها وجاهزيتها. وقال سموه في تصريح صحفي بعد حضوره الاجتماع السابع للجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية الذي عقد في مقر الهيئة بالرياض أمس إن الهيئة عندما تأسست كانت عبارة عن مشروع شراكة حيث كان يرأسها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وبمشاركة منظومة مجموعة من الوزراء من ضمنهم سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - والأمير متعب بن عبدالعزيز ، والأمير سعود الفيصل - رحمه الله - ومجموعة الوزراء والقطاع الخاص، فنحن نظرنا إلى هيئة السياحة على أنها ليست هيئة مشرفة بشكل مستمر بدون توقف على صناعة اقتصادية كبيرة جدا لم تكن موجودة أساساً، لافتا النظر إلى أن الهيئة بدأت في تفعيل شق الانحسار وتسليم القطاعات قبل سنتين عند تأسيسها برنامج التطوير الشامل، وتستهدف استكمال هذه المرحلة قبل نهاية العام القادم 2017م . وأضاف " بدأت الهيئة في تنظيم صناعة السياحة الوطنية وليست فقط قطاع السياحة الوطني، ثم انضم إليها قطاع التراث الحضاري المترابط مع السياحة في جميع أنحاء العالم فانضمت هذه القطاعات الكبيرة جداً، ولذلك نحن ننظر لصناعة السياحة الوطنية كصناعة متكاملة تشمل الأمن والإيواء والنقل والخدمات السياحية، وتشمل كثيرا من المنشآت والوجهات السياحية والفعاليات وتنظيم قطاعات جديدة، فبدأت الهيئة في تنظيم هذه القطاعات، ثم إطلاقها لتدار ذاتيا على مستوى المناطق والشركاء بعد أن تأكدنا من نضجها. وقال سمو رئيس الهيئة : إن من الأمثلة على ذلك الاستثمار في الوجهات السياحية على البحر الأحمر وعلى الشواطئ التي طلبت الهيئة من الدولة أن يتولى صندوق الاستثمارات العامة الانطلاق فيها فتأسست شركة الاستثمار والتنمية السياحية التي ننتظر تشكيل مجلس إدارتها لتكون هي رأس حربة في تطوير الوجهات السياحية، مشيرا إلى أن قطاعات رئيسية ومهمة مثل برنامج الحرف والصناعات اليدوية (بارع) الذي تأسس بقرار مجلس الوزراء الموقر الصادر بتاريخ 2/6/1433ه ، بالموافقة على الإستراتيجية الوطنية لتنمية الحرف والصناعات اليدوية وخطتها التنفيذية الخمسية، واليوم اتخذنا قرارا بأنه لن يكون هناك تمديد لإشراف الهيئة على هذا القطاع الجديد لأكثر من المدة المحددة من الدولة وهي 5 سنوات، وذلك بعد أن قطع برنامج بارع المراحل كلها التي كانت مقررة في الخطة، ومن ضمنها مسار إدارة المشاريع الذي نعمل فيه بالهيئة، ونتوقع أن يستقل برنامج بارع نهاية العام القادم لينطلق بمحتوى مختلف وتحت إدارة مختلفة، وهناك حوالي 20 نموذجا مشابها تعمل عليها الهيئة من خلال تأسيسها وتنظيمها وتأهيلها ثم إطلاقها مثل مركز الأبحاث الأثرية، و المتاحف الوطنية، ومركز الإبداع الإعلامي، وبرامج التسويق المشتركة، وأيضا شركة الفنادق والضيافة التراثية التي انطلقت في مشاريعها، والآن أنشأت الدولة أيضا كيانات جديدة مثل هيئة الترفيه التي تستطيع فعلا أن تحمل هذا العبء وتنطلق في مسار الترفيه وهو كبير جداً .