أطلق مختطفو رجل الأعمال السعودي حسن علي السند، بمصر، سراحه فجر أمس «الخميس» وتركوه وسائقه في منطقة صحراوية بمحافظة السويس، بعد دفع فدية قدرها 5 ملايين جنيه و«فقا لمسؤول في المصنع المملوك لرجل الأعمال في مصر». وأضاف المسؤول الذي «فضل عدم كشف هويته»: إن تحريره جاء بعد اتصالات مع الخاطفين انتهت بدفع مبلغ الفدية فجر أمس، عبارة عن عملات قديمة بعد رفضهم تخفيضها تماما، وتم التسليم بطريق جبلي غير ممهد على طريق القاهرةالسويس على مسافة 30 كيلو مترا تقريبا جنوب موقع الاختطاف، وبعد ذلك أبلغ الخاطفون شركاءه بالمصنع عن موقعه بمدق جبلي آخر بطريق السخنة القاهرة، وعثر عليه بعد ساعة تقريبا من تسليم الفدية، ومعه سائقه على قارعة الطريق وبحوزتهما هاتف محمول استخدماه للاتصال مع المصنع. وقال خبير أمني: إن الخاطفين عادة يطلبون أوراقا مالية قديمة ليصعب على أجهزة الأمن تتبعهم لاحقا، فيما أوضح مسؤول أمني في الاسماعيلية أن فريقا طبيا أخضع رجل الأعمال السعودي حسن على السند لكشف طبي مكثف نتيجه معاناته من إرهاق شديد، فيما يقيم حاليا بفيلا شريكه رجال الأعمال شمس زكريا في الاسماعيلية لحين الادلاء بأقواله أمام النيابة العامة الأسبوع المقبل قبل عودته الى المملكة. وقال مدير أمن الاسماعيلية اللواء علي العزازي في اتصال هاتفي مع «اليوم»: إن الخاطفين أجروا اتصالا مع أهل «السند» وأخبروهم بوجوده في منطقة على حدود محافظتي الاسماعيلية والسويس، مؤكدا أن التضييق الأمني عليهم خلال الفترة الماضية دفعهم الى إطلاق سراحه. وأضاف انه بصحة جيدة ولا يوجد عليه أي آثار عنف هو أو سائقه «وأن أعضاء من السفارة السعودية في القاهرة التقوا به وسيوفرون له كل الراحة». ولم يفصح اللواء العرازي، عما اذا ما كان تحرير السند قد تم بعد دفع فدية ام لا قائلا: «ليس عندي معلومة دقيقة عن انه تم دفع فدية للخاطفين». وكان مسؤولان أمنيان مطلعان على الملف قالا ل «اليوم» قبل يومين: إن الخاطفين طلبوا فدية 5 ملايين جنيه لتحرير السند. واكد رائد بقسم البحث الجنائي بمديرية أمن الاسماعيلية رفض ذكر اسمه: إن «الخاطفين تواصلوا مع أسرة رجل الأعمال وطلبوا 5 ملايين جنيه فدية» وهو ما اكده رائد آخر في فريق بحث مكلف من وزارة الداخلية بالبحث في القضية. وكان فريق من المباحث الجنائية في وزارة الداخلية في القاهرة قد انتقل للاسماعيلية لمباشرة القضية من موقع الحدث بقيادة مدير مباحث الوزارة اللواء جمال عبدالبارى، ومدير أمن الإسماعيلية اللواء علي العزازى ومدير مباحث الإسماعيلية اللواء محمود خليل. وقال رائد في مباحث الاسماعيلية ل «اليوم»: «حددنا مكان الجناة في منطقة «السحر والجمال» قبل يومين وكنا على وشك مداهمتهم، ويبدو انهم شعروا بذلك فقاموا بتحريره سريعا». وتابع: «هذا افضل كثيرا عامة من أجل سلامة السند»، مشيرا الى أن «الأمور تحتاج دائما لتعقل للحفاظ على الرهائن واخراجهم بسلام دون تعريضهم للخطر». وتعرف منطقة السحر والجمال الواقعة بين محافظتي الشرقية والاسماعيلية التي شهدت اختطاف «السند» بانها وكر للجريمة وتجار المخدرات، ووفقا لأهالي بالمنطقة فانها «اكبر مكان لتجارة المخدرات خاصة انها قليلة التأمين الشرطي طوال الوقت» وهي ليست بعيدة عن مصنعه لانتاج الصلصة الذي يعد أحد اكبر مصانع الشرق الاوسط في هذا المجال، كما لا يوجد بها أي ارتكاز أمني -حسب مسؤول أمني- كما انها معتمة تماما ليلا باستثناء أضواء السيارات التي يتوقف بعض أصحابها على جانب الطريق لشراء المخدرات -بحسب الاهالي- وشهدت هذه المنطقة 7 حوادث خطف خلال السنوات القليلة الماضية. وقامت الأجهزة الأمنية خلال الأيام الأخيرة بمداهمة وتمشيط للبؤر الإجرامية بالمنطقة، ونشرت الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية صورا لعملية توقيف مطلوبين في المنطقة وضبطت معهم كمية كبيرة من السلاح، إلا انها لم تشر الى ارتباطها بحادث الخطف. وهذه ليست أول سابقة خطف في محيط معارف السند بالقاهرة، فقد سبق واختطف نجل الشريك المصري لرجل الأعمال السعودي شمس زكريا عام 2011، وطلب الخاطفون فدية 5 ملايين جنيه. واضطر رجل الأعمال المصري لدفعها لتحرير ابنه، فيما قالت مصادر أمنية في الاسماعيلية: إن السند هو من قام بدفع فدية نجل شريكه لتحريره آنذاك. ضوئية لما نشرته «اليوم» عن تطورات القضية حسن السند