يعقد مجلس الأمن الدولي الأربعاء اجتماعا لبحث الوضع في حلب شمال سوريا بناء على طلب من فرنسا وبريطانيا، وأعلنت روسيا أنها تأمل في التوصل إلى وقف إطلاق نار "في الساعات المقبلة"، بينما أشارت الولاياتالمتحدة إلى "عواقب" على النظام السوري إذا لم يحترم وقفا جديدا للأعمال القتالية. وسيقدم جيفري فيلتمان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، لأعضاء المجلس ال15 عرضا عن الوضع في حلب. وقال السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة فرانسوا ديلاتر إن حلب "مدينة شهيدة وهي مركز المقاومة للرئيس السوري بشار الأسد"، موضحا أنها "تمثل في سوريا ما مثلته سراييفو للبوسنة". وأضاف أن الرهانات هائلة بشأن حلب. كما طلب السفير البريطاني ماثيو رايكروفت عقد الاجتماع، مشيرا إلى أن "حلب تحترق" وأن الأمر يتعلق بملف "ذي أولوية قصوى". وخلال اجتماع لمجلس الأمن، حملت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود جون لي أربع دول دائمة العضوية (لم تحددها) في المجلس مسؤولية الهجمات على المرافق الصحية في سوريا واليمن وأفغانستان، واعتبرت أن تلك الدول ارتبطت بدرجات متفاوتة مع ائتلافات مسؤولة عن الهجمات على المرافق الصحية، ومن بينها النظام السوري الذي تدعمه روسيا. مساع للهدنة وسط هذه الأجواء، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في التوصل إلى إعلان هدنة في حلب خلال الساعات القادمة لا تشمل تنظيم الدولة وجبهة النصرة. وعقب لقائه المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا، كشف لافروف عن إمكانية تشكيل مركز عمليات روسي أميركي لمراقبة الهدنة. من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري الثلاثاء أن الحرب لن تتوقف في سوريا إلا برحيل الأسد. وقال كيري إن اتفاق وقف إطلاق النار مهدد بالانهيار إذا لم يلتزم الأسد بوقف التصعيد في حلب، محذرا من خروج الأمر عن السيطرة ما لم يتم تفعيل الهدنة. وأكد كيري أن واشنطن وموسكو تعملان على التفاصيل المتعلقة بتجديد الهدنة، قائلا إنهما ملتزمتان أيضا بحقيق انتقال سياسي من دون الأسد، كما حمل إيرانوروسيا "مسؤولية خاصة" في تنفيذ الهدنة. بدوره، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إن النظام والمعارضة المسلحة ساهما في تدهور الأمن في حلب، مؤكدا أن واشنطن ستعود إليهما "وتحثهما على الالتزام بتعهداتهما السابقة" بوقف الاقتتال. وأضاف أن روسيا تملك نفوذا كافيا لحمل نظام الأسد على الالتزام بوقف الأعمال العدائية، مضيفا أنه ينبغي تحقيق الانتقال السياسي للتعامل مع الفوضى السائدة في سوريا. في هذه الأثناء، قالت وزارة الخارجية الألمانية إن محادثات ستجمع في برلين الأربعاء بين دي ميستورا والمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات (المعارضة) رياض حجاب ووزيري الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت والألماني فرانك فالتر شتاينماير، وذلك لبحث استمرار مفاوضات جنيف وتهدئة الوضع.