حيوية فنية شهدتها القاهرة مع أواخر مارس الماضي عندما أطلقت قاعة (ضي) أول نشاطاتها التشكيلية بمعرض سمته (معرض ضي الأول للفنانين العرب) يأتي هذا المعرض في ظل ركود غير مسبق شهدته مصر خلال الأعوام الأخيرة ومنذ دورة بينالي القاهرة 2010. مهد الزميل هشام قنديل (رئيس مجلس ادارة اتيليه العرب) لهذا الافتتاح وهو يضع اللمسات الأخيرة على القاعة بزيارات متتالية لفنانين مباركي الخطوة ومنتظرين دورا فاعلا للقاعة، يمتلك هشام قنديل خبرة تؤهله لإدارة مثل تلك المؤسسة الفنية التي يطمح ان تكون ملتقى للعرب ولإبداعاتهم الفنية. تعود خبرات قنديل الى اكثر من عقدين عندما عمل في المركز السعودي للفنون بجدة ثم انتقاله الى إدارة قاعة بيت التشكيليين فافتتاح اتيليه جدة الذي تسابق على انشطته فنانون سعوديون ومصريون وعرب بل إنه نظم معارض مشتركة بين الفنانين السعوديين والمصريين كما نظم معرضين كبيرين للفنانين السعوديين في القاهرة خلاف المعارض الفردية والجماعية التي منحت الاتيليه انطلاقته نحو الشهرة فاصبح احد المراكز الفنية المعروفة في مدينة جدة، فساهم في العديد من الأنشطة، ونظم الاتيليه معارض عامة وخاصة واسهم في نشر الاعمال الفنية بيد محبي الفن محدودي الدخل من خلال معرض لوحة لكل بيت ومعارض كثيرة شهدها الاتيليه منذ انشائه. تعيد ضي للساحة التشكيلية المصرية وهجا افتقدته منذ توقف بينالي القاهرة منذ اكثر من خمسة أعوام، وبينالي الإسكندرية لظروف البلاد، واستطاع ان يجمع بين اركان القاعة العديد من الأسماء المعروفة على مستوى مصر والسعودية والسودان وسوريا ولبنان وبعض اقطار الخليج العربي مثل الكويت وقطر، والمشاركة المصرية بكل اطيافها واعمارها وادوارها التنظيمية والاكاديمية اغنت المعرض وخلقت حيويته. سنجد أسماء هامة مثل احمد نوار وعبدالغفار شديد وصبري منصور وايمن السمري والسيد عبده سليم وعبدالوهاب عبدالمحسن ومصطفى الفقي وعمر النجدي وصلاح المليجي ومحسن شعلان وعزالدين نجيب وغيرهم، لاشك ان الخطوة بكل جوانبها إيجابية وقد أراد قنديل ان يطلق او يُسمي القاعة بالعربية، وهو الطامح دوما الى تحقيق المزيد من الإنجازات على المستوى القومي مشيرا في تقديمه لدليل المعرض الضخم الى الشاعر محمد عفيفي مطر وبعض ما تعلمه منه، ويكتب في الدليل عزالدين نجيب وعمران القيسي ويطوف بنا الى صور بعض الاعمال وسيرة المشاركين. (ضي) قاعة تضيف الى الساحة العربية ما يمكن ان تبعثه فعاليات انجذب اليها اهل الاختصاص بالتالي سنجد ان هذا الاستقطاب الذي أراده قنديل متنوعا، قد يحمل فضاء اوسع مستقبلا على اشكال جديدة من العمل الفني كالورش والملتقيات والدراسات والبحوث والمناظرات الفنية والتأليف أيضا، فمصر مركز فني كان لها الدور منذ اطلقت اسماءها الأولى في الفن مختار ويوسف كامل وراغب عياد وغيرهم وفي مجال الفنون بكل اشكالها، ثم اتساع الدور الذي تبنته منذ منتصف الثمانينيات ببينالي القاهرة وقبله بينالي الإسكندرية او حوض البحر المتوسط، لم يكن بينالي القاهرة عاديا في الساحة العربية فقد ملأها فنا وكان له دور كبير في التنافس بين الأجيال، وكان للمملكة العربية السعودية حضورها الأول فيه من خلال مشاركة خاصة للفنان محمد السليم ثم الدعوات الرسمية التي كانت تقدم لها الرئاسة العامة لرعاية الشباب الفنانين واعمالهم، فالدعوات الخاصة التي نظمت المشاركات ومنحتها مستواها المطلوب في ظل تنوع اعمال ومشاركات العالم في بينالي واكب المتغيرات ونظم حوارات حولها، ما جعل من القاهرة مستقطبا لعدد من فناني العالم المشهورين، ولا شك ان الطموح الذي يسعى اليه قنديل من خلال ضي لن يكون بعيدا عن ذلك خاصة على المستوى العربي، وليست الافتتاحية إلا مؤشرا لذلك.