٭٭ يرتمي في حضنه التاريخ، ويسير به قارب الجغرافيا، ويضيء في سمائه النجوم، وتنبت في أرضه الجداول والزهور. ٭٭ هو الذي شق طريق الأولويات، وهو الذي عانق بحور البطولات، وهو الذي ارتفع من غير (بشت) وذاع صيته في الأمصار. ٭٭ هو اللؤلؤ، وهو المرجان، والهول واليامال، وهو الذي إذا غنى صمت الجميع لسماع (نهمه). ٭٭ هو السفير الذي قدم اعتماد كرتنا في السجلات الذهبية، وكتب بأحرف من ذهب انتصاراتنا الأولى عبر البحار والمحيطات. ٭٭ هو ذاك الشموخ الذي لم ينحن قط لعواصف الدهر، لولا (طعنة) الزمن الطائشة..!! ٭٭ هو الذي رأى الأعمي فنه، وسمع الأصم صوته، وهو عبر (ببانوشه) بحر الحصاد لاستخراج اللؤلؤ والمرجان. ٭٭ هو الذي شغل الجميع بمزاياه التي صنعت في مخبره، حتى وضع الجميع علامة الجودة لشعاره ورجاله. ٭٭ هو تلك الصورة التي بقيت في أذهان الجميع كصورة (الموناليزا) بريئا وجميلا وسط طحن الكبار في الزمن الجميل. ٭٭ هو الذي أوفد الكفاءات ووزعها في دوائر القرار، وزرع الجماليات في المستطيل الأخضر، وقدم من يشار له بالبنان في كافة المجالات. ٭٭ هو المحطة التي يضرب بها الأمثال، والقصة التي تروى من روعتها للأجيال، والشعر ذو القافية والوزن المعترف به في دواوين الكبار. ٭٭ هو النهر الممدد على صفحات الذهب، والبحر الجارف في عمق التاريخ، لا تمحوه عاصفة، ولا تنال منه كارثة، ولا يضره نباح حاول نهش جسده. ٭٭ هو الكيان الذي أحبه الجميع، البعيد قبل القريب، والخصم قبل المحب، كيف لا وهو الذي شكل حجر الأساس في رموز عشقها الكبير والصغير..!! ٭٭ هو الحلم والواقع والحاضر والمستقبل لأولئك الذين بنوا فيه المجد، ومازالوا يسبحون في بحره عشقا وهياما (بدون مقابل). ٭٭ هو الذي لا يرضى بالقليل، فقد ولد وفي فمه ملعقة من الكفاح والمجد وحفر الصخر، حتى أسقط من سبقوه، وتربع على القمة. ٭٭ هو باختصار حكاية.. من حاول طمس فصولها، لا يمكن أن يكون له تاريخ عريق..!!