عاد المارد للأضواء .. عاد القمر لسمائه .. عاد الهول واليامال للمدرجات .. عاد توأم الاتفاق بعد غياب ما يقارب العشرين عاماً عن الكبار .. عادت نهضة الدمام إلى مكانها الطبيعي وإن تأخرت عن محبيها لسنوات طوال ..!! مارد الدمام .. كبير بإنجازاته ..وكبير برجاله .. وكبير بمشجيعه .. وكبير بسمعته .. وكبير بمدينته ..!! ما أن تذكر النهضة .. إلا ويذكر اسم الشهيل معها .. فهو الأب الروحي لهذا النادي منذ سنين طويلة .. صبر فيها على القهر .. وصبر على بعض محبيها بكثرة خلافهم واختلافهم .. حتى نجح في نهاية المطاف بعودة مارده إلى مكانه الطبيعي يوم أمس في مباراة حبست فيها الأنفاس عندما فاز الرياض على الخليج بفارف هدف واحد فقط .. والمطلوب منه فارق الهدفين ..!! النهضة .. عادت بموفق السنيد الذي عمل كثيرا.. واجتهد كثيرا .. وقدم مصلحة النهضة حتى على مصالحه العملية والتجارية .. ليقدم في نهاية المطاف هدية ثمينة لوالده فهد السنيد الذي كان يوما رئيسا للنهضة .. وليس هناك أثمن من هدية العودة للأضواء وهو الزمن الجميل لوالده ..!! أعود للنهضة التي كانت تتريض في بساتين الأماني العذبة .. فرغم سباحتها في البحر المالح .. والتجاعيد التي نقشت بوجهها بفعل السنين .. إلا أن ماضيها لا يزال يدغدغ مشاعرها .. فهي تحلم بأن تعود صبية كما كانت أيام زمان ..!! كان بعض الشبان في الساحل الشرقي .. يمطرونها غزلا بالهول واليامال .. حتى ابتدع أحدهم «الصرناي» ليصل صوته لمسامعها .. فقد كانت فاتنة الجمال وهي تسير بألماسها وذهبها في سوق الحب بالدمام .. ولا يعيبها آنذاك .. أن يترجل فرسانها من أحذيتهم كل يوم ليسيروا على رمال السيف .. حاملين ألوان فستانها المرصع بالسماوي والأسود ..!! النهضة .. عادت بموفق السنيد الذي عمل كثيرا.. واجتهد كثيرا .. وقدم مصلحة النهضة حتى على مصالحه العملية والتجارية .. ليقدم في نهاية المطاف هدية ثمينة لوالده فهد السنيد الذي كان يوما رئيسا للنهضة .. وليس هناك أثمن من هدية العودة للأضواء وهو الزمن الجميل لوالده ..!! لقد ذاب في عشقها الكثير .. وعلقوا على أسطح منازلهم وفرجانهم .. أعلام معشوقتهم ذات اللون السماوي الذي يجعل اللعاب يسيل منهم ..!! لقد أشرقت بارقة أمل في جوانح المارد .. ولمحت عبرها وجوه كساها الألم لعشرين عاما وأكثر .. تنسمت فتحات الفرح بين تجاعيدها .. تلك التجاعيد التي اختزلت الدمع في رحلة الأسى والوجع والآهات .. تكررت في الموسم الماضي .. لكنها في هذا الموسم وتحديدا البارحة .. عادت البسمة لها !! كانت بدايات النهضة .. ضوءا وحياة وتوهجا ونجوما .. بدايات تغرد فيها عصافير الصباح .. لا شيء غير الفرح يسكن جوانحها .. ويحيط بحديقتها .. قبل أن تدور الأرض عليها .. وترتفع موجة البحر فوق قاربها .. وتنطفئ نجومها في ليلة الهبوط من الممتاز ..!! إنه الزمن الجميل لنهضة الدمام .. ذلك المارد الذي صال وجال .. وغنت له الحناجر على أنغام الهول واليامال .. و«طيران» فريج العمامرة لا تهدأ ولا تكل ولا تمل .. خصوصا عندما يلتهمون الجار فارس الدهناء . نامت الدمام القديمة وفرجان أول .. على بقايا حلم بدأ يعود تدريجيا .. ويصحو معه عشاق المارد ليأخذ من توارث هذا العشق الراية الجديدة التي تمزقت بحكم السهام التي تفننت في طعنها .. منذ مغادرة قاعة الممتاز .. والاستكانة في دوري المظاليم .. حتى الغرق في دوري أندية الظل ..!! مر الفرح على الجسد الحزين المسجى من ربع قرن .. ليطرد تضاريس الهم والغم والنكد من بلاد المارد الذي عاش في الربع الخالي لسنوات طويلة .. حتى نسى الناس هذا الاسم الذي قدم الزوري وعيسى حمدان والدنيني رحمه الله وأحمد داوود وخالدين وراشد سالم وغيرهم من ذوي الفن الرفيع .. والنجومية ذات الخمسة نجوم ..!! البارحة فقط .. عادت البسمة للمارد .. وعاد العشق لأهل الدمام .. وعلى الكورنيش خرجت الفرجان .. كبار في السن وشباب .. ومن كل أندية الساحل الشرقي يحتفلون بعودة النهضة للأضواء .. لما لا وهذا المارد سمع عنه الكثير .. لكن الكثير لم يره وهو كبير .. ومع دوري جميل في الموسم القادم بإمكان الجميع مشاهدته ومتابعته ..!! النهضة .. فريق كبير .. مر بمطبات كثيرة .. وصبر وتحمل .. ليغرد أنصاره البارحة فرحة الصعود من سيهات إلى الدمام ..!! مبروك لكل نهضاوي العودة لمكانهم الطبيعي في الأضواء .. ومبروك لزميلنا العزيز محمد الغدير الذي ظل نهضاويا على مر الزمن .. وحتى والتجاعيد ترتسم على وجه المارد لسنوات طوال .. لقد ظل وفيا للنهضة وللرياض أيضاً تاريخ .. وللخليج أيضاً تاريخ .. ربما يسعفنا الوقت للحديث عنهما ..!! تويتر @essaaljokm