تعهد نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر ببذل السلطات الشرعية كل ما بوسعها من أجل إحلال السلام في اليمن، وأكد- خلال لقائه أمس في مدينة الرياض- رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن السفيرة باتينا موشايت، أن الحكومة الشرعية ستبذل كل ما بوسعها من أجل إحلال السلام، ووقف نزيف الدم اليمني والأرواح التي تزهقها الميليشيا الانقلابية بشكل شبه يومي، بسبب تعمدها الانقلاب على المرجعيات ومنها المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني ورفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي وخاصة القرار 2216". فيما جددت السفيرة موشايت من جانبها وقوف دول الاتحاد إلى جانب الشرعية في اليمن وبما يحقق الأمن والاستقرار لليمنيين. وبحث مع رئيسة بعثة الاتحاد الأوربي لدى بلاده المستجدات الميدانية وما تعانيه اليمن من آثار سلبية جراء انقلاب ميليشيا الحوثي وصالح على الشرعية. وشنت مقاتلات التحالف أمس غارة استهدفت الميليشيات الحوثية قرب صرواح، وغارات أخرى على مواقع بمحافظة الجوف بشمال البلاد. في الوقت الذي شهدت فيه مناطق يمنية اشتباكات متقطعة بين القوات الحكومية وميليشيات الحوثيين وحلفائهم، فيما شهدت مناطق محيطة بمدينة صرواح، مركز محافظة مأرب شرق صنعاء، ومناطق في مديرية نهم شمال شرق صنعاء، قصفا بالمدفعية وقذائف الهاون، بينما اغتال مسلحون مجهولون على احمد الحيدري أمين عام المجلس المحلي بمديرية المنصورة الواقعة وسط عدن، أثناء تواجده ونجله بحي ريمي بالمديرية ذاتها، ما أدى إلى مقتلهما على الفور، ولاذ المسلحون بالفرار عقب تنفيذ الهجوم، في حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه. في الوقت الذي خفت فيه حدة المعارك التي ازدادت السبت، الا أنها تراجعت بشكل كبير أمس الاحد على مختلف الجبهات مع اقتراب وقف النار، بحسب المصادر العسكرية، وذلك قبيل دخول وقف جديد لاطلاق النار حيز التنفيذ، تمهيدا لاستئناف مباحثات السلام برعاية الاممالمتحدة بعد أيام، وقبل ساعات من الموعد المحدد. ويؤمل في المباحثات التي تستضيفها الكويت في 18 ابريل الجاري، التوصل الى حل سلمي في اليمن، بعد فشل اتفاقات عدة في الاشهر الماضية. ومن المقرر ان يدخل الاتفاق الجديد لوقف النار حيز التنفيذ. وانعكس الهدوء على صنعاء، حيث توقف هدير المقاتلات الحربية خلال الليل، على عكس الاسابيع الماضية التي شهدت تكثيفا في الغارات. ويأتي ذلك في اطار ما اعلنه موفد الامين العام للامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ في 23 مارس في نيويورك، من ان "اطراف النزاع وافقوا على وقف الاعمال القتالية في كل انحاء البلاد اعتبارا من منتصف ليل العاشر من ابريل قبل جولة مفاوضات سلام جديدة ستجري في 18 ابريل في الكويت". وأبدت مختلف الاطراف هذا الاسبوع عزمها على احترام وقف النار، مشيرة الى انها نقلت لولد الشيخ ملاحظاتها على شروط الاتفاق الذي يفترض ان يخضع للاختبار خلال الايام التي تسبق استئناف المباحثات. والسبت، جدد الرئيس هادي موقفه خلال اجتماع لاعضاء فريقه السياسي وفريق المشاورات في الرياض، وقال: "سنذهب للمشاورات من اجل السلام، وبروح الفريق الواحد لتنفيذ تلك التطلعات في وقف الحرب وتسليم اليمليشيا للسلاح وغيرها من الالتزامات التي نص عليها القرار الاممي 2216 والشروع في استئناف العملية السياسية". وينص القرار على انسحاب الانقلابيين من المدن التي سيطروا عليها، وتسليم الاسلحة الثقيلة التي سقطت في حوزتهم. وسبق اتفاق وقف النار تهدئة حدودية تم التوصل اليها الشهر الماضي بوساطة قبلية بين المملكة العربية السعودية والمتمردين، افضت الى خفض مستوى العنف عبر الحدود وتبادل أسرى بين الجانبين. وكانت الخبيرة في الشؤون اليمنية في مجموعة الازمات الدولية ابريل لونغلي الي قالت قبل ايام انه "للمرة الاولى تبدو المجموعات القادرة على وقف العمليات العسكرية الكبرى، مستعدة لتحقيق ذلك". وقال زيد القيسي المقيم في مأرب: "لا اتوقع نجاح الهدنة، الحوثيون لم يحترموا ابدا التزاماتهم في الحروب ضد الدولة منذ العام 2004"، في اشارة الى المواجهات بين السلطات والحوثيين خلال الاعوام الماضية. وقال زايد، احد ابناء القبائل التي تقاتل الى جانب القوات الحكومية، وهو يحمل رشاش كلاشينكوف، ان "الشرعية لا تستطيع ان تلزم ابناء القبائل بوقف اطلاق النار طالما لم نستعد اراضينا".