يدفعنا مثل هذا العنوان إلى محاولة الربط بين النفط و(ساندوتشات) "الشاورما"؛ وسيأخذنا حتما إلى عالم من التأويلات، وهو ما حدث بالفعل بمجرد قراءتي إياه في فضاء «تويتر»؛ فتتبعته تغريدةً تغريدةً؛ رغبة في الوصول إلى جذره وشعلته الأولى؛ فانتهيت إلى أنه عبارة عن (هاشتاق) انتشر كالنار في الهشيم؛ ليمثل ردة فعل تجاه تغريدة جدلية غرّد بها أحد مسؤولي وزارة النفط في دولة خليجية مجاورة، فيها سعى المسؤول لتبرير ارتفاع تسعيرة (البنزين) في هذه الدولة، بعد أن حدث امتعاض وتزاحم على محطات البنزين، ولسنا عن هذا الحدث ببعيد، فعشنا هنا نفس التزاحم بعد اعلان ارتفاع أسعار الوقود قبل أشهر معدودة؛ أما التغريدة القضية التي حركت الساكن فهي: "الفرق بين تسعيرة أمس وتسعيرة اليوم لسيارة 80 لترا هو ريال واحد (قيمة شاورما)!!؛ ما أعتقد يستحق كل هذا الزحام"!! ولأننا في فضاءات «تويتر»؛ وتحت قبضته التي لا تبقي ولا تذر ما هي إلا سويعات واستحالت التغريدة هاشتاقاً تداوله المغردون، غاضبين فيه بالربط بين ما يمس المواطن واقتصادياته وبين (ساندوتش الشاورما)؛ لتصب الأعلى من التغريدات في صالح المواطن البسيط الكادح؛ الذي يعني له الريال الواحد الكثير والكثير في اقتصاديات يومه إن كان لا يعني لمسؤوله شيئا؛ وكأن التفسير المباشر للتغريدة أنها استخفاف من المسؤول بالمواطن في جانب يمس حياته اليومية ومصروفاته الأولية. هذا كله مجال للحديث عن مسألة أخرى نناقشها بحافز من (هاشتاق شاورما نفطية) والتصريحات التويترية الشبيهة للمسؤولين هنا وهناك؛ ففي فضاء «تويتر» تتحول العبارة سيفا، والكلمة رمحا، واللغة بمراوغتها وخداعها تستحيل فخا، وتصريح المسؤول في اللحظات الأكثر حساسية للمواطنين تتطلب حذاقة وحكمة؛ ولغة دقيقة في اختيارات ألفاظها وتعبيراتها، وإلا فإنها ستكون النافذة المشرعة التي يفجر من خلالها الناس امتعاضهم وسخطهم من قرار ما أو من مسؤول ما؛ وأظن أن هاشتاق (شاورما نفطية) دليل على ما نذهب إليه، فلم يكن الوقت مناسبا مطلقا لتشبيه سعر الوقود الذي يعني للناس الكثير ب (ساندوتش الشاورما)؛ بل لم يكن من الحصافة اعتبار سعره تافها مقارنة بميزانية الكادحين. إن فنية التعاطي مع التصريحات مهارة يفتقدها الكثير، وقد شهد «تويتر» العديد من السقطات التي لم يحسب بعضهم لها حسابا، فكانت وبالا على مناصبهم؛ وهذا فن بحد ذاته يدركه الإعلاميون ويعلمون خطورته؛ إذا ما تحدثنا عن تغريدات «تويتر» التي يعتبرها المسؤول قربا وتواصلا مع الطبقة الأكبر من المواطنين، وهذا يزيدها حساسية أكثر. في حال استعرضت بعض التغريدات التي استجابت للهاشتاق نفسه يمكنني تقسيم ردود الفعل تجاهه إلى دفاع مستميت عن طبقة الكادحين، حديث عن الفساد وتبعاته؛ حديث عن عدم مهارة بعض المسؤولين في التعاطي مع التصريح؛ وسوف استعرض بعضا من ردود الأفعال تلك؛ أحدهم وجه كلامه لهذا المسؤول مغردا "نصيحة لكل مسؤول؛ يركز على عمله؛ ويبتعد عن التغريدات ووسائل الاتصال؛ حتى لا يرفع ضغط المواطن؛ ولا يقع هو ضحية كلمة لم يحسب لها حسابا"؛ وغرد آخر تغريدة موجعة بقوله "الريال يساوي ستين حبة خبز تسد رمق ستين جائعا في الصومال؛ فكيف نستهين بقيمة الجائع لستر الفساد بملابس لا يحتاجها أصلا"؛ ولأن الشيء بالشيء يذكر أقتبس لكم هذا التعليق الصاعق من أحدهم؛ "شاورما نفطية نفس سالفة الرجال الذي قال (بسكم دلع) في دولة مجاورة"؛ ولك عزيزي القارئ الحكم والتفسير.