الزخم الإعلامي الرياضي الكبير جداً فتح شهية من لا دخل لهم بالأندية إلى أن تكون الأندية طموحة وبوابة العبور لهم نحو عالم رياضي أسرع وأكثر شهرة، وما تكبد الأندية فوق طاقتها المالية إلا بسبب تكاثر من طموحه بالظهور على حساب ظهور أنديتنا والمحصلة لكل ذلك أننا نشاهد ونسمع كل يوم بالمشاكل المالية وما لها من تأثيرات سلبية كبيرة على تحقيق أي منجز وأنتم تشاهدون وتسمعون عبر الإعلام المفتوح على مصرعية المشاكل وليس الإنجازات. مشكلة الكثيرين -مع الأسف- البحث عن التميز بالأغلى، ولذلك تفننوا برفع الأسعار إلى أرقام فلكية تعجز خزائن الأندية من أن تتحملها حتى إن بعض الفرق فيما لو تم حساب مصروفاتها خلال سنة واحدة فقط، لتعدت ميزانية دول بأكملها ومع كل تلك المصروفات فإنها لم تسجل أي منجز خارجي حتى الآن. في الأسبوع الماضي، رفض بعض اللاعبين الاتحاديين من المشاركة قبل مباراة ذات أهمية قصوى وقيمة كبرى مع المنافس التقليدي الأهلي إلا بعد أن يتم تسليمهم مراتباتهم أو بعضها ومع أن اللاعبين على حق فهم لم يطالبوا بما ليس لهم، ومع ذلك فقد أصدر نادي الاتحاد بيانا ليحمل اللاعبين المسئولية ويضع اللوم بالخسارة عليهم، في وقت لم تتحرك الإدارة نحو توفير حقوق اللاعبين. والبيان يدين الإدارة وليس اللاعبين، ثم لماذا تشكو اللاعبين للجنة الاحتراف؟ أليس لديكم لائحة احتراف تحدد ما لكم وما عليكم ؟ فأدوا ما عليكم أولاً لكي تطالبوا بما لكم، وهذا هو العدل، فليس العدل بصدور البيان ورمي الكرة على اللاعبين. أاثبتت مباريات الفرق الكبيرة المتصارعة على لقب الدوري الأهلي والهلال والاتحاد بأن التذبذب الواضح بين مباراة وأخرى سببه مزاجية اللاعبين وليس استراتيجية الأجهزة الفنية قبل وأثناء المباريات، فنفس التشكيلة ونفس الطريقة ونفس أسلوب اللعب، ومع ذلك هناك اختلاف كبير بين مباراة وأخرى. الاتحاد الذي عاد بقوة في الفترة الأخيرة وحقق قفزة فنية ونقاطية واقترب كثيراً من منافسة الأهلي والهلال، أخفق إخفاقا كبيراً في المواصلة وحصد النقاط والاقتراب من تحقيق اللقب فخسر مباريتين متتاليتين من الوحدة والأهلي، فعاد من حيث كان وعادت المنافسة على لقب الدوري بين الأهلي والهلال. الأهلي ضرب بقوة في آخر مبارياته فحافظ على الصدارة وتفوق على الاتحاد بفوز مستحق وبمستوى فني عال جدا، وأعتقد بأن الأهلي سيتوج نفسه بطلاً مبكراً إذا ما استطاع أن يكسب أو يتعادل مع الهلال ففوز الهلال عليه تتويج مبكّر للهلال، وبالتالي فالأهلي سيكون له فرصتان والهلال ليس أمامه إلا الفوز فقط. بالرغم من أن هناك بعض الانتقادات على مدرب الفريق الهلال دونيس إلا أن المتابع الفطن سيجد بأن المدرب يمتلك فكراً مميزاً، فبعض اللاعبين يشركهم أساسيين في المنافسات المحلية ويبعدهم من المنافسات الخارجية وفق معايير فنية استطاع من خلالها أن يحقق التوازن ويستمر بالمنافسة بشكل جيد. تداخل المسابقات المحلية قتل على طموح بعض الفرق من تأثير أهمية مبارياتها بالدوري في الجولات القادمة بعد أن خرجت مبكراً من منافسة كأس الملك فهي تشارك بالدوري بدون أي طعم، فالموسم بالنسبة لها انتهى قبل أن ينتهي الموسم وهذا الوضع غير الجيد في توزيع المسابقات المحلية قد يولد ويشجع على بيع المباريات خصوصاً إذا ما علمنا بأن أغلب الأندية تتأخر ولديها متأخرات في صرف الرواتب. ومن الملاحظ أن هناك لاعبين يقدمون مستويات فنية جيدة مع فرقهم غير التي يقدمونها مع المنتخب، وهناك لاعبون يقدمون مع المنتخب أفضل مما يقدمون مع أنديتهم ويرجع ذلك إلى عوامل عدة، أهمها التوظيف المناسب لإمكانيات اللاعبين وطريقة اللعب. ويظل السؤال الأهم في ظل الوضع الراهن والواضع المتوقع في السنوات القادمة والمتمثل بعدم مشاهدة انتقالات كبيرة أو تعاقدات فلكية من الذي أدخل الأندية بالأزمات المالية ؟ كل الذي يعرفه الجمهور بأن فترة ذاك جلبت للنادي نجوما بأرقام فلكية، وهي لا تعلم ما الذي ينتظر النادي من ديون كبيرة.