ليلة الثلاثاء الماضي وللأسبوع السابع على التوالي تابع برنامج «شاعر المليون» رسالته في بث جميل الشعر النبطي الذي يلقيه شعراء شباب من مختلف الدول الناطقة بالضاد على خشبة مسرح شاطئ الراحة في العاصمة أبوظبي، التي تشهد موسماً سابعاً من البرنامج الذي حاز على متابعة ملايين المشاهدين من محبي هذا الشعر. انتهت المرحلة الأولى مع بداية الحلقة السابعة، حيث كان ثالث الشعراء المتأهلين الشاعر فايز سعد الزناتي ب78% من مجموع درجات التحكيم وتصويت الجمهور، ليُتِّم بذلك النخبة المكونة من أربعة وعشرين شاعراً، سيتنافسون على مدار حلقات أربع، بينهم شاعرة واحدة هي زينب البلوشي من الإمارات. كان ستة شعراء على موعد جديد مع لجنة التحكيم، وجمهور مسرح شاطئ الراحة، والمتابعين في العاشرة مساءً تماماً. حيث جمعت بين بدر الكبيح من الكويت، وبلال ماضي من الأردن، وخزام السْهَلي، ومسلط بن سعيدان المسعودي من السعودية، وطلال الشامسي من سلطنة عمان، وأحمد بن جوفان العجمي من الكويت، وكلٌّ قدم ما لديه من الشعر والصور والمغزى والمحسنات، لكن النتيجة كانت لصالح بن جوفان، فأعلن المقدم حسين العامري نبأ تأهله ب46 درجة إلى المرحلة الثالثة من المسابقة بحضور والده بين جمهور المسرح. لجنة التحكيم قدمتها مريم مبارك التي رحبت بالكاتب الأستاذ سلطان العميمي- مدير أكاديمية الشعر، والكاتب والباحث د. غسان الحسن، والشاعر الأستاذ حمد السعيد، وهم الذين أعلنوا الأسبوع الماضي عن معايير المرحلة الثانية من المسابقة، فمن أصل ستة شعراء سيتنافسون على مدار أربع حلقات ستؤهل اللجنة شاعراً واحداً بقرارها نهاية كل حلقة، فيما سيقرر الجمهور مصير شاعرين آخرين يتم الإعلان عنهما بداية الحلقة التي تليها. وبانتهاء الحلقات الأربع يكون عدد المتأهلين قد وصل إلى اثني عشر شاعراً، بالإضافة إلى ثلاثة شعراء لم يتأهلوا، لكن اللجنة ستمنحهم بطاقاتها الذهبية، لأنها ترى أحقية لهم بالاستمرار في المسابقة، ليصبح العدد الكلي الذي ينتقل إلى المرحلة الثالثة خمسة عشر شاعراً. وخلال التنافس في المرحلة الثانية على كل شاعر من الشعراء ال24 إلقاء قصيدة حرة الوزن والقافية، يتراوح عدد أبياتها بين عشرة أبيات واثني عشر بيتاً، على ألا تتناول القصائد موضوع مسابقة «شاعر المليون» كما أعُلن في الحلقة الماضية، بالإضافة إلى المعيار الثاني الذي أعلنه العميمي الليلة الماضية، والذي يتمثل بأربعة أبيات للشاعر نمر بن عدوان وزناً وقافية وعدداً وموضوعاً. المرحلة الجديدة للشعراء- كما أشار حمد السعيد- تتطلب من الشعراء مجاراة الأبيات، واستثمار الوقت الممنوح لهم بالمجاراة، وإتقان الكتابة وفق أجواء النص، أما بالنسبة لقصيدة المسابقة فقد أشار إلى أن طلب اللجنة اختصارها إلى 12 بيتاً كأقصى حد؛ إنما كان لوضع الوقت في عين الاعتبار، وهذا الإجراء يتطلب من الشعراء اختزال القصيدة، وبالتالي لا يقل المعيار الثاني أهمية عن المعيار الأول. د. غسان الحسن قال إن نصف عدد الشعراء هو الذي سيستمر في المسابقة، أما المغادرون فهم الأقل حظاً وليس شاعرية. وبالنسبة لمجاراة الأبيات فعلى كل متبارٍ الكتابة مع التركيز على نقطتين، أولهما أن يكون شاعراً، والثانية أن يضع ذاته موضع المتلقي كي يشعر بوقع النص عليه، وذلك من أجل إبداع نص سليم. أبيات المجاراة ألقاها العميمي، وهي للشاعر الأردني نمر بن عدوان، قالها في زوجه وضحة المتوفاة، وطلبت اللجنة من الشعراء مجاراة الأبيات، وقبل أن يلقي الشعراء ما أبدعوه قدم البرنامج تقريراً حول مفردة (الكلمة)، أي معناها بالنسبة لكل شاعر، وموقعها، وأثرها، ومواقف حياتية وسياسية مرتبطة لديهم بكلمة، وكلمات وجهها الشعراء لشخصيات يحبونها. عقب التقرير، تم تقديم ريبورتاج عن الشاعر نمر بن عدوان، شارك فيه حفيده عليان العدوان، وتحدث فيه عن جده. أين ولد، وأين تلقى علومه، وأين استقر به المقام، كما تحدث عن مدى حبه لوضحة، وختم باصطحاب الكاميرا إلى موقع قبر نمر. ونقدت لجنة التحكيم أبيات المجاراة التي كتبها الشعراء الستة، وقد تباينت آراء الأعضاء بالنسبة لتلك الأبيات التي جاروا من خلالها أبيات نمر العدوان، فقال د. الحسن إن معيار المجاراة ليس صعباً، بسبب وجود القافية والوزن، لكن الدقة في التفصيل بين نص وآخر هو في الجو العام داخل كل واحد منها، لكن الشعراء توقفوا عند حالة الفراق، كما تبين أن بعضهم لجأ إلى التكرار في المعنى. قبل ختام الحلقة أعلن جمهور المسرح عن 44% من أصواته منحها للشامسي نجم المساء، والذي أنشد خلاله بندر بن عوير من كلمات الشاعر حمد الديحاني. كما تم الإعلان عن شعراء الحلقة الثانية، وهم: خميس الكتبي من الإمارات، راجح نواف الحميداني، سعد بن بتال السبيعي من الكويت، صالح آل كحلة، عبدالمجيد الذيابي من السعودية، وعدنان كريزم من فلسطين. وهي ذات الحلقة التي سيتم في بدايتها الإعلان عن تأهيل الجمهور لشاعرين من أصل الشعراء الخمسة الذين تباروا ليلة أمس، وهم: بلال الماضي الذي حصل على 38 درجة من درجات التحكيم، مسلط بن سعيدان وخزام السهلي حصلا على 44 درجة، بدر الكبيح منحته اللجنة 40 درجة، طلال الشامسي حصل على 43 درجة. وجميعهم سينتظرون أسبوعاً، ورفيقهم القلق والشعر في آن معاً.