دائماً ما أتذكر عندما كنت في الصف الرابع الابتدائي وعند قرب أسبوع المرور كنا نشارك رجال المرور بالوقوف عند الإشارات الضوئية في توعية المجتمع وتوزيع منشورات لهذه المناسبة وتكون مناسبة لجميع الأعمار من كبار وصغار عن السلامة المرورية، وكذلك توضع في جميع الميادين الرئيسة سيارات لا تعرف شكلها من بشاعة الحادث. وكان المرور يجول معظم الشوارع بسياراته وشاحنات تحمل سيارات معدومة كلياً بسبب السرعة الجنونية للعظة والعبرة للسائقين، وحثهم على عدم السرعة. وكانت الشوارع في هذا الأسبوع مليئة بالناس لمشاهدة هذه الفعاليات التي تحدث لمدة أسبوع واحد كل سنة وفي الصباح ينتشر رجال المرور في المدارس لتوعية الشباب المقبلين على القيادة من طلاب الثانوية، ففي ذاك الزمان نشأ جيل يعرف مخاطر السرعة وقد يكون هو الجاني والمجني عليه. الآن نشأ جيل لا يعرف ما الهدف من أسبوع المرور ولم يشاهد أي فعاليات له بسبب أن التوعية المرورية اختفت من الشوارع واتجهت إلى القاعات المغلقة والمجمعات التجارية. وفي العام الماضي وبالتحديد في أسبوع المرور تم دهس رجل مسن بجانب جامعة الملك فيصل بالقرب من المعرض التوعوي الذي أقامه المرور في الجامعة وعلى بعد أمتار قليلة توفي ثلاث عائلات بالكامل في حوادث مختلفة في نفس الطريق ومن بينهم ابن خالتي صاحب وسم: #وفاةخالدالبيطاروأفرادأسرته، الذي تفاعل المجتمع في شبكات التواصل الاجتماعي مع هذا الوسم لبشاعة الحادث كونه في شارع وسط البلد وهو طريق الملك عبدالله الدائري بالضلع الغربي. ونشرت الصحف السعودية منذُ أيام قليلة أن بلادنا تحتل المركز الثاني عربياً والمركز 23 عالمياً من حيث الوفيات بسبب الحوادث الوعي المروري عليه أن ينتقل من القاعات المغلقة ومن المجمعات التجارية إلى مكان الحوادث وهو الشارع، حيث يتواجد السائقون. فالوعي المروري عليه أن يبدأ من المدارس بمشاركة الأطفال والمراهقين وتوعية السائقين الحاليين في الشوارع وتكثيف الإرشادات المرورية والمراقبة بكاميرات عند الإشارات الضوئية ليخاف من يفكر في قطع الإشارة وتطبيق القوانين المرورية، وكل هذا المقصود منه الحفاظ على أرواح الشباب والممتلكات العامة وليس القصد منه المخالفة فقط، ورفع قيمة الغرامة المالية لمخالفات نظام المرور ليس حلا دون وعي مروري شامل.