سيِّدي الأب،، ضع عقالك جانباً، ويا سيِّدتي الأم اتركي المطبخ وراء ظهركِ قليلاً، خذوا أولادكم في نزهةٍ واخرجوا معهم إلى الفضاء الرحب والأرض الواسعة، أفرغوا شحنات طاقاتكم في اللعب، فاللعب مع أولادكم وأحبابكم وأصدقائكم متعةٌ كبرى، وتيقنوا بأنَّ ممارسة اللعب هو حقٌ من حقوقكم، الركض لعب، فاركضي سيدتي أو هرولي كيفما تشائين، وكرة القدم لعبةٌ فكن سيدي أنت الحارس في شبكة المرمى ودع صغارك يُكيلون إليك بكرتهم الصغيرة، وتظاهر بأنهم كانوا هم الأقوى فغلبوك بأهدافٍ نظيفةٍ لا تسلل فيها! سيدتي لتكن حلقتكِ مع أطفالكِ تدور حول أي لعبةٍ تستهويكم، فتتبادلين معهم دور الرابح والخاسر والفائز والمنتصر وسيئ الحظ الذي تكررت هزائمه أمام صغاره! ضعوا الكراسي التسعة إذا كانت أعدادكم عشرة والعبوها في وسط ضحكات الطفولة والبراءة، ولا تلتفتي إلى برجك العاجي ستعودين إليه، ولا تظني أنَّ «هيبة الأم» قد تزول إلى الأبد، لا تقلقي فهي سويعات ثم سيعود نظام البيت كما كان بل وأفضل بنفوسٍ منشرحةٍ سعيدة. سيدي مدير الإدارة اتفق مع زملائك ومرؤوسيك الموظفين واختر لعبةً تُسعدكم جميعاً، واجعلها في ساعةٍ من عطلةِ نهاية الأسبوع وترقَّب بعدها زيادة الإنتاج في العمل، لن تصدِّق، جرِّب ولن تخسر شيئاً! سيدتي خذي العاملة المنزلية مع خمسٍ من العاملات من بيوت أخواتك وإخوانك واتركي لهن ساحة البيت، واطلقي لهن العنان في لعبِ ما يروق لهن! ولا تقفوا لهن كالرقيب، وأكثر جمالاً لو قمتِ بالتقاطِ صورٍ لهن من أجهزتهن الذكية لتبقى لهن تذكاراً وذكرى حين يعدن لأوطانهن، في اليوم الثاني ستجدين بيتكِ أكثر نظافة وملابسكم أنصع بياضاً! سيدتي وأنتِ في نزهتكِ إلى البحر أو البر اختاري أكثر من لعبةٍ تُسعِد عائلتكِ واجعلي (عدة اللعب) من أولويات القائمة ولا تهملي شيئاً منها، فإن فسدت اللعبة فقد فسدت النزهة كلها ولن يبقى في حقيقتها سوى استمرار وجود أطباق الأكل والشرب المعتادة وتبادل نفس الأحاديث اليومية المملَّة! ابتعدوا عن اللعب الجاد الذي ينتهي بفوزِ منتصر وخسارةِ مُحبَط، اختاروا اللعب المصحوب بالضحك الذي يجعلكم تستلقون على ظهوركم من شدة السعادة، لا تفصلوا بين اللعب والضحك والمرح فهذا المثلث مفيد جداً لصحتكم. سيدتي،، إذا خرجتِ مع صديقاتك لنزهةٍ في مكانٍ تجدين فيه خصوصيتك فاسبقيهم إلى الأرجوحة، وغنِّي مع نفسك ولنفسك وبصوتٍ مسموع كلَّ أغاني الطفولة التي كنتِ ترددينها وأنتِ صغيرةٌ بأعلى صوتك فسمعها جيرانك قبل أهل بيتكِ، لا تقولي أنني قد كبرت، فأنتِ في اللعب صغيرةٌ، ولكنكِ في مجالس الكرام أنتِ من علية القوم وحكمائه. سيدي،، تسابق مع حفيدك بحبٍ، وإياك أن تسبقه دائماً، اجعله يسبقك كثيراً وصفِّق له، واظهر له ملامح (الزعل) على مُحيَّاك لأنك خسرتَ أمام هذا العملاق الصغير، وامنحه مكافأةً يحبها، سينتشي حفيدك بهذا الفوز وسيطلب منك تكرار السباق مراتٍ ومرات ليفرح بإنجازه فلا تتأفف ولا تنظر إلى ألمِ ظهرك ورجفة يديك واحتباس أنفاسك، فكلها حركات إيقاعية جميلة تهُون آلامها أمام شقاوة من هو (أعزُّ من الولد). الواثق من نفسه هو الذي يعمل بجد، ويلعب بجد، ويضحك بجد، ويمرح بجد، فلا يأخذ الحياة كلها جدا في جد! فقط أحسنوا اختيار الأوقات المناسبة لكلِّ منشط. اختاروا أمسيةً مع عائلاتكم وأصدقائكم واجعلوا اللعبة مسابقةً في "مشكلةٍ" وقعتم فيها فأضحكتكم كثيراً، وتذكروا كيف خرجتم منها بسلام، اختاروها من عموم مواقف حياتكم المهنية والأسرية والعملية أو حتى عندما كنتم على مقاعد الدراسة! تذكروا جيداً "ما هي المشكلة"؟ وحتماً ستجدون شيئاً تضحكون عليه، فإن لم تجدوا فما أقساكم على أنفسكم وعلى من حولكم وعلى دنيا عشتم فيها عكس التيار!. في الختام: أكثر ما يندم عليه الناس وهم على فراش الموت أنهم أخذوا الحياة بجدية أكثر من اللازم، لذا لا تقع في نفسِ الخطأ سيِّدي وسيِّدتي الكرام.