«هكذا ربانا جدي علي الطنطاوي» للكاتبة عابدة العظم حفيدة الشيخ، كتاب لاقى رواجا في معرض الرياض الدولي للكتاب. ويضم الكتاب خمسة فصول تتحدث فيها الكاتبة عن التجارب التربوية للشيخ الطنطاوي مع أولاده، لغرس المفاهيم الإسلامية في نفوسهم. في الفصل الأول: تحدثت الكاتبة عن ملامح من شخصية المربي الناجح مثل تقبل النقد وهذا لا يقلل من منزلة المربي.. فقد كان الطنطاوي يطلب من حفيده أن يقلده في حركاته كي يتفادى غير المناسب منها وكان يتقبل هذا النقد بروح فتية مرحة مما جعله كبيراً في نظر أحفاده. وفي الفصل الثاني تؤكد الكاتبة أنها تعلمت من جدها أن النزول إلى مستوى الصغار لفهمهم.. وتذكر الكاتبة أنه في إحدى المرات لعب الشيخ مع حفيدته الصغيرة ذات الأعوام الخمسة بالشطرنج لأن الجميع رفض أن يلعب معها لصغر سنها. وتحدثت الكاتبة في الفصل الرابع عن تقويم علاقة الوالدين بالأولاد وأهمها: تدريب الأولاد على تقدير جهود أمهاتهم وآبائهم وإشراكهم في العمل وأن يخدموا أنفسهم بأنفسهم. أما الفصل الخامس فقد خصصته الكاتبة للحديث عن العدل في المعاملة والعدل في العطاء بين الأولاد حتى لا تظهر مشاعر الكراهية بين الإخوة. وأكدت الكاتبة أنها قد تعلمت من جدها أن تكتب من صلب الحياة لأن أسلوب الوعظ المباشر مفيد في بعض الأحيان.. وأوردت قصة طريفة، تقول الكاتبة: «وزع أهلنا علينا نحن الأحفاد علباً ملونة فيها حلوى.. وكذلك وزعت الحلوى على الصغار من أقاربنا عندما جاؤوا لزيارتنا.. وقد تعلمنا من جدنا إكرام الضيف فقام كل حفيد منا بتقديم علبته لأقاربنا الكبار لتذوق ما فيها.. فسر أولادهم بذلك واحتفظوا بعلبهم مغلقة ومدوا أيديهم ليأخذوا من علبنا وقد أزعجنا هذا التصرف ولم ندر ما نفعل أمام طمع الصغار ولا مبالاة الكبار فانزعج جدي وطلب من الأولاد إعادة الحلوى إلينا ويكفيهم ما أكلوه منا حتى يعلموا أن ما صنعوه طمع زائد لا يرضى الله عنه ولا عباده وعلى آبائهم تنبيه أبنائهم إلى الابتعاد عن الطمع حتى لا يشبوا على الطمع والأثرة والكتاب يحوي الكثير من التجارب التربوية ، كما أسلفنا سابقاً بأسلوب بسيط بعيد عن التعقيد والتهويل والمحاباة لجدّها.. رغم حبها لجدّها وتوقيرها له.. وأتمنى أن يُقَدَّمَ هذا الكتاب لكل عروسين مقبلين على حياة جديدة ، ليتبعا نهج الطنطاوي في التربية الإسلامية لأبنائهما المقبلين».