قبل أكثر من أسبوعين نظمت وزارة الدفاع السعودية في مركز معارض الرياض، معرض توطين الصناعات العسكرية لقطع الغيار، والذي تم من خلاله عرض العديد من المنتجات العسكرية وقطع الغيار للمعدات العسكرية، والاهم من ذلك ان وزارة الدفاع السعودية وضعت في استراتيجياتها من خلال إقامة هذا المعرض وتشجيع التوطين ان يتم الوصول الى تحقيق (70٪) من اجمالي صناعة قطع الغيار العسكرية من خلال مصانع محلية بعد عقدين من الزمان. اعتقد جازما ان هذا العمل من اهم الاعمال التي ينبغي ان يتم التركيز عليها للمساعدة لضمان أمن البلاد واستقراره، حيث ان قطع الغيار العسكرية تمثل عملا هاما واستراتيجيا لهذا القطاع الاستراتيجي الأمني الهام، وبهذا التوجه، سوف تجني المملكة عدة فوائد كبيرة وأهمها توطين الصناعات العسكرية وقد يأتي يوم ان نكون من اهم المصنعين للاسلحة والمعدات العسكرية بدلا من استيرادها، ويتلو ذلك نقل التقنية والمعرفة وتشجيع القطاع الصناعي وتنوعه اقتصاديا، والثالث وهو خلق الوظائف للسعوديين. لا شك في أنه تم الانتهاء من الجزء المهم وهو كسر حاجز المبادرة للدخول في دائرة التصنيع لهذا القطاع، وأصبح الحلم حقيقة بدعم ومساندة من قطاعات مختلفة حكومية او خاصة، كذلك المؤشرات الاقتصادية لهذا القطاع الصناعي تبشر باخبار سارة، ولكن يبقى الجزء الأهم من هذه الحلقة وهو استدامة هذا القطاع وتطويره بشكل مستمر وهنا يحتاج العمل الى تضافر كافة الجهود من اجل العمل على توافر قاعدة صلبة تدعم الصناعات العسكرية بكافة اشكالها وتنوعها. من الأدوار الهامة لدعم هذا القطاع ما تقوم به مدينة الملك عبدالعزيز للعلم والتقنية سواء من ناحية نقل التقنية والمعرفة او الجهات العالمية الرائدة التي تتحالف معها بشأن تطوير هذه الصناعة، وتجنب اعادة اختراع العجلة من جديد، واختصار الوقت بوضع المملكة في صفوف الدول المتقدمة المنتجة للصناعات العسكرية، ومن هذا المنطلق قد يكون من المناسب ان يتم الالتفات الى هذا القطاع الحيوي من كافة الجوانب وكافة الشركاء، وان يتم وضع خارطة طريق واضحة وباهداف محددة لتطوير الصناعة العسكرية في المملكة على المديين القصير والطويل. الإرادة والتقنية مصحوبة ومدعومة برؤية اقتصاديه تمثل حلا مثاليا لهذه الصناعة، وهو موجود بالفعل، وبالتالي يتبقى لنا العمل فقط من اجل دعم هذه المبادرة وهذا التوجه الى أقصى حد ممكن من اجل تدعيم الصناعة بالمملكة بقطاع هام وهو الصناعات العسكرية، وكما نعلم ان الصناعة العسكرية في الدول الرائدة تمتلك احدث وأعلى التقنيات وهي منبع التقنية والاختراعات بالأصل، فأتمنى ان يحدث هذا لدينا وهو ليس ببعيد على أبناء هذا الوطن المخلصين والمبدعين والمتميزين من اجل وطن عالي الهمة وفي مقدمة الامم.